القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

طفل كل عشر دقائق... وراء «الانفجار السكاني» في غزة

طفل كل عشر دقائق... وراء «الانفجار السكاني» في غزة

الجمعة، 16 كانون الأول، 2016

تستعد فاطمة م. (19 سنة) لإنجاب مولودها الرابع في أي لحظة، فيما تواصل والدتها أم أحمد (40 سنة)، الحامل في شهرها الثالث، عملها في المنزل بهمة ونشاط غير عابئة بجنينها أو صحته.

وترفض إيمان (20 سنة)، زوجة الابن البكر لأم أحمد، إنجاب أي طفل جديد قبل أن يبلغ طفلها الخامسة أو السادسة، خلافاً لحماتها التي ستنجب للمرة الثامنة، في وقت تستعد لتزويج ابنها الثاني بعد أسابيع قليلة.

وستتوجه أم أحمد بعد أشهر، برفقة كنتها الجديدة وابنتها، إلى مركز صحي تابع لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» لرعاية النساء الحوامل والمواليد، في مشهد كان مألوفاً على نطاق واسع، إلا أنه أخذ في التراجع خلال السنوات العشر الأخيرة، نظراً إلى ارتفاع معدلات الفقر والبطالة في شكل غير مسبوق في قطاع غزة.

وترفض إيمان أن تحذو حذو حماتها أو ابنتها في مجتمع يتوق لإنجاب الأطفال ويشهد انفجاراً سكانياً، ويبذل الرجل أو المرأة العاقر كل ما في وسعهما للإنجاب.

وتنتقد إيمان حماتها الحامل «لأنها لم تعد صغيرة في السن»، مشيرة إلى أن حماها وحماتها «لا يهتمان كثيراً بأولادهما ولا يتحملان أي مسؤولية تجاههم: فلا ملابس، ولا صحة، ولا تعليم، على رغم ظروف الحياة الصعبة».

ويولد في قطاع غزة أكثر من أربعة آلاف طفل شهرياً، بمعدل طفل كل عشر دقائق، فيما تجاوز عدد سكان القطاع في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي مليوني شخص، يعيشون في شريط ساحلي رفيع لا تزيد مساحته على 365 كيلومتراً مربعاً، يعد الأعلى كثافة سكانية في العالم.

وارتفعت معدلات البطالة في القطاع خلال السنة إلى 45 في المئة، أي ما يعادل 400 ألف عاطل من العمل، فيما تصل إلى 65 في المئة في صفوف الشباب، بخاصة بين خريجي الجامعات، ومثلها بين النساء.

وتقول «شبكة المنظمات الأهلية» إن 65 في المئة من سكان القطاع يعيشون تحت خط الفقر، بينهم 38 في المئة تحت خط الفقر المدقع، فيما يعتمد نحو 80 في المئة من السكان على المساعدات.

ويردد الكثير من الغزيين القول إن «الطفل يولد ويولد رزقه معه من الله، الذي لا ينسى أحداً»، فيما يرد دعاة تنظيم النسل والمحذرون من المشكلة الديموغرافية والانفجار السكاني، بأن «الله تعالى لا يُسقط أموالاً من السماء، بل يحض على العمل ورعاية الأبناء».

ويعزو خبراء ميل الغزيين للإنجاب بكثرة إلى ثقافة سائدة، آخذة في التراجع ببطء، وإلى رغبتهم في «العزوة» والانتماء إلى أسر كبيرة وعائلة ممتدة.

ويقول بشير، الموظف في السلطة الفلسطينية لـ «الحياة»، إنه أنجب سبعة أبناء وبنات ويرغب في المزيد، «لولا الظروف الصعبة التي مررت بها خلال السنوات العشر الأخيرة».

وبعيداً من أرض الواقع، في العالم الافتراضي، تمنى طه مختار أن يصل عدد سكان القطاع إلى 20 مليوناً، فيما يقول فلسطينيون بسخرية إن «البطالة وأوقات الفراغ الطويلة والتفاخر تدفع الرجال إلى إنجاب مزيد من الأطفال من دون التفكير في مستقبلهم الغامض».