القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

عائلة العامر.. عندما يكون جارك مستوطناً يهددك وبالموت يتوعدك

عائلة العامر.. عندما يكون جارك مستوطناً يهددك وبالموت يتوعدك

حياة العامر تحولت إلى جحيم


الخميس ، 05 شباط ، 2015

أسلاك شائكة، كاميرات، بوابات حديدية، مركبات الجيش الصهيوني وأمن مستوطنة "القناة"، تهديدات بالموت والطرد من قبل المستوطنين، وإلقاء حجارة؛ هذا هو حال عائلة المواطن هاني عامر من قرية مسحة غرب سلفيت مطلع عام 2015؛ والتي لا يلوح في الأفق حلٌّ لمعاناتها أو توقفها؛ لتتحول حياة عائلة بأكملها لجحيم لا يطاق.

يقول هاني عامر لـ"المركز الفلسطيني للإعلام": "تفاجأت مع بداية انتفاضة الأقصى وشروع الاحتلال ببناء الجدار في القرية بأن منزلي سيكون بمنأى وبمعزل عن القرية التي كنت أسكن في آخرها، ووقع على بعد عدة أمتار قليلة فقط من منازل المستوطنين القاطنين في مستوطنة القناة التي نهبت أخصب الأراضي و28 دونمًا من أرضي".

ويؤكد العامر أن معاناته بدأت منذ 1948 عندما تم تهجيره من بلدته كفر قاسم في الداخل الفلسطيني المحتل إلى قرية مسحة غرب سلفيت، حيث هدمت أجزاء من منزله في أوائل عام 1990 بدعوى أنه مخالف للقانون.

وكل يوم يكون العامر أو أحد أفراد عائلته في مواجهة الاحتلال؛ إذ يقول: "تصور أن يكون جارك مستوطنًا غصبا وكرها، والجنود لا يفارقون باحة منزلك، وحرس المستوطنة يراقبك طوال الـ24 ساعة؛ فأي حياة هذه التي كلها جنود مدججون بالأسلحة، ومستوطنون يهددون ويتوعدون بالموت والطرد؟!".

وعن معاناة العائلة؛ يضيف العامر: "في البداية كان المنزل عبارة عن سجن معزول، ومن ثم تحت ضغط المتضامنين والحقوقيين سمح بفتح باب وثغرة من خلال الجدار على أن أتحمل مسؤولية ما سيجري في المنطقة وحول المكان، وأصبحت أحمل مفتاحًا خاصًّا بذلك الباب الذي لا تفارقه عيون الجنود واستفزازاتهم".

كابوس استيطاني

قصة عائلة عامر تعجز الكلمات عن وصف بعدها الإنساني؛ فميس ابنة هاني عامر كانت طفلة واليوم كبرت؛ بعد أن نغص الجدار والاحتلال حياتها عليها ودمر جوانب كثيرة من حياتها النفسية والاجتماعية والتعليمية كباقي أفراد أسرتها.

وتؤكد ميساء أن الاحتلال والمستوطنين حولوا حياة أسرتها إلى كابوس مع بداية الشروع ببناء الجدار العنصري، قائلة: "نحن نعيش في سجن، وحرمنا زيارة الأقارب والأهل، واللعب كبقية الأطفال ونحن صغار، وحتى زميلاتي بالمدرسة كن سابقا لا يأتين لزيارتي إلا ما ندر، ولا نرى أمامنا إلا الجدار ومن خلفنا وفوقنا وحولنا مستوطنون وجنود مدججون بالأسلحة".

أبناء عامر الثمانية باتوا يعيشون في منزل لا يعرف للراحة طعمًا؛ فهم يعيشون في سجن يتحكم به سجان للاحتلال نهارا، ومع ساعات الليل ينالهم ما ينالهم من جيران السوء من سكان مستوطنة القناة التي هي إحدى 24 مستوطنة في محافظة سلفيت.

كتب لمعاناة عائلة هاني عامر أن تستمر وتتواصل على مدار الساعة، وقرية مسحة باتت أحد أكثر المناطق تضررا وخسارة؛ حيث تكبدت الكثير من الخسائر سواء على مستوى الأراضي الرزاعية التي اقتطعها الجدار وعزلها أو الأشجار التي عزلت واقتلعت.

بدوره أفاد الباحث خالد معالي أن منزل هاني عامر يمثل أحد أوجه معاناة الفلسطينيين الدائمة من الجدار والعزل، وأن كافة المناطق التي عزلها الجدار في الضفة الغربية هي أيضا تعاني على مدار الساعة بأوجه مختلفة من الجدار وبنسب متفاوتة.

ولفت معالي أن الاحتلال أقام ثلاث مستوطنات على أراضي مسحة هي: "القناة" و"عيتس فرايم" و"شعار تكفا"، وأن قرابة 70% من أراضي القرية صودرت أو عزلت، وأن الاستيطان نهب أكثر من 5500 دونم من القرية.

المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام