وقف التنسيق الأمني سيهوي بالسلطة
سيري يحذر من معركة جديدة حال تأخر إعمار غزة

السبت، 11
نيسان، 2015
حذر منسق الأمم المتحدة السابق لعملية السلام
في الشرق الأوسط روبرت سيري من "اندلاع صراع جديد في قطاع غزة نتيجة استمرار تأخر
إعماره"، مؤكدًا أن وقف التنسيق الأمني قد يكون المسمار الأخير في نعش عملية اتفاق
"أوسلو".
وقال سيري في حوار مع قناة "الجزيرة"
القطرية بث مساء الجمعة: "يجب التعامل مع الوضع في غزة.. لأنه إذا تركت الأمور
على حالها فإن المصالحة لن تنجح وهي أساسية للجانب الفلسطيني لإبقاء حل الدولتين مطروحًا".
وأضاف "ثم سيؤدي ذلك إلى صراع جديد بغزة
ومن ثم لن تفي الجهات المانحة بتعهداتها التي قطعتها في القاهرة لأنها لا تريد الاستثمار
في فراغ"، متوقعًا حدوث حراك في ملف عملية إعمار غزة قريبًا.
وأشار إلى أن زيارة رئيس حكومة التوافق رامي الحمد
الله لغزة للمرة الثانية لن تحل جميع الخلافات لكنها تحرز تقدمًا في بعض القضايا، معربًا
عن أمله في أن يكون قد أحرز تقدمًا حول القضايا الأساسية التي تتطلب حلًا.
وحول ملف التنسيق الأمني، ذكر أن السلطة لم تقطعه
حتى اليوم، وأن الإطار الزمني لتنفيذ القرار (وقف التنسيق) خلال 3 أشهر، ومؤخرًا جاء
قرار الافراج عن عائدات الضرائب والذي كان الاستمرار به سيؤثر على بقاء السلطة.
ورأى سيري أن القرار كان خطوة في الاتجاه الصحيح،
مستدركًا: "كيف يمكن لرجل أمن فلسطيني الاستمرار في التعاون الأمني مع إسرائيل
وهو لا يتلقى راتبه.. كيف سيكون الحال اذا بدأت السلطة في الانهيار.. لهذا قلت إن هذا
قد يكون المسمار الأخير في نعش عملية أوسلو".
وأكد أن غزة تجابه الكثير من التحديات التي شاهدها
خلال زيارته الأخيرة لها، مبينًا أنه رأى بصيص أمل هناك بسبب ما قال إنها عمليات إعادة
إعمار بدأت فعليًا بأول المشاريع الكبيرة وهو المشروع القطري بما في ذلك مشروع إسكاني
ضخم.
وبين المسئول الأممي أن كل ذلك تم عبر آلية تحمل
اسمه يسمح من خلاله الجانب الإسرائيلي بدخول كميات الاسمنت فيما تتابع الأمم المتحدة
مراقبة واستخدام هذه المواد (الاستخدام المدني)، مضيفًا: "اشعر ان الأمور باتت
تتحرك كثيرا".
ويصف مختصون في الشأن الاقتصادي خطة سيري بأنها
حصار جديد على غزة بنكهة دولية، محذرين من تداعياتها على إعمار ما دمره الاحتلال في
القطاع خلال عدوانه الأخير في يوليو وأغسطس الماضيين.
وتنص خطة سيري على آليه رقابة مشددة وفق نظام
حاسوبي متطور، تشرف على إدخال واستخدام جميع المواد اللازمة لإعادة إعمار ما دمره العدوان
على غزة.
وشن الاحتلال في السابع من يوليو الماضي عدوانا
همجيا استمر لـ"51" يوما، خلف هدم آلاف البيوت وتدميرا هائلا في البني التحتية.
المصدر: وكالة صفا