عباس يقبل عضوية غير كاملة لفلسطين في الأمم المتحدة
الإثنين، 11 حزيران، 2012
أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس، في ختام لقائه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، في باريس، أن الفلسطينيين سيتوجهون الى الجمعية العامة للأمم المتحدة لطلب وضع دولة فلسطين كدولة غير كاملة العضوية. وقال عباس خلال مؤتمر صحافي مع الرئيس الفرنسي «سنتوجه الى الجمعية العامة لأننا للأسف لم نحصل على الأصوات اللازمة في مجلس الأمن».
واضاف «إذا لم تنجح كل المساعي للعودة إلى المفاوضات، فبالتأكيد سنذهب الى الجمعية العامة لنحصل على ما يطلق عليه اسم دولة غير عضو، رغم أننا سنصادف عقبات كثيرة من أطراف مختلفة»، قائلاً إن «سويسرا والفاتيكان قامتا بذلك».
وأوضح ان الفلسطينيين سيختارون هذه الطريق «اذا فشلت كل المحاولات الأخرى لإجراء مفاوضات (مع اسرائيل)»، قائلاً «معروف لدى الجميع أن خيارنا الأول هو المفاوضات، لذلك نركز على المفاوضات بيننا وبين الإسرائيليين».
وقال عباس «طبعاً نحن نعرف أن فرنسا اعترفت بدولة فلسطين في اليونسكو وقدمت إلينا عملاً عظيماً ومعروفاً طيباً عندما اعترفت بدولة فلسطين، متجاوزة كثيراً من العقبات، ونتمنى من فرنسا أن يأتي الوقت القريب لتعترف بالدولة الفلسطينية».
وخلال المؤتمر الصحافي أكد عباس حسب ما نقلت عنه وكالة الانباء الفلسطينية (وفا) «أن تجميد الاستيطان ليس شرطاً مسبقاً وإنما هو التزام ورد في أكثر من وثيقة دولية، وفي أكثر من اتفاق بأن تتوقف جميع الأعمال الأحادية».
وتابع «نحن نقول تجميد النشاط الاستيطاني حتى يتيح لنا الفرصة لنعود الى المفاوضات، وأنا قلت إنه إذا وافق (رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين) نتنياهو على إطلاق سراح الأسرى والسماح باستيراد سلاح الشرطة، فسنتحاور وليس معنى هذا أن نتفاوض».
واضاف عباس ان «الكرة في ملعب نتنياهو، ففي اللحظة التي يوافق فيها على وقف الاستيطان وعلى حدود الدولتين، سنذهب مباشرة الى المفاوضات لنناقش بقية قضايا الحل النهائي».
من جهته، أكد هولاند ان فرنسا تسعى الى «أن تكون مفيدة» لاستئناف عملية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين التي يمكن ان تؤدي الى الاعتراف بدولة فلسطينية.
وقال «اليوم، علينا ان نبذل كل شيء للاعتراف بالدولة الفلسطينية عبر عملية مفاوضات. ما ينتظره الفلسطينيون، ليس إعلاناً، وانما ان يتمكنوا في ختام عملية مفاوضات مع الاسرائيليين واتفاق سلام ان يحصلوا على الاعتراف بدولة فلسطينية».
واضاف الرئيس الفرنسي «لدينا علاقات جيدة مع الإسرائيليين والسلطة الفلسطينية ما يتيح لنا تمرير عدد من الرسائل وتسهيل استئناف الحوار.. نسعى الى ان نكون مفيدين».
وتابع «هذا هو موقف فرنسا، ان تكون مفيدة، وأن نعمل على نحو يمكننا من تقديم ضمانات للطرفين، ضمانة للاسرائيليين بالعيش بسلام ضمن حدود آمنة، وضمانة للفلسطينيين بان يعلموا بالفعل انه في ختام المفاوضات سينالون الاعتراف».
وكان كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، قد قال لوكالة «فرانس برس» في وقت سابق «نريد من فرنسا، وتحديداً من الرئيس هولاند، قراراً تاريخياً شجاعاً وهو الاعتراف بدولة فلسطين على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية».
وقد التقى عباس في وقت سابق أمس، رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك ايرولت، ولم يدل باي تعليق عند انتهاء اللقاء.
وتعارض اسرائيل والولايات المتحدة طلب عضوية فلسطين الذي قدمه عباس في 23 ايلول الماضي، باعتبار ان ذلك يجب ان يكون نتيجة اتفاق سلام اسرائيلي ـــــ فلسطيني.
والدول غير الأعضاء في الامم المتحدة يمكنها ان تحصل على وضع مراقب الذي مُنح ايضاً الى منظمات دولية وللاتحاد الاوروبي. وكانت سويسرا تحظى بوضع مراقب قبل الانضمام الى الأمم المتحدة عام 2002.
وفي 31 تشرين الأول 2011 انضم الفلسطينيون الى اليونسكو بموافقة فرنسا خصوصاً، في ظل رئاسة نيكولا ساركوزي.
(أ ف ب)