شعارات الانطلاقة .. رسائل تغيظ العدو الصهيوني
تقرير: آية وليد شمعة
لفتت أنظار العالم بالشعارات المتقنة التي توردها كل عام خلال حفل انطلاقتها المباركة, فتتسارع قنوات الإعلام العربية وإعلام العدو "الإسرائيلي" لوضعها محل البحث والتحليل لاستنباط ما أرادت حماس إيصاله من رسائل الثبات والمقاومة, وتجلت شعارات هذا العام بملامح الانتصار والتحدي, لتؤكد للعدو الصهيوني مدى تمسكها بالثوابت والمبادئ, ولتحذره من صعوبة المرحلة القادمة والتي أطلقت عليها اسم "مرحلة التحرير". للإحاطة أكثر بهذا الموضوع التقت "نساء من أجل فلسطين" الأستاذ أشرف أبو زايد مسئول العمل الجماهيري في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الذي بدأ حديثه قائلاً "عند اختيارنا لشعار الانطلاقة كل عام نحاول دراسة جميع الأحداث والقضايا المستجدة على الساحة الفلسطينية والعربية، ومن خلال دراسة أهمية القضايا المتعلقة نستطيع استنباط الشعار".
ملامح الشعار
وأضاف "لا بد للشعار أن يحمل ملامح مرحلة جديدة تمر بها حماس مرتبطة بالواقع الذي نعيشه؛ ففي السابق كان في أذهاننا شعار "أمة واحدة لأجل القدس", ولكن بعد معركة "حجارة السجيل" التي تُوِّجت بنصر عظيم كان لا بد أن يدور شعار الانطلاقة حول هذا الصدد, وبإذنه تعالى سنقوم يوم الخميس المقبل بالإعلان عن عنوان الشعار".
وعن الرسائل التي يحتويها الشعار لهذا العام أكد أبو زايد بأنه سيكون هناك رسالة موجهة للشعب الفلسطيني وهي رسالة الثبات والانتصار، وأن الشعب الفلسطيني يستطيع تحقيق الإنجازات على الأرض, كما وأن هناك رسالة للشعوب العربية والإسلامية بأن قضية فلسطين هي قضية مركزية ولا بد أن يكون لها بصمة في تحرير الأرض والإنسان على أرض فلسطين.
رسائل واضحة
وأردف أبو زايد "والرسالة الأهم التي وجهها الشعار، وهي رسالة تحمل ملامح المرحلة المقبلة وهي ملامح التحرير, فحركة حماس سمّت الدورة الانتخابية الجديدة بدورة التحرير", وأضاف "من المؤكد بأنه سيكون فيها صولات وجولات ولكننا وضعنا الخطط الاستراتيجية اللازمة لتحقيق الأهداف المرجوة".
وأخيرًا رسالة للاحتلال الصهيوني بأن يرحل عن أرضنا, وأن يُخلي هذه الأرض وتعود الحقوق لأصحابها, فالرسالة تحمل في طياتها قول الله عز وجل "قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ سَتُغْلَبُونَ".
وبين أبو زايد "كان لشعار الانطلاقة الماضي "يا قدس إنا قادمون" مدلولات عظيمة وأبعاد رائعة سجلت على المشهد السياسي, حيث كان الإعلام الصهيوني يتداول الحديث بأن حركة حماس التي تحمل هم القضية الفلسطينية لا تجزِّئ هذه القضية، بل تحملها بوحدة موضوعية كاملة وشاملة لكافة جوانبها, خاصة وأن الشعارات كانت تحوي الثوابت الفلسطينية جميعها والتي تتمثل بقضية فلسطين التاريخية, الأراضي الفلسطينية, حق العودة للاجئين, حرية الأسرى, بالإضافة إلى المقاومة.
اعتراف صهيوني
وعن سؤالنا حول الصدى الذي يجده شعار الانطلاقة في كل عام في إعلام العدو الصهيوني أجاب أبو زايد "كان هناك تعليقات في إعلام العدو بأن حركة حماس التي تتمتع بهذا الفكر لا يمكن أن تتراجع أو تتنازل أو تجتزئ من ثوابتها وحقوقها شيئًا".
وأوضح "هذا له مدلولات تجاه الشعب الفلسطيني والشعوب العربية؛ حيث كان يؤكد بأن حركة حماس ثابتة على مواقفها وكذلك على الذين يزايدون ويحاولون تشويه الصورة يقطع عليهم الطريق بأن حماس لا تتنازل عن مبادئها".
وفي ذات السياق قال "طرحت الحركة العديد من المسابقات لتصميم شعار الانطلاقة شملت الداخل الفلسطيني والضفة المحتلة والشتات الفلسطيني والسجون, ومن خلال هذه المسابقات نستطيع استنباط الشعار".
ولفت أبو زايد إلى أنه لم يأتهم شعار كامل كما الفكرة التي درستها واستنبطتها الحركة من خلال الواقع, لكن من خلال جميع المشاركات يستطيع أن يلتئم شعار كامل متكامل يجسد الفكرة المطلوبة.
وأشار أبو زايد إلى أن الشعار لابد أن يرتبط بالمستجدات على الساحة الفلسطينية والعربية أيضا؛ فالعام الماضي كانت الهجمة الصهيونية الشرسة على مدينة القدس المحتلة من تهويد وهدم للبيوت ومصادرة الهويات وإصدار القرارات التي تعتدي على الوجود العربي والإسلامي في المدينة المقدسة.
وتابع "بالإضافة لاعتبار ساحات المسجد الأقصى حديقة عامة ، إلى غير ذلك من القرارات التي اتخذتها بلدية الاحتلال في المدينة المقدسة, فكان لا بد أن يدور الحديث والحدث حول مدينة القدس، فكان الشعار "يا قدس إنا قادمون" فشكل رسالة قوية للاحتلال بأننا قادمون لننتصر لهذه الأرض المباركة وأن القدس ما زالت على رأس أولويات الشعب الفلسطيني".
المنصة ما بين التصميم والرسالة
ومن جهة أخرى وللحديث عن المنصة تحدث محمد الشاعر المصمم في المكتب العام للعمل الجماهيري "يتم اختيار شكل المنصة كل عام بناءً على الأحداث الجارية سواء الدائرة في غزة أو في العالم العربي والإسلامي ككل، وفي هذا العام تحديدًا وبعد ما حققته المقاومة في غزة خلال معركة حجارة السجيل من انتصار شهد له العالم أجمع تم اختيار شكل المنصبة بما يتناسب مع هذا الحدث العظيم".
وعن كيفية اختيار الشكل العام للمنصة أكد الشاعر "نقوم بالعمل على اقتراح عدة تصاميم واستعراضها، لتحمل التصور المطلوب لشكل المنصة، ثم يتم جمعها واستنباط شكل واحد منها يتناسب مع الفكرة العامة للانطلاقة".
وتابع "نحاول من خلال شكل المنصة إيصال رسالة للمحتل الصهيوني بالرحيل عن أرض فلسطين، ونجدد من خلالها تمسكنا بثوابتنا ومبادئنا وفي هذا العام اخترنا أن يتصدر شكل المنصة خارطة فلسطين كاملة إشارة إلى عدم تنازلنا عن أي شبر من أرض الوطن, كما واحتوت على صورة لصاروخ M75 المحلي الصنع الذي استخدمته المقاومة الفلسطينية مؤخرًا في ردها على العدوان الإسرائيلي بإطلاقه على أراضينا المحتلة عام 48".