"شرفاء فتح".. مسلحون يرفضون تسليم الضفة لحماس
رام الله-المركز الفلسطيني للإعلام
شكّل ظهور "المجموعات العسكرية التابعة لحركة فتح" مؤخرا بلبلة أمنية في الضفة المحتلة خاصة لدى الأجهزة الأمنية التي "تتخوف من عودة الفلتان الأمني للشارع".
وخرج عشرات المسلحين قبل أيام في استعراض عسكري في مخيمي بلاطة شرق نابلس ومخيم جنين شمال الضفة المحتلة، وكانوا ملثمي الوجوه ويحملون أسلحة وبنادق، وقاموا بإطلاق النار بالهواء، معبرين عن غضبهم من ممارسات الأجهزة الأمنية ضدهم "حيث تعرضوا للاعتقال والتعذيب ومصادرة أسلحتهم وأموالهم قبل شهور".
وكانت الأجهزة الأمنية قد اعتقلت العديد من عناصر فتح ومن يعرفون بولائهم للقيادي بفتح محمد دحلان، وذلك بعد الأحداث التي شهدتها مدينة جنين وجرائم تصفية بعض الشخصيات من حركة فتح.
وتتهم مجموعات "شرفاء فتح" الأجهزة الأمنية بتعريضهم للتعذيب ومصادرة أسلحتهم، مشيرين بأصابع الاتهام لرئيس جهاز الأمن الوطني محمد دخان بأنه يسعى لتسليم الضفة لحركة حماس.
وهاجمت تلك المجموعات قبل أيام حاجزا للأمن الوطني الفلسطيني في مدينة نابلس، وحاولوا إحراق مقام قبر يوسف شرق المدينة الذي يقصده المستوطنون الصهاينة للصلاة فيه، ما دفع الأجهزة الأمنية لاقتحام منازل عدد منهم في مخيم بلاطة في ساعة متأخرة من الليل، وقامت بتفتيش منازلهم ومعاقلهم بشكل دقيق بحثا عنهم في محاولة لاعتقالهم ومصادرة سلاحهم.
وفي اليوم التالي خرج المسلحون باستعراض عسكري في المخيم وأطلقوا النار بالهواء في تحد واضح للأجهزة الأمنية، ومطالبين الرئيس أبو مازن بفتح تحقيق حول ما جرى معهم داخل سجون السلطة.
مع عباس وضد حماس
بدوره، أكد محمد أبو زعبل أحد المسلحين من مخيم بلاطة أنهم ليسوا ضد الرئيس محمود عباس ولا ضد السلطة، وأنهم يرفضون تسليم الضفة لحركة حماس.
وطالب أبو زعبل في تصريحات صحفية بفتح تحقيق حول حالات الاعتقال والتعذيب التي تعرضوا لها من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية خلال الأشهر الماضية، إضافة لإعادة السلاح الذي تمت مصادرته منهم، وشنّ هجوما قويا على قادة أجهزة الأمن الفلسطينية، لاسيما رئيس جهاز الأمن الوطني أبو دخان.
وفي إطار تفسيره لظاهرة المجموعات المسلحة التابعة لحركة فتح بالضفة، أشار الكاتب والمحلل السياسي سري سمور إلى أن الشعب الفلسطيني يعيش أزمات متداخلة سياسية واقتصادية، حيث تعاني جميع الفصائل من هذه الأزمات وإن بدرجات متفاوتة".
وقال في حديث خاص مع "المركز الفلسطيني للإعلام": "لا شك بأن فتح تنعكس عليها هذه الأزمات بطريقة أو بأخرى، فمع أن هناك إنجازا ميدانيا حققته حماس في غزة تلاه مباشرة إنجاز سياسي حققته فتح في الأمم المتحدة، إلا أن الوضع على الأرض خاصة في الضفة الغربية بقي صعبا بل لعله من الصعوبة بشكل لا مثيل له، ومجموع هذه الأزمات المتراكمة لها تجلياتها بلا شك، وهذه المظاهر هي من تجلياتها العلنية".
واستدرك قائلا: "لكن هذا لا يعني أن الشعب الفلسطيني يرضى بتنفيس الأزمات عبر هذه الطريقة بالضرورة، فتفسير المسألة قد يختلف من منطقة إلى أخرى بل فيما يخص كل فرد أو شخص شارك في هذه المظاهر من حيث الدوافع والخلفيات".
ولفت سمور إلى أنه من الممكن أن تعود كتائب شهداء الأقصى للعمل العسكري بالضفة، وذلك في حال اندلاع مواجهات وانتفاضة جديدة، لكنها غير مرهونة ومرتبطة بعودة ظاهرة انتشار المسلحين هذه، كونها _أي كتائب الأقصى_ ليست تنظيما مركزيا.
وفيما يتعلق بمطالبتهم لرئيس السلطة محمود عباس بفتح تحقيق لما يجري في سجون السلطة، أشار سمور:"حتى تتضح الأمور، فأعتقد أنه يجب فتح تحقيقات في كثير من الأمور وليس بما يحدث بسجون السلطة فقط، فنحن نعيش في أزمة مالية وتغييب للمصالحة، وهذه قضايا يجب التحقيق بها أيضا".
وأشار الكاتب والمحلل السياسي إلى أن: "السلطة قد تلجأ لمعالجة قضية المسلحين من خلال نشاطين متوازيين هما النشاط الأمني والنشاط السياسي أو الاجتماعي، كما أعتقد أن الأمور ستبقى تحت السيطرة في المراحل الحالية، فالناس يتخوفون من عودة الفلتان تحت أي عنوان ومن أي فصيل أو مجموعة كانت، ويجب أن توجه البنادق للاحتلال وليس لغيره".
وكانت السلطة قد أعلنت أنها لن تسمح بحمل السلاح من قبل أي طرف، وأنها ستتعامل بحزم بهذا الموضوع، ولن تسمح بعودة الفلتان، مشيرة إلى أن السلاح الرسمي والشرعي هو سلاح السلطة فقط.