القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

صناعة السمن البلدي بـ"الخليل القديمة".. إرث لا يزال حاضرًا

صناعة السمن البلدي بـ"الخليل القديمة".. إرث لا يزال حاضرًا

الجمعة، 10 آذار، 2017

في دكانه الصغير وسط البلدة القديمة بمدينة الخليل، يضع الحاج سمير جمجوم قدره الكبير الذي يعد فيه السمن البلدي منذ سنوات طويلة؛ ليحافظ على هذا المنتج رغم قلة الطلب عليه في ظل التغيرات والعولمة، التي أبعدت المواطنين عن الأكلات الشعبية والمنتجات الريفية القديمة.

نقل الخبرة

الحاج سمير جمجوم نقل خبرته الطويلة في صناعة المنتجات الريفية والبلدية من أجبان وألبان وسمن وغيرها من المنتجات البلدية إلى شباب في مقتبل العمر، وجد في هذه المهنة وجهته للعمل، وكسب قوت يومه في ظل الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي تعاني منها المدينة.

ويوضح الشاب ضياء فنون الذي اكتسب خبرته من الحاج جمجوم، والذي يعمل عنده منذ عامين طريقة عمل السمن البلدي.

ويقول: "تبدأ خطوات إعداد السمن البلدي من خلال إحضار الزبدة التي تنتج من خلال خض الحليب، بعد وضعه في وعاء جلدي خاص يصنع من جلد الماعز، والتي يتحول من خلاله إلى زبدة صلبة".

ويتابع: "ثم نضع هذه الزبدة في وعاء كبير على النار، ونضع عليه الدقة أو ما يعرف شعبيا به (العصفر)، وهو نوع من البهارات التي تستخدم في الطبخ وخصوصًا يستعمل في إعداد الأرز لإعطائه اللون الأصفر".

ويكمل حديثه: "ثم نضع البرغل مع الزبدة التي أصبحت سائلة على نار هادئة، من أجل امتصاص ما علق بالزبدة من لبن، ومن ثم نضع البهارات الخاصة بصناعة السمن، وهي جوزة الطيب وبهار السمن وحب القرنفل، لتصبح بعد نصف ساعة من الطبخ على النار جاهزة للاستخدام".

ويضيف الشاب فنون: "بعد ذلك يزال البرغل وحب القرنفل وغيرها من البهارات غير المطحونة عبر تصفيتها من هذا السائل، ليصبح ما في الوعاء سمنًا جاهزًا للاستخدام وتعبئته في عبوات مختلفة الأحجام من أجل بيعها للمواطنين".

عودة للماضي

الحاج سمير جمجوم يشير في حديثه إلى أن هذا المنتج يعيده إلى زمن آبائه وأجداده، عندما كانت هذه المنتجات هي الغذاء الأساسي لهم والمؤونة التي لا يخلو منها منزل، لتصبح اليوم شيئًا قلما تحتويه البيوت وتقتنيه ربات المنازل.

ويضيف الحاج جمجوم: "أصبح اليوم الطلب على هذا النوع من المنتجات قليلا جدا؛ بسبب تغير واقع الاستهلاك، والأكل لدى الناس إضافة إلى ارتفاع سعره في ظل زيادة تكلفة إنتاجه".

وأشار إلى أن أغلب زبائنه من الحجاج وكبار السن الذي لا يستلذون بمذاق الطعام إذا لم يحتوِ على السمن البلدي، على حد تعبيره.

ويؤكد الحاج سمير جمجوم أن صناعة المنتجات البلدية هي مهنة متوارثة في عائلته؛ حيث ورث هذه المهنة عن والده.

كما أكد أنه يحافظ عليها (صناعة السمن البلدي) من خلال الصمود في وجه اعتداءات المستوطنين، وإبقاء محله مفتوحا وسط البلدة القديمة في الخليل رغم قلة البيع فيه، بسبب ضعف توافد المواطنين على البلدة وإغلاق أحيائها وشوارعها من قوات الاحتلال.