عباس: العرب سيطبعون مع إسرائيل إذا اعترفت بالدولة الفلسطينية
الإثنين، 13 شباط، 2012
قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال اجتماع وزراء خارجية العرب أمس، إنه إذا اعترفت اسرائيل بالدولة الفلسطينية فسيعترف بها العرب ويطبعون معها، فيما أسفــرت غارات اسرائيلية علــى غزة عن استشهاد فلسطيني وإصابة 3 آخرين. وأفادت مصادر لـ«السفير» بأن عباس يسعى لترشيح رئيس وزرائه الحالي سلام فياض لمنصب الرئاسة، بينما وجه القيادي في حركة «حماس» محمود الزهار انتقادات لاتفاق الدوحة بين الحركة و«فتح».
إلى ذلك، منعت الشرطة الإسرائيلية في القدس المحتلة المصلين من الوصول إلى باحات المسجد الأقصى، عقب توزيع ناشطين من اليمين المتطرف ملصقات «تحريضيــة»، كتب فيها «يجب تطهــير جبل الهــيكل من أعــداء إسرائيل»، وتدعو الإسرائيليــين للتجــمع في باحات المسجد الأقصى والسيطرة عليه. ونقــلت صحــيفة «يديعوت احرنوت»، عن الشرطة الإســرائيلية قولــها، «إن الملصق تسبب في غــضب عارم بين أعــضاء الحركة الإسلامية وغيرهم من السكان الفلســطينيين شرقي القدس مما قد يــؤدي إلى سخــونة الأوضاع وتوتــرها ومحاولة التحريض على أعمال العنف في الحرم القدســي الشريف لذلك قررت إغلاق المكان أمام حركة المصلين من كلا الطرفين».
وقال عباس خلال اجتماع وزراء خارجية العرب في القاهرة، إنه «منذ 10 سنوات ونحن نطالب الاسرائيليين بالاعتراف بالدولة الفلسطينية حتى يعترف بها العرب والمسلمون جميعا ويطبعوا معها العلاقات». وأضاف عباس «أن اتفاق الدوحة نص على أن تكون حكومة التكنوقراط التي سأرأسها انتقالية وهدفها اعادة اعمار غزة واجراء الانتخابات»، مشيرا إلى «أنه لا بد لإسرائيل أن توافق لنا أن نجري الانتخابات في القدس الشرقية لأنه لا يمكننا أن نتغاضى عن القدس في الانتخابات فنكون أسقطنا قضية القدس». ولفت إلى أنه خلال اجتماعات الرباعية «قدمنا للجانب الإسرائيلي رؤيتنا في ما يتعلق بالحدود والأمن الاسرائيلي لم يقدم أي شيء»، مشددا على «أن الاستيطان أصبح في كل منطقة والقدس الشرقية لم تعد لنا».
ونقل مراسل «السفير» في غزة ضياء الكحلوت عن مصادر موثوقة قولها إن عباس يدفع بفياض ليحل بدلا عنه في انتخابات الرئاسة المقبلة. وقالت المصادر إن عباس طلب من مقربين منه إقناع الآخرين بفياض وخاصة المجلس الثوري لحركة فتح، بعد أن ظهر له أن اللجنة المركزية للحركة لا تمانع بذلك. وأشارت المصادر إلى أن عباس يخشى من عدم قبول طلبه هذا في ظل الخلاف المتصاعد بين فياض و«فتح»، لكنه وعد بالسعي لذلك بكل الوسائل الممكنة لتحصيل دعم فتح لفياض في الانتخابات الرئاسية المقبلة. ويعكس هذا الخيار لعباس جديته في عدم الترشح للرئاسة كما أعلن أكثر من مرة، لكن المتوقع أن لا يحظى طلبه هذا بالقبول لخلافات فياض الكبيرة مع «فتح» وخاصة اتهاماتها له بأنه عمل عقب الحسم العســكري لحــماس في غزة على ابعــاد رمــوز الحركة عن الوزارات ومناصبـهم الحكومية.
وقال القيادي في «حماس» محمود الزهار ان اتفاق الدوحة «خطوة خاطئة لم يتم التشاور فيها داخل حركة حماس وسابقة لم تحدث في تاريخ الحركات الاسلامية». واضاف «عندما كان يحدث مثل هذا الامر انفرادا بالقرار كان يتم تصحيحه بالعودة الى المجالس الشورية لذلك لا بد من تصحيح هذه الخطأ». وتابع قائلا ان «حماس في غزة لم يتم استشارتها وهي التي تمثل الثقل الحقيقي لحركة حماس وهناك اعضاء للحركة في الخارج لم تتم استشارتهم وإذا كانت الاستشارة تمت فى الدائرة الضيقة لرئيس المكتب السياسي (خالد مشعل) فهذا غير مقبول».
لكن الزهار نفى في الوقت نفسه وجود انشقاق داخل حركته في الداخل والخارج. وقال ان «هناك خلافا واضحا حول هذا الأمر لكن ليس هناك شقاق». واكد ان حركته ستعقد «لقاء تشاوريا في الداخل والخارج في اليومين المقبلين لحسم الموضوع». واضاف «لا يمكن عملــيا تطبــيق الاتفاق»، مؤكدا انها «هذه ليست أماني بل قراءة واقعية حقيقة للواقع».
واعلنت مصادر طبية استشهاد فلسطيني واصابة ثلاثة اخرين في سلسلة غارات شنتها الطائرات الإسرائيلية على أهداف مختلفة في قطاع غزة. واضافت المصادر ان عبد الكريم الزيتونة (69 عاما) استشهد وأصيب مواطنان آخران في قصف استهدف حي الزيتون في غزة.
(«السفير»، أ ف ب، رويترز)