شباب غزة يتحدّون
الحصار بالأعمال اليدوية

الخميس، 19 آذار، 2015
أعمال فنية تجلب
الأنظار لها بإبداع تشكيلها وبروح جمالها وأناقتها.. أبدعتها أنامل غزية متحدّية الحصار
لتتجاوز البطالة، ولتؤكد رسالتها بأن "غزة لا تعرف المستحيل"؛ فهي تجعل من
المحنة منحة تسير بها رغم ظلمة الحصار.
مجموعة شبابية
اختلفت شهادات تخرجهم الجامعية، لكنها اجتمعت في معرض الإبداع الفني للأعمال اليدوية
المميزة، فكان منها الرسم على الزجاج، والرسم على اليد بالحنّة، وصناعة الإكسسوارات
والمطرزات، والأشغال اليدوية.
التراث الفلسطيني
فمن بين الأشياء،
والتي لا مكان لها بالنسبة للبعض، يتفنن عدد من خريجي الجامعات الغزية بوضع الزخارف
والرسومات على قطع زجاجية وأدوات منزلية وإكسسوارات لتغدو قطعًا فنية يتسابق الحضور
لشرائها.
هوايات هؤلاء الشباب
دفعتهم لإنشاء معرض للتعريف بالتراث الفلسطيني المنسي، مستغلين في ذلك المناسبات السنوية
التي تخلق جوًّا مناسبًا لتنظيم المعارض، وتكون بالوقت ذاته عملا لهم يتحدون به البطالة.
ومن بين الشباب
الذين أبدعوا في الأعمال اليدوية "خالد أبو شمالة"، وهو حديث العهد بالمهنة،
لكنه يبدو أنه أتقنها باحتراف رغم تخصصه بدراسة تكنولوجيا المعلومات والتي لا تمت بصلة
لما يقوم به الآن من فن.
أبو شمالة قال
لـ"المركز الفلسطيني للإعلام": "بدأت العمل بالنظر للأمر بأنه هواية
منذ شهر فقط، وشجعني على ذلك أختي التي تعلمت هذا الفن، وتعلمت أنا عن طريق النت واليوتيوب
وتمرست عليه حتى أتقنت بعض ما هو موجود في المعرض من إكسسوارات أنيقة وجميلة، كله عمل
يدوي خالص".
وتابع: "لأول
مرة أشارك بمعرض، فما أزال أعمل على بناء سمعة، وجئت إلى هنا كي أسوق لأعمالي ولأنشرها،
والتركيز الآن غير منصبّ على الربح، بل على كيفية جلب الزبائن؛ حيث أقوم بنشر الأعمال
عبر الفيسبوك، وإذا نجح المشروع سأوسع العمل إن شاء الله تعالى".
ولم تمنعه إصابته
بيده بعد قصف منزله أثناء العدوان الأخير على غزة من المضي قدمًا، والعمل على تحقيق
ما يتمناه، فالظروف مهما كانت هي بالنسبة لخالد حجج واهية لا يجب أن تقف عائقاً أمام
الإرادة القوية.
ومضى في حديثه:
"عالم الإنترنت لا يترك لنا حجة، ولأن تخصصي بالأصل هو تكنولوجيا معلومات.. بحثت
حتى وجدت هذه الفكرة التي تلقى من الأصل حبًّا من أختي، فقمنا بصناعة زخرفة ما يسمى
الـ (dream culture)، ونحن الوحيدون من يصنعها"، وبين أنها
عبارة عن زخرفة من التراث الهندي، جميلة المنظر.
رغم الحصار الخانق
أما خريجة الهندسة
المعمارية هدى أبو سلمية؛ فقد سعت إلى تنمية هوايتها حتى باتت مصدر دخلٍ بسيط لها وإن
كانت لا تهدف بالأساس إلى الربح.
وقالت لـ"المركز
الفلسطيني للإعلام": "هناك العديد من الناس في غزة يستغلون مواهبهم ويسخرونها
لتصبح مصدر دخل لهم، وهذا شيء جيد جدًّا، لأن في غزة نحن من يجب أن يبحث عن فرصة العمل،
العمل لا يأتينا".
واستكملت حديثها:
"صحيح نحن نعيش في حصار خانق، ولكن لا يجب أن يكون عقبة في تحقيق أهدافنا، ونحن
من خلال هذا العمل اليدوي نثبت أننا موجودون وقادرون على الإبداع تحت أي ظروف كانت".
وأضافت هدى:
"المشروع بالنسبة لي مزيج بين موهبتي ودراستي للهندسة؛ حيث وجدت الإقبال جيدًا،
ما جعلني أستغل المناسبات وأعمل لكل مناسبة ما يحتاجه السوق وأطور على منتجاتي".
مصدر دخل
أما محترفة تصميم
الإكسسوارت اليدوية نهى شعث، فقد بدأت العمل كهاوية، وما لبثت أن أصبح هذا العمل مصدر
دخل لها بعد الإقبال الجيد الذي وجدته من الشباب والبنات على حدٍّ سواء.
وقالت لـ"المركز
الفلسطيني للإعلام": "أعمل في هذا المجال منذ 9 سنوات، وشاركت في معارض كثيرة،
خاصة لأن الإقبال على العمل الفني اليدوي يزيد لما له من جمال خاص وأناقة مميزة".
وتابعت:
"نحن نعيش في أوضاع لم تترك مجالًا للبحث عن المواهب أو تنميتها.. الناس هنا يبحثون
عن أساسيات الحياة، لذا هم يعتقدون أن الفن مضيعة للوقت ولا يقدرون قيمته الحقيقية؛
حيث يمكنه أن يكون في كثير من الأحيان مصدر رزق جيد".
وأكدت قائلة:
"هناك الكثير من الشباب والبنات لديهم هوايات ومواهب ولكنهم لا يعرفون كيفية العمل
على تنميتها، ما يتطلب من المؤسسات وخصوصًا المدارس، أن يوجهوا الأطفال، ويعملوا على
البحث عن هواياتهم والعمل على تنميتها؛ بحيث يحمل الطفل العمل والموهبة، والأمر ذاته
بالنسبة للكبار".
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام