عباس: إذا وافقت حماس على إجراء الانتخابات فنحن جاهزون
فوراً وخلال ثلاثة أشهر لعقدها
ذكرت السفير من بيروت أن الرئيس الفلسطيني، اختتم أمس،
زيارته لبنان، التي استمرت ثلاثة أيام، التقى خلالها الرؤساء والمسؤولين
اللبنانيين وقيادات فلسطينية، توّجها مساء بلقاء خاص في سفارة فلسطين ثم مقبرة
الشهداء في شاتيلا.
وفي السفارة حيث أدى صلاة الجمعة، دعا عباس الفلسطينيين
إلى «البقاء على مستوى المسؤولية في الحفاظ على هذا البلد المضياف، وحماية أمنه
وسلامته وأمن وسلامة الفلسطينيين»، مشيراً إلى «أنني لمست لدى الدولة اللبنانية كل
الرضى تجاه المستوى العالي من المسؤولية الذي يتحلى به اللاجئون الفلسطينيون تجاه
لبنان وأمنه وسلامته».
ولفت الانتباه إلى أن «الفلسطينيين لا يريدون أن يتدخلوا
في شأن أي من البلدان العربية التي تتعرّض للأزمات»، داعياً إياهم إلى «الصبر حتى
يصل الفلسطينيون الى حقهم بدولة مستقلة عاصمتها القدس بكل أركانها، من الكنيسة حتى
الأقصى، وحل للقضية الفلسطينية».
وبعد أن عقد لقاءً خاصاً في سفارة فلسطين، التقى خلاله
عدداً من الفعاليات اللبنانية ومسؤولي الاحزاب، زار «أبو مازن» مدافن شهداء مجزرة
صبرا وشاتيلا في منطقة شاتيلا، حيث وضع اكليلا من الزهر على النصب التذكاري
للشهداء وكان في استقباله سفير دولة فلسطين في لبنان اشرف دبور وممثلو الفصائل
الفلسطينية وحشد من اهالي المخيمات.
وكان عباس التقى في مقر إقامته في فندق «فينيسيا»
النائبة بهية الحريري على رأس وفد صيداوي، وثمنت الحريري مواقف ابي مازن بشأن
الوجود الفلسطيني في لبنان وسلاح المخيمات، معتبرة ان وحدة الشعب الفلسطيني وسلامة
القضية الفلسطينية وحياد الفلسطينيين عما يجري في لبنان، مصدر قوة للقضية
الفلسطينية ودعم للبنان واستقراره. بدوره، رحّب عباس بمبادرات الحريري على صعيد
اعادة مد وتمتين جسور العلاقة والثقة بين الفلسطينيين واللبنانيين في لبنان،
وترسيخ الأمن والاستقرار في صيدا ومخيماتها. وتلقى عبّاس اتصالاً هاتفياً من رئيس
حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع مرحباً بزيارته لبنان.
واضافت الأيام، رام الله، ، من بيروت، عن موفدها عبد
الرؤوف أرناؤوط، أن عباس، أكد أنه لن يكون هناك اتفاق مع الإسرائيليين إلا من خلال
استفتاء عام يشارك فيه الشعب الفلسطيني، معاهداً الله أن لا يكون هناك أي اتفاق
إذا لم تكن القدس عاصمة للدولة الفلسطينية.
وكشف النقاب أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري سيعود
إلى المنطقة بعد 7-10 أيام وقال: "نأمل انه عندما يعود بعد أسبوع أو 10 أيام
أن يكون لديه ما يساعدنا على العودة إلى طاولة المفاوضات، فهناك مساعٍ أميركية
حثيثة يقوم بها وان شاء الله تتوج بالنجاح وبطبيعة الحال ستكون هذه بداية لأنه
عندما نجلس على الطاولة لا يعني هذا أننا سنحقق كل شيء وإنما سنناضل من اجل تحقيق
أهدافنا الوطنية وعلى رأسها قضية القدس التي لا تهم الشعب الفلسطيني وحده وإنما
الأمة العربية والإسلامية والعالم، لأنها ارض المقدسات، كنيسة المهد والمسجد
الأقصى، وهذا أمر لن نفرط به ونعاهد الله على أن القدس إذا لم تكن العاصمة لدولة
فلسطين فانه لن يكون هناك أي حل".
وأبدى عباس الاستعداد لإجراء الانتخابات فوراً وخلال 3
أشهر إذا وافقت (حماس) وقال: المصالحة تعثرت كثيراً، ولكن إذا وافقت حماس على
إجراء الانتخابات فنحن جاهزون فوراً وخلال 3 أشهر لعقد هذه الانتخابات الرئاسية
والتشريعية ومعروف عنا أننا نجري انتخابات نزيهة وحرة لا لبس فيها ولا إبهام ولا
غموض وان شاء الله توافق حماس وان نذهب إلى الانتخابات وننهي فترة مخجلة وننهي
الانقسام لأنه بدون الوحدة لا نستطيع أن نقيم دولتنا.
وقال في لقاء مع ممثلي الفصائل والقوى والفعاليات
الفلسطينية في لبنان: قضيتكم السياسية تمر بظروف صعبة وليس من السهل أمام طرف
متعنت، متصلب ومتسلط، ولكن مع ذلك فإننا نقول إننا أصحاب حق وما دمنا أصحاب حق
فيجب أن نستمر وان نصبر للوصول إلى حقنا وهذا ليس مستحيلاً بل سيحصل إن شاء الله
في القريب العاجل لنحصل على الدولة الفلسطينية المستقلة التي عاصمتها القدس بكل
أركانها الكنيسة والأقصى وكل المقدسات، هذا هو أساس أي حل ويتلو ذلك كل مفاصل
القضية، التي نسميها قضايا أساسية والمتعلقة بالاستيطان والقدس واللاجئين وغيرها
فإذا ما حلت كل هذه القضايا فعندها نعلن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ولن يتم
الإعلان إلا باستفتاء عام يشارك به كل الفلسطينيين ليقولوا رأيهم بما يمكن أن نصل
إليه.
من جهة ثانية فقد أشار إلى أن "الأمور في كل الأمة
العربية تمر بصعاب لا حدود لها، ليس فقط في لبنان فقط، وإنما في سورية ومصر وفي
تونس وليبيا وغيرها ولا نعلم ما هو آت لنا أيضا، نحن كفلسطينيين قلنا منذ البداية
نحن لا نريد ان نتدخل في شؤون احد".
ولفت إلى أن "الأوضاع في الأراضي الفلسطينية صعبة
ولكن هناك امن وأمان استطعنا ان نحققه في ظروف صعبة وفي وقت قياسي".
وبشأن المصالحة الفلسطينية قال الرئيس عباس
"المصالحة الفلسطينية لن تخرج عن اجندتنا وستبقى على رأس قائمة اجندتنا، واضاف
"لا نستطيع ان نجري مفاوضات جادة وهامة دون ان نحقق وحدة الضفة الغربية
وغزة".
واشار الى ان "الوضع العربي اثر علينا كثيرا ونحن
سنستمر بأن ننأى بأنفسنا عن كل ما يجري ونستطيع، هناك من يريد ان يدفعنا الى مثل
هذا الاتجاه، هناك تيارات وقوى كثيرة تريد ان تدفعنا ولكن اياكم ان يحصل ذلك
وبالذات على ارض لبنان ونريد ان نقول ان لبنان لأهله ولبنان لشعبه ونحن ضيوف سنعود
الى وطننا قريبا ان شاء الله ونحن تحت القانون ولسنا فوق القانون".
وعلى صعيد آخر فقد اكد التمسك بحل الدولتين ورفض الدولة
الواحدة. وأضاف "نحن لا نقبل بالدولة الواحدة وإنما نريد حل الدولتين، اما ما
نراه من استيطان والمستوطنات ليثبتوا انه امر واقع علينا ان نقبل به فنحن لا يمكن
ان نقبل به، يجب علينا عدم الانخداع بالأمر الواقع الذي نراه في القدس وخارج القدس
لأن كل الاستيطان الذي بدأ العام 67 هو غير شرعي، وعلى هذا الأساس نتفاوض".