القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

"طلائع التحرير" بِرَوْنَقٍ "قسّامي".. عيونٌ ترحل للقدس كلّ يوم

"طلائع التحرير" بِرَوْنَقٍ "قسّامي".. عيونٌ ترحل للقدس كلّ يوم


الإثنين، 02 شباط، 2015

يمتشقون أسلحة خفيفة، عيونهم كما صقرٍ حدد هدفه بمهارة، يتبارى بعضهم نحو إطارات مشتعلة للقفز من خلالها، وآخرون يستعرضون بأجسادهم وضعيات الرماية، عدا عن الإنزال المُفتَرض خلف خطوط جيش الاحتلال الإسرائيلي؛ إنّ هتافهم الوحيد، للقدس، وتحرير فلسطين.

هؤلاء شبان تتراوح أعمارهم بين 15 و21 عامًا، كانت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، قد قررت تدريبهم في مخيمات "طلائع التحرير"، على بعض المهارات القتالية البسيطة، هذا العام، في فترة الإجازة بين الفصلين الدراسيين، وتم تخريجهم، الخميس الماضي، في أجواء احتفالية.

لم ينسَ أي منهم، كيف هاجمت قوات الاحتلال قطاع غزة في ثلاث حروب عدوانية ببضع سنوات، وكيف تحاصرهم لحظةً بلحظة، وتلاحق أحلامهم في الحياة على أرضهم، وكيف هجرت أجدادهم وآباءهم من فلسطين، يقول أحد الشبّان، وسيم الأشقر (18 عامًا): "إن هدفنا استعادة أراضينا المحتلة".

رأوا جميعًا، كيف تمكنت "القسام" وفصائل المقاومة الأخرى، من مواجهة عدوان الاحتلال، في معارك، يؤكد المراقبون، أنها "صنعت التاريخ"، وكيف فشل العالم، في المقابل، في إعادة الحقوق للشعب الفلسطيني.

يتابع الأشقر لـ"فلسطين": "تعلمنا وضعيات الرماية، والتعامل مع النار، وغيرها من المهارات، لنقاوم الاحتلال، ونستعيد حريتنا، وأراضينا المحتلة، ومدينة القدس".

السلام بزوال الاحتلال

يدرس هذا الشاب، الثانوية العامة، هذا العام، ويتطلع لأن يعم السلام في أرض فلسطين، بزوال الاحتلال إلى الأبد، متمنيا من جميع دول العالم لاسيما العربية، أن تساند الفلسطينيين في سعيهم للخلاص من هذا الاحتلال.

أحمد مرشود (16 عامًا)، يهتف هو الآخر، بكل ما أوتي من قوة، لاستعادة حقوقه في أرضه، وتحتد نبرته عند حديثه عن فلسطين، كأنما يتمنى لو انشق البحر وابتلع الاحتلال الإسرائيلي.

يقول لـ"فلسطين": "تعلمنا مهارات وحركات جديدة.. الهدف من هذه المخيمات، إعداد جيل التحرير القادم".

المتدرّبون، زينوا السماء، خلال حفل تخريجهم، ببالونات تحمل مجسمات للمسجد الأقصى، وأخرى أعلام فلسطين، ومفتاح العودة، هكذا تكاملت أحلامهم بالحصول على حقوقهم، تماما كما يسعون لاكتمال مساعيهم لتحقيقها.

أما المتدرّب محمد بهار، فيشير بإصبعه إلى زملائه، الذين التقت بهم "فلسطين" خلال الحفل، قائلاً: "هذا هو الاستعداد الذي يبديه جيلنا لدحر الاحتلال، وتحرير القدس والأقصى".

يصمم في نفس الوقت، على ضرورة عودة اللاجئين الفلسطينيين، من كل بقاع الأرض التي تشتتوا إليها، بعد تهجيرهم سنة 1948م، وأن يتحرر الأسرى القابعون خلف قضبان الاحتلال، ووصل عددهم لنحو 6500 أسير.

اطمأن "بهار" لتعلّمه "وضعيات الرماية، واقتحام المدن" ومهارات أخرى، كسبيل يمكنه من الدفاع عن فلسطين، التي يجثم على أرضها، منذ عقود، آخرُ احتلال في العالم.

أيضًا، يبدي عبد الله قدّوم (17 عامًا)، أحد المشاركين في مخيمات طلائع التحرير، تصميمه على استعادة حقوق آبائه وأجداده في أرضه، قائلاً: "تعلمنا مهارات كثيرة علّمتنا الشجاعة والقوة والدفاع عن الوطن، وعن أرضنا التي سنعيدها إلينا".

ويضيف لـ"فلسطين": "إن لاجئينا يجب أن يعودوا إلى فلسطين، وليس هناك مكان للاحتلال على أرضنا.. سنحرر القدس ونصلي فيها جميعًا..".

يؤمن هؤلاء الشبان، بحقهم، وفق كل الشرائع والقوانين، في مقاومة الاحتلال، الذي تزيد وحشيته يومًا بعد يوم، لاسيما في ظل عجز العالم، عن الانتصار لهم، ولحقوقهم المسلوبة!

فلسطين أون لاين