القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأحد 12 كانون الثاني 2025

عباس وأمير قطر يتفقان على ضرورة طرح قضية القدس على مجلس الأمن

عباس وأمير قطر يتفقان على ضرورة طرح قضية القدس على مجلس الأمن
 

الإثنين، 27 شباط، 2012

اتفق الرئيس محمود عباس وأمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني في كلمتيهما في افتتاح "المؤتمر الدولي للدفاع عن القدس وحمايتها" على ضرورة طرح قضية القدس على مجلس الأمن الدولي.

ودعا الرئيس عباس في خطابه امس امام المؤتمر المنعقد في العاصمة القطرية الدوحة الذي اوردته وكالة الانباء الرسمية الفلسطينية (وفا) العرب والمسلمين الى زيارة القدس، مشددا على ان "زيارة السجين نصرة له ولا تعني بأي حال تطبيعاً مع السجان"، لافتا الى ان "القدس يجب أن تكون العُنوانَ المركزي في علاقات الدول العربية والإسلامية مع دول العالم".

وقال عباس: "إن تقديم إجاباتٍ شافيةً على التحديات الماثلة أمامنا هي مسؤولية كبيرة، تفرض على كل الحريصين على القدس اعتماد السياسات، وتوفير الإمكانات لضمان النجاح في الحفاظ على طابعها العربي الإسلامي والمسيحي. وأوضح، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تُسَرِّعُ وبشكل غير مسبوق، وباستخدام أبشع وأخطر الوسائل، تنفيذ خطط ما تعتبرهُ المعركةَ الأخيرةَ في حربها الهادفةِ لمحو وإزالة الطابع العربي الإسلامي والمسيحي للقدس الشرقية، سعياً لتهويدها وتكريسها عاصمة لدولة الاحتلال".

وأشار إلى أن محاولات سلطة الاحتلال تحقيق هدفها النهائي من هذه الخطط في القدس تتم على ثلاثة محاور متلازمة ومتداخلة ومتزامنة:

المحور الأول: تعمل سلطة الاحتلال من خلاله على تغيير معالم وبنية المشهد، والمحور الثاني: استكمال خطة التطهير العرقي، والثالث: تعمل سلطات الاحتلال من خلاله على إفقار المدينة المقدسة وتدمير بنيتها التحتية وضرب مواردها الاقتصادية.

وأكد أن الاحتلال يهدف إلى حرمان القدس من أداء دورها التاريخي والديني، ويريد أن يلغي تميزها كمركز حضاري طليعي وعالمي، لم يتوقف يوما عن الإسهام في الحضارة الإنسانية وإغنائها، ساعيا لتحويلها إلى أحياء قديمة متداعية، ومساجد وكنائس مهجورة، وأسواق وشوارع خالية، يريد أن يعيد جوهرة فلسطين وزهرة مدائنها قرونا إلى الوراء.

وبين الرئيس عباس أن "أحد أهم استنتاجاتنا، الذي يرقى إلى مستوى التحدي، هو بالتشديد على أن المطلوب هو دعم صمود وثبات المقدسيين حُماة المدينة المقدسة"، واستشهد بقول الرسول عليه الصلاة والسلام عندما سئل عن المسجد الأقصى فمن لم يستطع زيارته فليهد إليه زيتا يُسرج في قناديله أي أن الدعم المادي لتعزيز صمود القدس وأهلها، قد يكون زيت زيتون أو نفطا أو أي شيء آخر".

وقال، "لقد اتفقنا مع منظمة التعاون الإسلامي مؤخرا، التي تبنت الخطة التي أعددناها للقدس بأن نعمل سويا حتى تقوم كل الدول العربية والإسلامية القادرة بتبني قطاع من قطاعات تعزيز صمود شعبنا في القدس كالصحة والتعليم والسكن والبنى التحتية والثقافة والأماكن الدينية والتجارة والاقتصاد وغيرها، وبالأمس أثناء لقائي مع الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور إكمال الدين إحسان أوغلو قمنا بالاتفاق على الخطة وآليات تنفيذها".

وأكد أن قضية القدس يجب أن تصبح العنوان المركزي والأساس والجوهري في علاقات الدول العربية والإسلامية السياسية والاقتصادية مع دول العالم، ويتوجب علينا جميعا بلورة خطة عمل موحدة مع الكنائس المسيحية المختلفة المعنية بالحفاظ على الكنائس كأماكن للعبادة وليست أماكن للسياحة.

وشدد على أن ما يسمى بقانون ضم القدس الذي سنته إسرائيل في السابع والعشرين من حزيران عام 67 هو باطل، وأن القدس الشرقية هي العاصمة الأبدية لفلسطين.

ولفت الى ضرورة السعي لتعزيز البنية التحتية للمجتمع المقدسي عبر تبني المشاريع المخصصة لدعم المؤسسات وغيرها من المشاريع في المدينة المقدسة، إضافة إلى إبداع حالة تواصل دائم مع أبناء القدس لكسر الحصار المفروض عليها وعليهم.

واشار إلى أهمية تشجيع كل من يستطيع التوجه لزيارة القدس، وبخاصة الأخوة من الدول العربية والإسلامية، إضافة إلى العرب والمسلمين والمسيحيين في أوروبا وأميركا، مؤكدا أن "زيارة السجين هي نصرة له ولا تعني بأي حال من الأحوال تطبيعا مع السجان، فالقدس هي عنوان هويتنا، وهي البداية والنهاية، وهي مفتاح السلام، هي واسطة عقد مدننا، والقلب النابض لوطننا، ودرة تاجنا الفلسطيني والعربي والإسلامي والمسيحي، عاصمة وطننا التاريخية الأبدية، دولة فلسطين المستقلة".

الشيخ حمد بن خليفة قال لدى افتتاحه في الدوحة المؤتمر الدولي للدفاع عن القدس "اقترح التوجه الى الأمم المتحدة ومجلس الأمن لانشاء لجنة تحقيق دولية للتحقيق بالإجراءات التي قامت بها إسرائيل منذ احتلال القدس في العام 1967 لطمس هوية القدس العربية الإسلامية"، واضاف ان ذلك ايضا يأتي "لاجبار إسرائيل على التراجع عن الإجراءات التي اتخذتها لتهويد القدس".

كما دعا أمير قطر في كلمته الى "اعداد إستراتيجية للمشاريع التي تحتاجها المدينة" مؤكدا استعداد بلاده "للمساهمة في وضع الإستراتيجية موضع التطبيق".

وحذر امير قطر في كلمته "الدول في الغرب والشرق (..) من ان الرأي العام العربي قد نهض وانه لا يقبل بالعجز جوابا على قضايا الامة التي تؤرقه" متسائلا "هل يعقل ان الشعوب التي لم تعد تصبر على الظلم في داخلها سوف تقبل بظلم الاحتلال؟".

وقال الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ان "السلام ما زال بعيد المنال بسبب الغطرسة الإسرائيلية والتعنت".

وتداول على الكلمات الافتتاحية للمؤتمر الدولي للدفاع عن القدس عدد من الخطباء من بينهم رئيس الوزراء المغربي عبد الاله بنكيران الذي القى كلمة نيابة عن ملك المغرب رئيس لجنة القدس، وايضا امين عام منظمة التعاون الاسلامي اكمل الدين احسان اوغلو.

ويحضر مؤتمر الدوحة الدولي للدفاع عن القدس أكثر من 350 من الشخصيات العربية والدولية يمثلون نحو 70 دولة بالاضافة الى رموز وخبراء وباحثين ومؤرخين وقانونيين عرب وأجانب ينتمون للاديان السماوية الثلاثة.

كما حضر المؤتمر ممثلون عن حركة ناطوري كارتا اليهودية المعارضة بشدة للصهيونية ولدولة اسرائيل.

وجاء في كلمة ممثل حركة ناطوري كارتا اسرائيل هيرش بالخصوص تأكيد "للتضامن المطلق مع سكان القدس (...) والمعارضة الاكيدة للاحتلال الصهيوني للقدس والاهمية الكبرى لانهاء الاحتلال الصهيوني الوحشي لارض فلسطين المقدسة".

ويأتي مؤتمر الدوحة في ظل تغييرات تمر بها المنطقة العربية بما في ذلك في دول مواجهة مع اسرائيل خاصة مصر وسوريا.

ويركز المؤتمر على إبراز الحقائق التاريخية والجوانب القانونية حول مدينة القدس، والعمل على تعميق دور المجتمع المدني في الدفاع عن المدينة وحمايتها.

وسيناقش المجتمعون وضع القدس من خلال أربعة محاور أساسية هي "القدس والقانون الدولي"، "القدس والتاريخ"، "القدس والاستيطان و"القدس ومنظمات المجتمع الدولي". ويسعى مؤتمر الدوحة بحسب جدول اعماله "الى اقرار حزمة من خطط التنمية للقطاعات المختلفة لتعزيز صمود المقدسيين، والتأكيد على دعم الدور المركزي لمدينة القدس ثقافيا وسياسيا واقتصاديا".

وذكر مصدر مقرب من المنظمين لوكالة فرانس برس أنه "من المتوقع ان يطرح للنقاش ما أقره اجتماع القمة العربية في سرت من صرف 500 مليون دولار لتمكين سكان المدينة من الصمود والثبات والحفاظ على مدينتهم وهويتها العربية والإسلامية والمسيحية".

واضاف المصدر ذاته ان "هناك تباطؤا كبيرا في تنفيذ هذه الالتزامات، والدول العربية أسهمت حتى الآن بمبلغ 37 مليون دولار فقط، أي بنسبة لا تتعدى 7% من المبلغ المخصص".

وترعى قطر اللجنة القطرية الدائمة لدعم القدس التي تجتمع سنويا وتقر مساعدات للمؤسسات المقدسية الصحية والتعليمية.

ومن اهم ما اعلنت عنه اللجنة في السابق هو اقامة وقفية لمدينة القدس وهي عبارة عن برج يتكون من 106 طوابق يبنى الآن في مدينة الدوحة وسوف يرصد ريعه لدعم القدس.

المصدر: المستقبل ووكالات