القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأحد 19 كانون الثاني 2025

عباس يهنّئ مرسي وهنية يوزّع الحلوى احتفاءً بفوزه

«إسرائيل» تتخوف من تراجع العلاقات مع مصر وسط دعوات لحوار الإسلاميين
عباس يهنّئ مرسي وهنية يوزّع الحلوى احتفاءً بفوزه
 

الثلاثاء، 26 حزيران، 2012

اختلف رد فعل الفلسطينيين في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة على الاعلان الرسمي عن فوز مرشح حزب "العدالة والتنمية" الذراع السياسية لحركة "الاخوان المسلمين" محمد مرسي بالرئاسة المصرية، وفيما قوبل هذا الاعلان ببعض التحفظ خاصة من قبل النخب السياسية والثقافية ولم يلحظ أي مظاهر فرح في أي مدنها، فقد سيرت حركة "حماس" في انحاء القطاع مسيرات احتفالاً بالفوز وتولى رئيس وزراء حكومة "حماس" المقالة بنفسه توزيع الحلوى على المحتفلين.

رسمياً، هنأ الرئيس الفلسطيني محمود عباس الرئيس المصري الجديد بمناسبة فوزه، معربا عن احترامه والقيادة الفلسطينية لخيار الشعب المصري العظيم.

وبعث عباس ببرقية تهنئة إلى مرسي، اذ قال : "باسم شعبنا الفلسطيني، وباسمي شخصيا، يطيب لنا أن نتوجه لفخامتكم، بأصدق عبارات التهاني القلبية بمناسبة انتخابكم رئيسا للجمهورية، والذي جاء ليؤكد تمسك بلدكم وشعبكم الشقيق بالقيم السامية القائمة على الديموقراطية، آملين أن يكون ذلك فاتحة خير نحو تحقيق طموحات الشعب المصري الشقيق وترسيخ استقراره وتعزيز وحدته".

وأضاف "إننا ندرك حجم المسؤوليات والمهام التي تضطلعون بها، ونتمنى لكم التوفيق في كل ما من شأنه خدمة قضايا شعبكم والحفاظ على مكتسباته ومنجزاته التاريخية وخدمة قضايا أمتنا، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، مؤكدين لكم تطلعنا إلى مواصلة العمل المشترك في كل ما من شأنه خدمة مصالح شعبينا اللذين تجمعهما أواصر أخوية متينة، وخدمة قضايا أمتنا العادلة وبما يحقق أهدافها السامية".

وفي قطاع غزة شارك رئيس حكومة "حماس" المقالة في المسيرات التي انطلقت فور اعلان فوز مرسي ابتهاجا، إضافة إلى مشاركة العديد من كوادر وقادة "حماس" هذه المسيرات.

وقام هنية برفع العلمين المصري والفلسطيني في المسيرة التي انطلقت بشوارع مدينة غزة، كما قام بتوزيع الحلوى على المشاركين في المسيرات والاحتفالات.

وكانت مكبرات المساجد في القطاع قد صدحت بالتكبير والتهليل، وخرج المئات من الفلسطينيين إلى الشوارع يوزعون الحلوى ويحملون الأعلام المصرية والفلسطينية، مرددين الهتافات المؤيدة لمرسي.

وفي سياق متصل، توقع النائب فيصل أبو شهلا عن كتلة "فتح" البرلمانية وعضو في المجلس الثوري للحركة انه خلال الأيام القليلة المقبلة سيتم تحديد موعد لاجتماع للقاء الرئيس عباس ورئيس المكتب السياسي لـ "حماس" خالد مشعل في القاهرة.

يذكر انه كان من المفترض عقد لقاء بين عباس مع رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" خالد مشعل في 20 حزيران (يونيو) الماضي إلا انه تم تأجليه بسبب الانتخابات المصرية.

وقال ابو شهلا انه لا يتوقع تأخير المصالحة الفلسطينية عقب فوز مرسي، مضيفا أن مصر دولة مؤسسات ولها دور محوري وأساسي في ملف المصالحة، مشيرا الى انه لا توجد أي مبررات لتأجيل المصالحة.

وفي تل أبيب، قالت تقارير اعلامية إسرائيلية إن المؤسستين السياسية والعسكرية في "إسرائيل" تتخوفان من تراجع العلاقات مع مصر وتصاعد الهجمات من سيناء ضد جنوب "إسرائيل" في أعقاب فوز مرسي.

