القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الخميس 26 كانون الأول 2024

“طوفان الأقصى” بلعبة فيديو تثير غضب الاحتلال وتدفع دولاً أوروبية لحظرها


الثلاثاء، 03 كانون الأول، 2024

أثارت لعبة رقمية تحاكي عملية طوفان الأقصى، ومقاومة الاحتلال تفاعلا عالميا واسعاً، وغضبًا إسرائيلياً دفع العديد من الدول الأوروبية لإزالتها من منصة الألعاب الشهيرة "ستيم” (Steam).

وتتيح لعبة "فرسان الأقصى”، اللعب بشخصية خيالية بطلها أحمد الفلسطيني، وهو شاب قضى خمس سنوات في سجون الاحتلال بعد أن فقد عائلته على يد جنوده، ثم تبدأ رحلته بالمقاومة والانضمام إلى مجموعة مقاومة تدعى "فرسان الأقصى”، حيث يخوض اللاعب مغامرات تعكس مقاومة الاحتلال.

وفي عام 2022 أطلق المبرمج الفلسطيني البرازيلي نضال نجم اللعبة بعد 10 سنوات من العمل المتواصل، إلا أن التحديثات الأخيرة المستوحاة من أحداث طوفان الأقصى لقيت تفاعلاً كبيراً، ما أثار حفيظة الاحتلال ودولاً غربية عملت على حظرها، و من بين هذه الدول: ألمانيا، وأستراليا، والمملكة المتحدة، والنمسا.

وبررت منصة "ستيم” قرار حظر الله بأنه استجابة لطلبات من جهات أمنية تتعلق "بمكافحة الإرهاب”.

ورغم القيود، وجدت اللعبة جمهورًا واسعًا بين الفلسطينيين وداعمي قضيتهم حول العالم، إذ يعتبرها كثيرون وسيلة مبتكرة لتعريف الأجيال الجديدة القضة الفلسطينية عبر أسلوب عصري يجمع بين الترفيه والتعليم.

واستلهم نجم اللعبة من تاريخ والده الذي هاجر إلى البرازيل بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، وأراد نجم أن يستخدم التكنولوجيا لتحدي الصور النمطية التي غالبا ما تصور الفلسطينيين والعرب كإرهابيين في الألعاب الغربية، قائلا في إحدى المقابلات الصحفية: "هدفي كان إيصال روايتنا إلى العالم، وإظهار حق الفلسطينيين في المقاومة”.

ويقول نجم: "فرسان الأقصى ليست مجرد لعبة، بل وسيلة للتأكيد على وجودنا، ولإبراز الحقائق التي يحاول الاحتلال طمسها”.

وفي تصريحاته، أكد نجم أن التحديث يهدف إلى تسليط الضوء على ما وصفه بـ”حق الفلسطينيين في مقاومة الاحتلال”، وقال: "اللعبة ليست أكثر من احتجاج رقمي يعكس ما يتعرض له شعبنا يوميا”.

ويقدم التحديث مشاهد تفاعلية تظهر اقتحام قاعدة "رعيم” العسكرية إسرائيلية عبر الطائرات الشراعية، مستعيدا صورة رمزية لصمود الفلسطينيين ومقاومتهم.

ويوضح نجم أن اللعبة تستمد إلهامها من ألعاب رقمية كلاسيكية مثل Metal Gear Solid وCall of Duty: Modern Warfare. ورغم أنها بُنيت باستخدام الإصدار الثالث من محرك Unreal Engine، إلا أنها تتميز برسومات ثلاثية الأبعاد متقدمة وآليات لعب حديثة.

وتقدم اللعبة معارك زعماء ملحمية، وأسلحة قوية، ومهمات مليئة بالإثارة تشمل قيادة المركبات وإسقاط المروحيات.

وتُظهر اللعبة جنود الاحتلال وهم يرتدون حفاضات الأطفال رسمت عليها النجمة الإسرائيلية يتقدمهم الناطق باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري، وتصوّر الجنود وهم يُقتلون ويُؤسرون من قبل رجال المقاومة الفلسطينية.

وتحت بند إخلاء المسؤولية، تكتب منصة ستريم على اللعبة: "هذه اللعبة لا تشجع على "الإرهاب” أو معاداة السامية أو الكراهية ضد اليهود أو أي مجموعة أخرى، بل هي رسالة احتجاج ضد الاحتلال العسكري الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية”.

ويعلق نجم على قرار الحظر اللعبة التي بلغ عدد مستخدميها 50 ألف شخص: "لا ألوم منصة Valve ولا Steam؛ اللوم يقع على الحكومة البريطانية والسلطات التي أغضبتها لعبة فيديو. وبناءً على منطقهم الخاطئ، يجب حظر أحدث إصدار من Call of Duty Black Ops 6 أيضًا”.

ويؤكد أن ألعاب الفيديو لم تعد مجرد وسيلة ترفيهية؛ بل صارت أداة قوية للتوعية حول القضايا العالمية. عبر تقديم تجارب تفاعلية، يمكن للاعبين أن يعيشوا وجهات نظر مختلفة ويتعمّقوا في قضايا لم يسبق لهم التفكير فيها.

واستدل نجم بلعبة This War of Mine التي تظهر تبدو الحياة اليومية للمدنيين أثناء الحروب، ما دفع اللاعبين إلى التفكير في معاناة أولئك الذين يعيشون في مناطق الصراع، مبينا أنّ ألعاباً مثل Frostpunk تناولت موضوعات تتعلق بالمجتمعات، والموارد، والأخلاقيات في أوقات الأزمات.