القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

شواطئ غزة تزدحم بالمستجمين والصيادين والباحثين عن أرزاقهم

شواطئ غزة تزدحم بالمستجمين والصيادين والباحثين عن أرزاقهم


السبت، 06 حزيران، 2015

رغم ضيق مساحتها، وافتقارها إلى الكثير من المرافق، إلا أن شواطئ قطاع غزة، باتت محجاً للجميع، يقصده الناس أفراداً وجماعات، كل له غاية وهدف مختلف عن الآخر.

فذاك رافق عائلته بهدف الاستجمام والسباحة، وهذا خرج مع رفاقه، كل معه صنارته؛ بهدف ممارسة هواية صيد الأسماك، وكثر قصدوه بهدف التقاط أرزاقهم بين ثنايا الازدحام.

موسم صيد

وبالقرب من الحدود المصرية، وفي بقعة بعيدة عن الازدحام، كان يجلس الصديقان أحمد خضير وسعيد يونس، كل منهما يمسك بصنارة في يده، وينتظر أن يشعر باهتزازها، لتنبئه باصطياد سمكة.

بدا الصديقان يقظين، يسارع كل منهما إلى سحب صنارته كلما علقت فيها سمكة، وكان بجانب كل منهما حفرة صغيرة ممتلئة بأنواع مختلفة من الأسماك.

وقال يونس: إن شهري أيار وحزيران من كل عام، يشهدان ذروة الصيد بالصنارة، حيث تتدفق أنواع مختلفة من الأسماك قرب الشاطئ للتكاثر، وهذه فرصة جيدة لصيدها.

وأوضح يونس أنه ورغم صغر أحجام معظم الأسماك التي يصطادونها، إلا أنها جيدة، فهي من ناحية تمكنهم من ممارسة هواية محببة، وربما يعودون في بعض الأيام بوجبة عشاء.

أما رفيقه خضير، فأكد أن فصل الصيف فرصة مثالية لممارسة هواية الصيد، فهو لا يكترث كثيراً بكمية أو نوعية الأسماك التي يصطادها، فبمجرد جلوسه على الشاطئ، والإمساك بالصنارة، وانتظار أن تعلق بها سمكة، هذه متعة كبيرة بالنسبة له.

استجمام وفرار من أزمة الكهرباء

أما المواطن محمد درويش، فقد فر وعائلته من انقطاع الكهرباء في منزله خلال ساعات النهار، وقرروا قضاء ساعات طويلة على الشاطئ للاستجمام، وقضاء أوقات ممتعة.

وأوضح درويش أنه استأجر مركبة تقله من البيت إلى الشاطئ، وتعيده في ساعات الليل، ومنذ وصوله وأبناؤه يلعبون بالكرة تارة، ويسبحون تحت نظره تارة أخرى، وهو يستمتع بالهواء العليل، ومشهد البحر، والأهم من ذلك أنه فر من انقطاع الكهرباء.

ولفت درويش إلى أن شاطئ البحر هو المتنفس الوحيد لسكان قطاع غزة، وهو وعائلته يترددون عليه مرات عديدة في كل عام، ويقضون أوقاتاً ممتعة.

أما الشاب عبد الرحمن الشريف، وكان جالساً برفقة أحد أصدقائه على تلة صغيرة مطلة على الشاطئ مباشرة، وبجانبه إبريق ممتلئ بالقهوة، وطبق به مكسرات ومسليات.

الشريف أكد أنه وكلما شعر بملل أو ضجر يتصل بصديقه، ويستقلان الدراجة النارية، ويتوجهان إلى الشاطئ للاستجمام والاستمتاع بالمشاهد الخلابة.

وأشار إلى أنهما لا يفضلان السباحة في المياه ولا اللهو على الرمال، فكل ما يفعلانه هو الجلوس ساعات قليلة، وانتظار مشهد غروب الشمس، ومن ثم العودة للمنزل.

باب رزق

ووجد العشرات من الباعة من مختلف الأعمار، في الازدحام على الشاطئ فرصة لكسب الرزق، فالبعض يبيعون الذرة المسلوقة، وآخرون المعجنات، بينما يبيع بعض الفتية والأطفال الحلوى والطائرات الورقية.

الفتى فتحي أبو حمد، كان يمسك فرشاً خشبياً كبيراً ممتلئاً بالمعجنات المحشوة بكريم "الشكلاتة"، وينادي بأعلى صوته "عوجا طازجة"، ويتجول على طول الشاطئ.

أبو حمد أكد أنه يعمل بائعاً متجولاً في الشوارع على عربة صغيرة، وفي ساعات الصباح يتوجه إلى حي تل السلطان غرب رفح ليبيع هناك، وعند انتصاف اليوم يقصد بعربته الشاطئ، حين يتزايد الازدحام عليه.

وأوضح أبو حمد أن الشاطئ بات محجاً للباعة المتجولين، فكل فتى أو شاب لا يمتلك فترة عمل، يحمل فرشاً أو صندوقاً ممتلئاً بالسلع المختلفة، ويجول الشاطئ باحثاً عن رزقه.

ولفت إلى أنه سيقضى نصف الشهر الجاري وهو يبيع على الشاطئ، ومع حلول الشهر الفضيل، سيحول نشاطه إلى السوق الشعبية، لبيع سلع غذائية خاصة بالشهر رمضان، على أن يعود للبيع على الشاطئ مجدداً بعد انتهاء شهر الصيام.

المصدر: الأيام