القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الخميس 21 تشرين الثاني 2024

شمال غزة يجوّع.. دعوات لكسر التعتيم الإعلامي ووقف حرب التجويع


الخميس، 13 حزيران، 2024

"بدون مبالغة الأطفال بتموت من الحصار والجوع”، بهذه الكلمات يصف الصحفي الفلسطيني إسلام بدر واقع الحال في قطاع غزة وخاصة في محافظة الشمال والتي يمارس فيها أشد أنواع حروب التجويع والقهر.

وفي هذا السياق أطلق ناشطون عددا من الوسوم "الشمال يجوع”، و”المجاعة في شمال غزة”، و”شمال غزة يجوّع، عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ لتسليط الضوء على المجاعة التي تضرب شمال قطاع غزة، ومنع إدخال أي من الخضروات واللحوم والمستلزمات الأساسية منذ نحو شهرين.

ويجمع المشاركون في التغريد على الوسم، على ضرورة تسليط الضوء على ما يتعرض له نحو 700 ألف مواطن في محافظتي غزة وشمال القطاع من سياسة تجويع جراء الحصار الإسرائيلي المطبق، والضغط على العدوّ الصهيوني لفتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية العاجل.

ويصدق ما ذهب إليه الصحفي إسلام بدر في بداية الحديث، تلك الصور المؤلمة التي يتداولها النشطاء ووكالات الأنباء لأطفال غزة وهم يتحولون إلى هياكل عظمية جراء سوء التغذية التي يعانون منها بعد أن شن الاحتلال على محافظات شمال قطاع غزة حرب تجويعٍ ضروس، ومنع إدخال المساعدات الإغاثية لأكثر من 700 ألف مواطن صامد في مناطق الشمال.

الدكتور زيد السلمان ينقل مشهد موجعًا، يقول فيه: وسط انعدام الحاجات الطبية وتجدد المجاعة، محاولة إنعاش طفل رضيع من داخل مستشفى المعمداني (الأهلي العربي) في شمال قطاع غزة.

أما الإعلامي خالد صافي فينقل صورة من المجاعة أشد ألما، فيقلو: الطفلة حنان الزعانين تعاني من الجفاف وسوء التغذية نتيجة استمرار الحصار والعدوان.. وطالما أنكم على صمتكم فليس بعيدًا أن ننقل لكم خبر استشهادها مثل 33 طفلاً ماتوا جوعًا قبلها.

بدوره ينقل الصحفي أنس الشريف صورة بالغة لحجم المأساة، ويوشحها بتعليق: الواقع أصعب من كل الصور..!

ويقول الشريف: المجاعة تضرب شمال غزة مجدداً يعاني الطفل أمجد القانوع، البالغ من العمر ثلاث سنوات من سوء تغذية حاد بسبب منع قوات الاحتلال الإسرائيلي دخول المساعدات الإنسانية إلى شمال القطاع.

بدوره يقول الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون: تحدثت مع أحد الإخوة في شمال غزة، فقال لي باختصار نموت من الجوع بالمعنى الحرفي، فلم أتمالك نفسي.

ويستاءل المدهون: ماذا يحدث يا اخوة لماذا الكل مشغول عن رجال يقتلون عطشا وجوعا وحرا وإهمالا؟

ويختم المدهون بالقول: ملعون المفاوضات والسياسة والحديث فيها، شعبنا أهلنا ناسنا أبطالنا ثغورنا الأمامية

تعتيم إعلامي

يقول الناشط محمد سعيد: هنالك تعتيم إعلامي مخيف، وتعتيم لنقل الأخبار متعمد أيضاً حول ما يحدث في شمال غزة من حرب تجويع ضخمة!

ويلفت إلى أنّ "الضجة الإعلامية السابقة كانت قد حركت كل العالم وانتشرت كترند قوي وضاغط جداً وكان أثرها أنها استطاعت إيصال الطعام للناس هناك”.

واستدرك بالقول: أما الآن وبعد أن تناسي الجميع حالهم وغفل العالم عنهم، تم تشديد الخناق عليهم من جديد ومنع وصول الطعام وكل مقومات الحياة إليهم وعادت المجاعة من جديد والناس لا يجدون ما يأكلون ولا ما يطعمون أطفالهم.

وختم سعيد بتوجيه دعوة: كونوا أنتم الإعلام الجديد وتحدثوا عنهم ولا تملوا من الحديث عن معاناتهم.

القتل البطيء

بدوره قال عضو رابطة علماء الأردن الدكتور أسامة أبو بكر إنّ شمال غزة يتعرض للقتل البطيء عبر التجويع والخنق، مؤكدا على "انها إبادة جماعية بكل وضوح”.

ويشدد بالقول: إنه يجب الضغط على الصهاينة لفتح المعابر، وإدخال الماء، والغذاء، والدواء خاصة لمناطق شمال غزة.

ويضيف أبو بكر: "الأطفال والكبار في حالة يرثى لها، سوء تغذية، وأمراض، وخوف

اللهم أغثهم، اللهم أغثهم، اللهم أغثهم، علينا أن نتخلى عن كل الكماليات، ونحول الأموال لهم، حسبنا الله ونعم الوكيل”.

وتعرض مشاهد مروّعة تدمي القلوب ما يعانيه أهل شمال غزة من ويلات في سبيل الحصول على طبقٍ من الطعام.

أحد المدونين يستنكر الصمت على ما يجري في غزة ويطالب العالم بعدم الصمت، قائلا: الخبر إللي كل الناس لازم تتكلم عنه هو ان شمال غزة فيه مجاعة .. من فترة الموضوع كان تريند والعالم كله كان بيتكلم عن شمال القطاع.

ويضيف: دلوقتي الشمال فيه مجاعة اكتر من الأول .. ياريت كل الناس تتكلم تاني، كلامنا بيفرق متسكتوش.

الشعور بالمسؤولية

انا بكتب على الهاشتاج عشان المسؤولية اللي عليا كفرد قدام ربنا واني حاولت اقول للناس تكتب وتتبرأ زيي من اللي بيحصل ده

انما انا عايز اموت وارتاح قبل ما احط لقمة في بطني والاطفال حالتهم كدة من اهلي واخواتي حسبي الله ونعم الوكيل.

تفاعلات المدونين مع المجاعة

وطالب المدونون بضرورة كسر الصمت ولفت الأنظار إلى جريمة التجويع المتواصلة بحق أهلنا في غزة وخاصة في محافظة الشمال.

كما تداول النشطاء مقاطع فيديو وصور مؤثرة جدًا لحجم المأساة والكارثة الإنسانية التي تواجه أهل القطاع، الأمر الذي يستدعي تدخلا عاجل من كل الضمائر الحيّة في العالم لوقف هذه الجريمة.