القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

طبيب في غزة يعود للمشفى مرغماً حاملاً جثة ابنه

طبيب في غزة يعود للمشفى مرغماً حاملاً جثة ابنه
 

الجمعة، 23 تشرين الثاني، 2012

رغم خطورة الأوضاع واشتداد القصف على غزة، كان الطبيب في مستشفى الشفاء مجدي نعيم يترك زوجته وأبنائه لساعات طوال خلال اليوم ليؤدي عمله في إنقاذ الجرحى والمُصابين خلال فترة العدوان على غزة في أيامه الثمانية.

كان نعيم ينتظر الجرحى الذين ينقلون للمستشفى ويُحاول إنقاذ من يمكن إنقاذه، وهو ينظر في آخر يوم من العدوان إلى عقارب الساعة بشوق منتظرًا أن تتحرك تلك العقارب البطيئة إلى التاسعة، وهو وقت بدء سريان التهدئة بين غزة و"إسرائيل".

في خضم ذلك الانتظار وفي يوم سريان التهدئة، كان الشهداء والجرحى يصلون تباعًا لمستشفى الشفاء، أنهى نعيم عمله في المستشفى، وبعد ساعة من وصوله للبيت اضطر للعودة إلى المستشفى رغمًا عنه حاملاً ابنه عبد الرحمن الذي أصابته شظايا إحدى الصواريخ الإسرائيلية.

لم يكن الطبيب الذي عالج العديد من الجرحى خلال العدوان يدري أنّ ابنه البريء عبد الرحمن أصبح الآن ضمن الجثث الهامدة، بعد أن حاول إنقاذه خلال وقت الذهاب للمشفى لكن قدر الله كان غالبا.

صرخة موت

ويقول الطبيب مجدي لمراسل "صفا" إنّه عاد في ذلك اليوم مُتعبًا من عمله وكان نائمًا في صالة البيت الذي يتواجد فيه 15 فردًا، "وإذ بقصف شديد على برج نعمة وسط غزة وصراخ وعويل في بيتنا القريب من البرج أدى لانهيار بعض أجزاء البيت وعدد من الإصابات".

ويوضح أنّ الشهيد عبد الرحمن (3 أعوام) كان ينزف من كل أنحاء جسده، "الدماء غطت وجهه، وكان يئن وينازع من الألم.. حملته بين يديّ مُسرعًا للمستشفى لكنه توفي لحظة وصولي".

وأصيب جراء القصف المروحي بصاروخين على البرج "محمود" الابن الثاني للطبيب نعيم بشظايا في قدمه، وابن شقيقه بثقب في صدره، ولا زالا يتماثلان للشفاء في المستشفى.

جرح ينزف

وبدا والد الشهيد خلال وجوده في بيت العزاء صابرًا محتسبًا ابنه عبد الرحمن شهيدًا، ويقول: "قمنا بدفنه مساء اليوم الذي استشهد فيه، وسارعت في ذلك حتى أخفف عن والدته وأشقائه الذين لم تجف دموعهم حتى الآن".

ويوضح والد الشهيد أنّ كل الحالات التي كان يتعامل معها خلال فترة العدوان كانت من الأطفال، متسائلاً: "هل قتل الأطفال هو بنك الأهداف الإسرائيلي، لماذا يقتلون الأطفال وما ذنبهم في هذه المواجهة؟!

ويتابع: "لم يرتكب الأطفال ذنبًا سوى أنهم كانوا يجلسون في بيوتهم أو يغطون في نومهم، فجاءتهم الصواريخ الإسرائيلية لتخترق أجواء الهدوء التي كانت تُخيّم على منازلهم وأجسادهم التي مزّقتها شظايا تلك الصواريخ".

ولم يُفرّق القصف الإسرائيلي بين أحد واستهدف كل شيء.. ما خلفته تلك المجازر أكبر من أن يُنسى، فالعشرات يتموا أو رُملوا.. العدوان انتهى لكن جرح غزة ما زال ينزف.

(صفا)