القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

طلاب غزّة: عام دراسي حزين يطغى عليه الألم والتشتّت

طلاب غزّة: عام دراسي حزين يطغى عليه الألم والتشتّت

/cms/assets/Gallery/1490/C15N2.gif

المستقبل ـ ميسرة شعبان

عام دراسي حزين ينطلق في قطاع غزة بعد إجازة صيفية يطغى عليه الدم والفقدان والوجع والفرقة، والنزوح والدمار والخراب، والفقر والبطالة، وغياب الفرح، ووجوه عابسة ومدارس مدمرة، ووجوه تبحث عن وجوه، وأمهات يبكين من غابوا، وطلاب يبحثون عن مدارسهم وفصولهم ومقاعدهم.

في هذا اليوم الذي امتزج ما بين الحزن والفرح انطلق العام الدراسي الجديد بعد تأخره 10 أيام بفعل الحرب المدمرة التي شنتها إسرائيل منذ تموز ودامت 51 يوما، ولم يترك في عقول طلاب المدارس إلا الصدمة.

وفور وصول الطلاب إلى مدارسهم التي دمر عدد كبير منها نظرا لاستهدافها بالصواريخ والقذائف بشكل مباشر فوجئوا باستشهاد عدد من زملائهم وإصابة آخرين بجروح خطيرة وإعاقات ستمنعهم من الجلوس على مقاعدهم الدراسية من جديد، ما أدخل الحزن على نفوس الطلاب.

وكان السؤال الذي وجهته كل من الطالبات الصغيرات لبعضهن البعض، أثناء الوقوف في طابور الصباح، في فناء مدرسة الشاطئ الإعدادية غرب مدينة غزة «صباح الخير، هل ما زلت على قيد الحياة؟«.

وشعر العديد من الطالبات بالسعادة لعودتهن الى المدرسة معاً، وإن كانت الروايات المتبادلة بينهن روايات حزينة عن استشهاد الأب أو الأم أو الأخ أو أبناء العم أو الخال، أو إصابة جيران، أو النجاة بصعوبة بالغة من قصف منزلهم على رؤوسهم وقضاء أيام من دون كهرباء، أو ماء والبقاء في منازل الاقارب او النزوح الى المدارس.

وقصت الطالبات لبعضهن البعض ما حدث لهن من فصول الرعب والخوف خلال الحرب. الطالبة ربا صيام من معسكر الشاطئ غرب مدينة غزة قالت: «في أحلامي أرى دماء ولا زلت أسمع أصوات الانفجارات«.

أضافت صديقتها «منزلنا هدم»، فيما ذكرت صديقتها الثالثة «أنا تمكنت من إنقاذ ملابسي وحقيبة المدرسة«.

وعندما سُئلن لماذا يبتسمن، قالت الطالبات إنهن «يشعرن بسعادة لبقائهن على قيد الحياة، وأنهن في أمان ولأنه اثناء القصف كن يذهبن للنوم كل ليلة وهن يخشين الا يستيقظن مرة أخرى«.

أما الطالب شادي المصري( 8 سنوات) من بيت حانون شمال قطاع غزة فلا تزال علامات الحزن والقلق ماثلة على وجهه البريء ورفض أن يتوجه إلى مدرسته صباح بدء العام الدراسي قائلا: «أنا كرهت المدرسة طول فترة الحرب وكنا فيها نازحين»، معبرا عن حزنه لفقدان منزله المدمر وتشتت العائلة عند الاقارب من دون ملابس جديدة للمدرسة.

ويبدأ اليوم الدراسي في قطاع غزة في وقت مبكر، لأن لا مساحات كافية في حجرات الدراسة تكفي جميع التلاميذ، ولذلك تعمل المدارس ثلاث دورات يوميا مع تقليص ساعات الدراسة.

وأوضح المدرس محمد رزق أنه وبالرغم من أن المدرسين في مدرسة الشاطئ اشتركوا فعلياً وعملياً مع الطلبة في نشاطات الترفيه ومحاولات التفريغ والاستماع لمعاناة الطلبة وما واجهوه أثناء الحرب، إلا أن اليوم الأول كان قاسياً وكانت معالم الجريمة لا تزال قائمة في المدرسة التي شهدت أصعب جرائم الاحتلال بحق أماكن الإيواء التي فتحتها أمامهم الأونروا.

وقال نائب مدير عام العلاقات العامة والاعلام معتصم الميناوي إن المدارس فتحت على الرغم من الأضرار التي لحقت ببعضها أثناء العملية العسكرية والعدوان على قطاع غزة»، مشيرا إلى أن أكثر من 174مدرسة حكومية قد تضررت منها26 مدرسة قد تضررت بشكل كامل ولا يمكن استخدامها مع بدء العام الدراسي الجديد، كما أن هناك 122مدرسة تضررت بشكل جزئي وهناك26 استخدمت كمراكز إيواء للمشردين.

وأكد المستشار الإعلامي في وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) عدنان أبو حسنة أن 9600 طالب فلسطيني لم يتمكنوا صباح امس من العودة الى الدراسة بسبب رفض نازحين هدمت منازلهم من بلدتي بيت حانون وبيت لاهيا شمال القطاع خلال العدوان الإسرائيلي الأخير إخلاء ثلاث مدارس شمالي قطاع غزة ومدرستين في الرمال وسط مدينة غزة.