عباس: لا سلام ولا دولة ولا أمن واستقرار من
دون القدس
الجمعة، 07 حزيران، 2013
قال الرئيس محمود عباس، أمس، إن على المجتمع الدولي أن يدرك أنه دون إحلال
السلام هنا، لن يحل السلام في أي مكان في العالم، مشدداً في الوقت ذاته، على حتمية
زوال الاحتلال، وأنه لا سلام مع الاستيطان.
وكان الرئيس، يتحدث خلال افتتاح مؤتمر "بيت المقدس الإسلامي الدولي
الرابع" ، ويقام في رام الله على مدار يومين، بمبادرة من وزارة الأوقاف
والشؤون الدينية وبحضور الرئيس المالديفي الزائر، وذلك تحت عنوان "الأوقاف
الإسلامية والمسيحية في القدس تحت الاحتلال الإسرائيلي".
وقال: لقد آمنا بالسلام وقدمنا من أجله الكثير الكثير، لكن السلام الحقيقي
لا يكون من طرف واحد، ولا يمكن أن يتحقق إلا بإرادة وتعاون الأطراف كافة، ورعاية
المجتمع الدولي كله، باعتباره مصلحة عالمية إنسانية عامة.
وأضاف: الكل بدأ يدرك الآن أن منبع السلام، ومنبع الحرب من هنا، لذا عليهم
أن يفهموا أنه دون سلام هنا في أرض السلام، لا يمكن أن يحل السلام في أي مكان في
العالم.
وأضاف مخاطبا المشاركين في المؤتمر: الاحتلال زائل لا محالة، لا تلتفتوا
إليه، ولا تستمعوا إلى من يعتبره ذريعة، حتى لا يقوم بالواجب، أولئك الذين يقدمون
الفتيا، وهي غير صحيحة على الإطلاق.
وبين أن الشعب الفلسطيني بعد 65 عاما على النكبة، و46 عاما على النكسة،
"ها هو ينهض من بين ركام النكبة وأنقاض الهزيمة، ليعيد رسم خارطته السياسية،
وليسقط وهم قادة الاحتلال الذين قالوا: إن الكبار يموتون والصغار ينسون، وليثبت
للقاصي والداني أن أرضه لن تكون أرضا بلا شعب، لشعب بلا أرض، فهذه أكذوبة لا يمكن
أن تنطلي على أحد، وإن القدس لن تموت، ولن تهود، وستظل لنا".
وأدان الممارسات الإسرائيلية بحق المدينة المقدسة، معتبرا إياها تحديا
سافرا للقانون الدولي، ومنهجا اسرائيليا يعكس عدم الإيمان بالسلام.
وقال: السلام والاستيطان لا يجتمعان، وهذه الأرض أرضنا، وعليهم أن يتوقفوا،
وأن يقتلعوا مستوطناتهم ليكون هناك سلام.
وأشار إلى أن كافة الاجراءات الإسرائيلية لن تقلل من تمسك الشعب الفلسطيني
بالقدس عاصمة أبدية لدولته، ولن توهن عزيمته النضالية، مضيفا "لا سلام دون
القدس، ولا دولة دون القدس، ولا أمن واستقرار دون القدس، فلن نقبل بغيرها عاصمة
لدولة فلسطين".
وأكد أن مسؤولية حماية القدس واستعادتها، وتطهير مقدساتها لا تقع على كاهل
الفلسطينيين وحدهم، بل تشمل الأمة العربية، والإسلامية، والمسيحية، وهذا المؤتمر
يثبت هذا الكلام.
وذكر أن الواجب يفرض مؤازرة أهل المدينة المقدسة ماديا ومعنويا، داعيا إلى
شد الرحال إليها، وأماكنها المقدسة الإسلامية والمسيحية.
وقال: كم يؤلمنا أن البعض يحاول قطع الطريق، وتحريم زيارة العرب والمسلمين
إلى القدس، بحجج واهية، تفتقر إلى الدليل الشرعي، والوعي السياسي.
ولفت إلى الاعتراف الدولي الأخير بدولة فلسطين كعضو مراقب في الأمم
المتحدة، معتبرا ذلك خطوة ستليها خطوات أخرى تمهيدا للحصول على العضوية الكاملة.
واستدرك: هم منعونا أول مرة، لكن لن يمنعونا في المرة القادمة، وإن هناك 63
منظمة، ومعاهدة، واتفاقية من حقنا أن ننضم إليها، وإن شاء الله سننضم، وتجسيد قيام
دولة فلسطين الحرة المستقلة على كامل أرضها المحتلة، وعاصمتها القدس.
وفيما يتعلق بملف المصالحة، أكد الرئيس أنه رغم انقضاء ستة أعوام على
الانقلاب الذي قامت به حركة حماس في قطاع غزة، إلا أن القيادة مصممة على إنجاز
المصالحة، لأنها واجب شرعي، وضرورة وطنية، تعيد اللحمة للشعب، والأرض، والوطن. وبين
أنه تم اتخاذ عدة خطوات على طريق المصالحة، موضحا أن الانتخابات الديمقراطية هي
الأساس لإنجازها. وأضاف: لا نريد أكثر من أن نسأل الشعب، ولا بد للديمقراطية أن
تأخذ طريقها عبر الانتخابات.
كما خص جانبا من حديثه لموضوع الأسرى، مشددا على أنه لن يكون هناك سلام، أو
اتفاق مع الجانب الإسرائيلي دون اطلاق سراح كافة الأسرى الفلسطينيين والعرب. وقال
مخاطبا إياهم: قسما لن ننساكم، ولن نتهاون عن تحريركم، فهذا عهد علينا، ودين في
أعناقنا.
المصدر: الأيام، رام الله