وقالت صحيفة "معاريف" إنه يوجد تخوفات كبيرة لدى المؤسستين السياسية والعسكرية في "إسرائيل" لأن للعلاقات مع مصر، وهي أكبر وأهم دولة مجاورة لإسرائيل، تأثيرا هاما للغاية على العلاقات مع كل العالم العربي.

وأضافت الصحيفة أنه على الرغم من قول مرسي بعد فوزه بالرئاسة أنه سيحافظ على جميع الاتفاقيات الدولية التي أبرمتها مصر، إلا أن جهاز الأمن الإسرائيلي يتخوف من أن يكون لانتخاب مرسي تبعات سلبية، خصوصا على المدى البعيد.

وأصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بيانا مساء الأحد ـ الاثنين قال فيه إن "إسرائيل تقدّر العملية الديموقراطية في مصر وتحترم نتائجها، وتتطلع "إسرائيل" إلى مواصلة التعاون مع الحكومة المصرية بناءً على معاهدة السلام بين البلدين التي تعتبر مصلحة للشعبين ".

رغم ذلك قالت الصحيفة إنه في "إسرائيل" يأملون بأن التحديات الماثلة أمام الحكم الجديد في مصر ستكون كثيرة وصعبة، وأن يولي كل جهده في ترميم الاقتصاد الذي تضرر كثيرا خلال العام ونصف العام الماضي، وأن يعي الحكم الجديد في مصر أهمية المساعدات الخارجية التي ستكون مشروطة باستمرار اتفاقية السلام بين الدولتين.

ووفقا للصحيفة فإن مسؤولين أمنيين إسرائيليين قالوا خلال اجتماعات مغلقة أنه إذا غيّرت مصر سياستها فإن "إسرائيل" ستواجه مشكلة أمنية أصعب من تلك التي تواجهها مع "حزب الله" والفصائل الفلسطينية في غزة، وهذا الأمر يعني رصد ميزانيات كبيرة جدا خاصة وأنه منذ حرب العام 1973 لم تكن هناك جهوزية إسرائيلية في هذه الجبهة.

وأضافت أن التقديرات الإسرائيلية هي أن الحكم الجديد في مصر لن يبذل جهودا كبيرا في المحافظة على الحدود بين الدولتين وأنه قد تقع هجمات من سيناء ضد أهداف إسرائيلية إضافة إلى أن "إسرائيل" ستواجه صعوبة في العمل بحرية ضد "حماس" في القطاع من أجل الامتناع عن احتكاك مع الحكومة المصرية الجديدة.

ونقلت صحيفة "هآرتس" عن مسؤول سياسي إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن "العالم ضحك علينا لأننا وصفنا الربيع العربي بأنه شتاء إسلامي، والآن يرى ويدرك الجميع إلى أين وصل الوضع". أضاف "سننتظر الآن لنرى ما إذا كان النظام الجديد سيحاول استعراض نفسه كمعتدل والتقرب من الغرب، أم أنه سيتجه نحو التطرف في أعقاب سيطرته على الحكم والبرلمان".

وقال الوزير الإسرائيلي السابق بنيامين بن إلعيزر، المعروف بالعلاقات الجيدة التي جمعته بالرئيس المخلوع حسني مبارك، وكان من أوائل السياسيين الإسرائيليين الذين دعوا صراحة إلى دعم الرئيس المخلوع، "إنه على "إسرائيل" عدم التعجل باتخاذ موقف من الرئيس المنتخب".

أضاف "يجب الانتظار لنرى ماذا سيفعل الرئيس الجديد، فهو إسلامي ومعروف في الماضي بمواقف مناهضة لإسرائيل، وكل التغييرات الحاصلة الآن هي إسلامية وهي أكثر تدينا وأكثر كراهية لإسرائيل".

وأضاف بن اليعيزر في حديث مع الإذاعة الإسرائيلية، أنه يأمل أن يسمح هذا الرجل للجيش بأن يواصل التعاون مع "إسرائيل" في القضايا الأمنية. وقال "كل شيء الآن محفوف بالضباب، فنحن أمام عالم آخر، ليس عالم مبارك، هذا هو شرق أوسط متطرف وإسلامي ويكره إسرائيل".

وتابع بن اليعيزر إنه لا يعتقد أن الشعب المصري انتخب مرسي لقيادة مصر نحو المواجهة، داعيا إلى وجوب قيام "إسرائيل" بالبحث عن قنوات للحوار والتفاهم مع القوى الإسلامية التي تجتاح المنطقة، ومحاولة إيفاد الرسل للوصول لحوار مع الإسلاميين.

المصدر: المستقبل