الأحد، 18
حزيران، 2023
من جديد قصص
الموت تترا، هاربون من واقع أليم، ليجدوا مصيرهم غرقى في أعالي البحار، وسط شجون
وألم وحكايات وجع لا تنقطع.
ووفق أخر التحديثات فقد بلغ عدد الناجين الذين
انتشلتهم فرق الإنقاذ في حادثة غرق مركب المهاجرين قبالة السواحل اليونانية 104
ناجين.
فيما جرى انتشال
نحو 80 جثّة حتّى فجر اليوم الجمعة 16 حزيران، فما يزال أكثر من 500 شخص في عداد
المفقودين.
وفي التوازي مع
استمرار عمليات البحث والانتشال، ناشد لاجئون فلسطينيون من سوريا سفارة السلطة
الفلسطينية في اليونان، متابعة مصير ذويهم في حادثة غرق المركب.
وأشارت مصادر
صحفية في مخيم درعا للاجئين الفلسطينيين إلى أنّ الأهالي يحاولون معرفة أيّة
معلومة حول ذويهم المفقودين، ويحاولون التواصل مع الصليب الأحمر الدولي ولكن دون
الحصول على نتائج حول مصير ذويهم
وعُرف من
المفقودين من أبناء المخيم، يوسف جهاد يوسف، عمرو أحمد خليفة، محمد خير أسعد، محمد
عبد العال، محمد شهاب، فيما كشفت صور جرى نشرها يوم أمس عن نجاة اللاجئ اياد محمد
معتصم يوسف.
من جهتها، أصدرت
وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية أمس الخميس، تصريحاً صحفياً، أشارت فيه إلى
عدم وجود مؤشرات على ضحايا فلسطينيين حتّى هذه اللحظة، في حادثة غرق المركب.
من جهتها، نشرت
"خلية الإنقاذ الموحد” المعنية بمراقبة الهجرة عبر المتوسط، قوائم بأسماء الناجين
من حادثة غرق المركب، وقالت إنّها صادرة عن مستشفى ” كالاماتا” اليوناني.
وأكدت المجموعة،
أنّ الأسماء التي جرى نشرها، لا يوجد سواها حتّى الآن، وتضم 104 اسماً.
وكان خفر
السواحل اليوناني قد أعلن، أنّ مركب صيد حمل أكثر من 750 شخصاً، قد انقلب في
المياه الدولية قبالة شبه جزيرة "بيلوبونيز” اليونانية، في حادثة وصفها نشطاء
الهجرة بالأفظع منذ بدء تفاقم ظاهرة الهجرة غير النظامية عبر المتوسط.
واتهمت شهادات
أدلى بها ناجون من حادثة غرق المركب الذي انطلق من السواحل الليبية وغرق في المياه
الإقليمية اليونانية الأربعاء، إلى تورط حرس الحدود اليوناني في غرق المركب.
ونقل عضو
البرلمان الأوروبي السابق ” كريتون ارسينيس” عن ناجين التقاهم في ميناء "كالاماتا”،
أنّ خفر السواحل اليوناني كان يَقطُر سفينة الصيد المزدحمة بطالبي اللجوء عبر
الحبال قبل انقلابها.
وفي المقابلة
التي نشرتها صحيفة "the press project” اليونانية مع
العضو السابق في البرلمان الأوروبي، أكد فيها تلقيه شهادات من ناجين، أخبروه أنّ
خفر السواحل كان يجر المركب ثم انقلب فجأة، ووصف ما جرى بالجريمة التي يجب التحقيق
فيها.
كما نقلت
"مجموعة الإنقاذ الموحدة” مقطع فيديو للقاء جمع ناجين في ميناء "كالاماتا” مع
الرئيس اليوناني الأسبق اليكسيس تسيبراس، أكدوا فيها أن خفر السواحل اليوناني قام
بقطر القارب بشكل سريع لإبعاده عن المياه اليونانية مما أدى إلى انقلابه وسط
البحر.
منظمة Aegean Boat Report”” المعنية بمراقبة الهجرة عبر اليونان ورصد انتهاكات حرس الحدود
وخفر السواحل، علّقت على شهادات الناجين، وقالت: إنّ خفر السواحل اليوناني لم يذكر
شيئاً عن عملية جرّ القارب، وتساءلت "لماذا ترك هذه المعلومات الحيوية خارج
التقرير؟”
وأضافت” "بما أن
خفر السواحل لم يبلغ عن هذه المعلومة، فالسؤال هو هل تم استبعادها من التقارير
لأنهم لم يحاولوا إنقاذ القارب، بل جره باتجاه المياه الإيطالية، أو دفعه إلى
الخلف؟”
وأكدت المنظمة
أنّ هذا التقرير ليس الأول الذي سمعته، والذي يشير إلى أن خفر السواحل اليوناني
كان يسحب القارب قبل أن ينقلب، مما أسفر عن مقتل مئات الأشخاص، لكنه التقرير الأول
الذي تم نشره بالفيديو.
وكانت شهادة
أدلت بها الناشطة المغربية الإيطالية نول الصوفي، والتي تلقت أوّل نداء استغاثة من
المركب المنكوب، أشارت الى قيام خفر السواحل اليوناني بربط المركب بحبال.
وقالت صوفي: إنّ
إحدى محاولات الإنقاذ التي جرت، "قد أشعرت المهاجرين على متن المركب بالخوف من أن
تتسبب بغرقه، حيث اقتربت إحدى سفن الإنقاذ وقامت بربط حبال بجزأين من المركب، فيما
شعر المهاجرون بخطر كبير من أن تتسبب الحبال في انقلاب المركب، لذلك قاموا
بالابتعاد عن السفينة لتجنّب الغرق، وخصوصاً أنّ المياه كانت تدخل إلى المركب”.