صفقـة التبـادل تنتظـر تحديـد سـاعـة الصفـر
الجمعة، 14 تشرين الأول، 2011
ما زال ذوو الأسرى الفلسطينيين بانتظار تحديد حركة حماس وإسرائيل ساعة الصفر لبدء تنفيذ صفقة التبادل، التي يرجح أن تتم على الأراضي المصرية، في منتصف الأسبوع المقبل، في وقت تم تسريب لائحة أولية بأسماء الأسرى الذي سيتم الإفراج عنهم من السجون الإسرائيلية في مقابل إطلاق سراح الجندي جلعاد شاليط، الذي تحتجزه المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة منذ خمسة أعوام، فيما يتوقع ان تنشر إسرائيل لائحة نهائية في هذا الشأن بعد غد.
ووفقاً لمصادر إسرائيلية، وأخرى من حركة حماس ولجان المقاومة الشعبية، فإنه من المتوقع أن تجرى عملية التبادل على الأراضي المصرية في أواسط الأسبوع المقبل، وذلك في مواقع في مكان ما في صحراء سيناء لم يكشف عنها بعد.
ولم تعلن تفاصيل التوقيت والأماكن. لكن من الممكن رسم الآليات التقريبية للتبادل استناداً إلى تفاصيل مستقاة من مصادر فلسطينية وإسرائيلية. ووفقاً لهذه الآليات سيبدأ التسليم بخطوات متزامنة في مكان ما في مصر جرى تحديد توقيتها بعناية. لكن من غير المرجّح أن يرسل شاليط والأسرى الذين سيتمّ الإفراج عنهم إلى أماكن متقاربة.
ووفقاً لأحد السيناريوهات، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن شاليط سينقل من غزة الى مصر عبر معبر رفح، ومن ثم الى إسرائيل بالطائرة، حيث من المتوقع ان يقابله والداه في قاعدة عسكرية. ومن المحتمل أن يستقبله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأعلن المتحدث باسم لجان المقاومة الشعبية أبو مجاهد أن شاليط سينقل الى مصر، ويسلم للمسؤولين المصريين، يوم الثلاثاء المقبل، بالتزامن مع الإفراج عن 450 أسيراً فلسطينياً. لكن مصادر أخرى رجحت أن تتم العملية يوم الأربعاء المقبل.
وعرضت اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي قامت بتسهيل عمليات تبادل للأسرى في السابق خدماتها وتجري محادثات مع كل من إسرائيل وحركة حماس. وقال المتحدث باسم الصليب الأحمر ماركال إيزارد «نجري محادثات مع كلا الجانبين بشأن عرضنا. عرضنا خدماتنا كوسيط محايد بالنسبة للجانبين».
ومن المتوقع أن تنشر إسرائيل بعد غد قائمة بأسماء الفلسطينيين الذين تمّ الاتفاق مع حركة حماس على إطلاق سراحهم. وبما أن القانون الإسرائيلي يمنح الجمهور مهلة 48 ساعة للاعتراض رسمياً على الإفراج عن أي أسير، بالإضافة إلى وجود عطلة دينية يهودية هذا الأسبوع، فمن المرجّح ألا تبدأ عملية التبادل قبل يوم الثلاثاء المقبل على أقرب تقدير.
لكن لجان المقاومة الشعبية نشرت عبر موقعها على شبكة الانترنت لائحة ضمت أسماء الأسرى الذين سيتم الإفراج عنهم في المرحلة الأولى. وقد شملت العديد من الأسماء البارزة، والتي أثارت جدلاً واسعاً في كل المفاوضات السابقة.
وتضم القائمة أسماء بارزة، مثل عميد الأسرى نائل البرغوثي، والمعتقل منذ 33 عاماً، ويحيى السنوار، وهو أحد مؤسسي الجناح العسكري لحركة حماس، والمحكوم بأربعة أحكام مؤبدة، وسامي يونس، وهو أكبر أسير في السجون الإسرائيلية (78 عاماً)، وعلاء الدين البازيان الذي كان فقد بصره منذ 23 عاماً والأسير منذ العام 1986، والقيادي في حركة حماس روحي مشتهي، المحكوم بالسجن المؤبد منذ عشرين عاماً، وهو أحد مؤسسي الجناح العسكري لحركة حماس.
كما تضم الدفعة الأولى 27 أسيرة، من بينهم أحلام التميمي، المحكوم عليها بـ16 حكماً مؤبداً، وقاهرة السعدي، المحكوم عليها بثلاثة أحكام مؤبدة.
ومن بين العدد الكبير من الأسرى المحكوم عليهم بأحكام كبيرة، تشمل القائمة، جاسر البرغوثي، وهو عضو الجناح العسكري في حركة حماس (8 أحكام مؤبدة وثلاثين سنة)، وأيمن الشخشير (16 حكماً مؤبداً و30 سنة).
كما تضمنت قائمة الدفعة الأولى عدداً كبيراً من الأسرى الذين قضوا سنوات طويلة في السجون الإسرائيلية مثل أكرم منصور (أسر عام 1978)، وفؤاد قاسم (أسر عام 1981) وابراهيم فاضل (أسر عام 1982).
في هذه الأثناء، ذكرت وكالة «أنباء الشرق الأوسط» المصرية أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس المنفي خالد مشعل التقى في القاهرة مع رئيس الاستخبارات المصرية مراد موافي، الذي قام بدور محوري في إتمام صفقة تبادل الأسرى، وذلك للتباحث في التفاصيل النهائية لعملية التبادل.
كذلك، يتوجه دافيد ميدان، المبعوث الشخصي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى القاهرة في نهاية هذا الأسبوع لوضع اللمسات الأخيرة على ترتيبات عملية التبادل.
واتصل نتنياهو هاتفياً، يوم أمس، برئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير محمد حسين طنطاوي ليشكره على «الجهود المكثفة الناجحة» من جانب القاهرة لإنجاز صفقة التبادل.
كذلك، تلقى نتنياهو اتصالاً هاتفياً من وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون هنأته فيه على التوصل الى اتفاق التبادل. وبحسب الإذاعة الإسرائيلية فإن نتنياهو شكر الوزيرة الأميركية على تهنئتها، وقال لها إن «التوصل الى هذا الاتفاق كان بمثابة قرار صعب بالنسبة له».
وأعربت روسيا عن ارتياحها للتوصل إلى الاتفاق مشددة على أهمية الالتزام الصارم بتفاصيله.
المصدر: («السفير»، أ ف ب، رويترز، د ب أ، أ ش أ)