طروحات صهيونية لتقسيم الأقصى وتكثيف اقتحامه

الأربعاء، 01 نيسان، 2015
قدم عدد من الخبراء الصهاينة أفكاراً وطروحات تتضمن سيناريوهات لتقسيم
المسجد الأقصى ما بين المسلمين واليهود زمانياً أو مكانياً، وهو ما يمثل مؤشراً حول
النوايا المستقبلية للاحتلال تجاه الأقصى.
وفي أمسية دراسية عقدها "معهد القدس للدراسات الصهيونية" (مركز
دراسات صهيوني يقع في غربي القدس)، بعنوان "الصراع على جبل الهيكل" تحدث
عدد من الباحثين والمهتمين الصهاينة في الشأن المقدسي والمسجد الأقصى، بحضور ومشاركة
قرابة 100 شخصية صهيونية.
وبرز خلال الأمسية التي عقدت نهاية الأسبوع الماضي، التركيز على دور الحركة
الإسلامية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48 في نصرة القدس والأقصى، وممارسات الاحتلال
في محاربة المؤسسات والشخصيات الفاعلة في نشاطات تكثيف التواجد اليومي للمصلين والمصليات.
من جانبه، أوضح "أمنون رامون" في محاضرته، أن الفتوى الدينية
اليهودية بخصوص "دخول وصلاة اليهود" في المسجد الأقصى قد تغيرت في الفترة
الأخيرة، وأفسحت المجال لزيادة العدد والقطاعات التي تدخل الأقصى وتحاول الصلاة فيه،
مشيراً إلى أن لهذا الأمر تبعات ميدانية ظهرت في الأشهر والسنين الأخيرة على الوضع
الحساس في المسجد الأقصى.
وقدّمت المصوّرة الفوتوغرافية التوثيقية "جالي "تيوبون"
مداخلة وعرضا مصورا لفعاليات منظمات "الهيكل المزعوم" في العشر السنوات الأخيرة
بخصوص المسجد الأقصى، وبالذات نشاطهم في التدرب على تقديم "قرابين الفصح العبري".
وأبانت أن هناك اتساعا في القطاع المهتم بمثل هذا الملف وازدياد المشاركين
فيه، وعدم انحصاره في بعض التيارات الدينية، وأن هناك اتساعا وتعميقا في الوعي
"الإسرائيلي" العام حول هذه القضية.
وقدّم الدارس والصحفي المتخصص
"نداف شرجائي" محاضرة ادعى فيها أن هناك تآكل في إفساح المجال لليهود بدخول
وزيارة الأقصى أو القيام ببعض الطقوس الدينية، في السنوات الأخيرة.
وأضاف أن هناك تزايدأً في نشاط الحركة الإسلامية ومؤسساتها بقيادة الشيخ
رائد صلاح في المسجد الأقصى، مشيرا أن الحكومة "الإسرائيلية"، وإن كانت قد
مارست عددا من الإجراءات للتصدي لهذا النشاط من خلال إغلاق بعض المؤسسات وملاحقة الناشطين،
لكنها لم تستطع معالجة الأمر بالحسم اللازم. كما ادعى محرضا على الدور المتزايد للمملكة
الأردنية في شؤون الأقصى، وأنه يتوجب تقليص هذا التدخل.
محورين
واقترح "شرجائي" أنه على الجماعات اليهودية العمل على محوري
التقنين – طرح القوانين والمصادقة عليها- في الفترة القريبة من أجل العمل على تغيير
هذا الواقع المجحف بحق اليهود على حد قوله. كما اقترح العمل على زيادة وتكثيف
"الزيارات" اليهودية للمسجد الأقصى، وتحويل الأقصى لمزار يهودي يشابه البؤرة
الاستيطانية المسمى "مدينة داود" جنوب الأقصى، وأن تكثف الزيارات اليهودية
لتصل إلى الآلاف وحتى عشرات الآلاف بمشاركة مرشدين ومدرسين وآثاريين "إسرائيليين"،
وبهذا يمكن تغيير الوضع ميداناً لصالح "الإسرائيليين".
وقدّم البروفيسور "يتسحاق رايتر" عرضا في محاضرة له عن الصراع
"السياسي" حول المسجد الأقصى، وعرض ثلاث طروحات نظرية مستقبلية: الطرح الأول
التقسيم الزماني أو المكاني الفعلي، أما الطرح الثاني توسيع مساحة المسجد الأقصى كخطوة
لتوسيع مساحة القداسة فيه، ثم تنفيذ إجراءات التقسيم بين المسلمين اليهود. واعتمد الطرح
الثالث على فرض الشراكة بين الطرفين المسلم واليهودي تحت سلطة رقابة وهي الجيش، على
شاكلة الوضع في المسجد الإبراهيمي.
ورجّح "رايتر" أن الطرح الثالث هو الأقرب والأنسب للتنفيذ، مؤكداً
أن أي إجراء في المسجد الأقصى قد يؤدي إلى ردود أفعال إسلامية وعربية وفلسطينية.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام