داني أيالون: اذا حلت السلطة الفلسطينية سنعيد الحكم العسكري ونبحث عن قوى دولية لاستلامها
عريقات رداً على تهديدات "الموساد" بتصفية عباس: لن نتخلى عن المصالحة مع "حماس"
المستقبل-رام الله ـ أحمد رمضان
قال رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس والسلطة الفلسطينية لن يتخليا عن المصالحة مع حركة "حماس" اذعاناً لتهديدات الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة.
وأضاف عريقات في تصريح ادلى به امس تعقيباً على تقارير صحافية قالت ان اسرائيل هددت بتصفية الرئيس عباس في حال اصراره على تنفيذ اتفاق المصالحة مع حركة "حماس" اننا "لن نتخلى عن المصالحة مع حركة حماس لأن الحديث عن السلام مع إسرائيل اصبح مضيعة للوقت".
وقال عريقات إن "السلطة أدركت عدم رغبة إسرائيل في السلام منذ تولي بنيامين نتنياهو رئاسة الوزراء في دولة الاحتلال"، مؤكداً أن "جميع جلسات المفاوضات التي جرت بينهما أظهرت عدم وجود نية أو رغبة لديه في السلام مع الفلسطينيين".
وكانت مصادر امنية اسرائيلية اتهمت الرئيس عباس بأنه تجاوز كافة الخطوط الحمر في اتفاقه الاخير مع حركة "حماس" في القاهرة. وقالت مصادر في جامعة الدول العربية ان "الرئيس عباس تلقى تهديدات من عناصر تابعة للموساد بأن مصيره سيكون مثل مصير ابوعمار اذا استمر يتحدى السياسات الاسرائيلية".
واضافت تلك المصادر لشبكة الاعلام العربية "محيط" ان "تهديدات الموساد تأتي ايضا لان عباس لا يخضع للاملاءات التي ترده من واشنطن وتتعلق بعملية التسوية والسياسة الفلسطينية".
وفي سياق متصل، أكدت مصادر اسرائيلية ان تل ابيب أوضحت موقفها للعديد من الدول الاقليمية ودول العالم، مشيرة الى ان التطورات في المنطقة تحتم عليها اتخاذ اجراءات فاعلة لحفظ امنها.
ونقلت اذاعة جيش الاحتلال عن تلك المصادر قولها ان عباس أدار ظهره لعملية السلام باصراره على التوحد مع حركة "حماس"، معربة عن املها في ان تتفهم القيادة الفلسطينية وعناصر الاعتدال فيها ان عباس يدفع بالمنطقة الى الهاوية عبر محاولاته التساوق مع اندفاع المنطقة نحو التطرف وان تقوم بما يلزم لايقافه.
وقالت المصادر ان اسرائيل لن تسمح لعباس بتشكيل جبهة مع "المتطرفين "الفلسطينيين والعرب في الوقت الذي يزداد تسلح فصائل غزة والتي باتت تشكل تهديدا استراتيجا لاسرائيل".
في غضون ذلك، بثّ التلفزيون الاسرائيلي امس حلقة من برنامج "واجه الصحافة" الشهير خصصها لبحث سيناريوهات حل السلطة الفلسطينية ورد الفعل الاسرائيلي عليها، حيث استخف المسؤولون الاسرائيلون بتهديدات بعض القادة الفلسطينيين بحل السلطة وردوا عليها بازدراء واستفزاز.
وشارك في الحلقة كل من داني ايالون نائب وزير الخارجية الاسرائيلي والصحافي الاسرائيلي شمعون شيفر من صحيفة "يديعوت احرونوت" والوزير الفلسطيني السابق سفيان ابو زايدة المحامي دوف فايسغلاس الذي شغل منصب المستشار السياسي لرئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ارئيل شارون.
وزعم نائب وزير الخارجية الاسرائيلي داني ايالون خلال اللقاء بأن "الاموال التي تحوّلها اسرائيل للسلطة من عوائد الضرائب انما تحوّلها لدعم السلطة للوقوف في وجه حماس وطالما ان محمود عباس تحالف مع خالد مشعل، فان هذه الاموال لن يجري تحويلها من الان فصاعدا للسلطة ويجب ان يعرف الفلسطينيون انهم لا يهدّدوننا بتفكيك السلطة وتسليم مفاتيحها، لانه اذا رغبت منظمة التحرير في التخلي عن السلطة فان اسرائيل ستبحث عن قوى دولية او محلية لاستلامها وفي حال لم تعثر على الجهة المناسبة وسقطت السلطة فان هذا لن يعني نهاية العالم بالنسبة لاسرائيل".
وكانت صحيفة "يديعوت احرونوت" الاسرائيلية قد سربت اول امس نبأ ان اسرائيل بدأت سراً، وبالفعل استمزاج بعض الشخصيات التقليدية التي كانت تربطهم علاقة بإدارة الاحتلال الاسرائيلي قبل قيام السلطة الفلسطينية لحضهم على التأهب للعودة الى واجهة العمل السياسي وربما قيادة الفلسطينيين في حال قرر الرئيس عباس حل السلطة، او قررت اسرائيل الغاءها.
وقالت الصحيفة ان اسرائيل اتصلت بشخصية معروفة من عائلة الجعبري في مدينة الخليل وطلبت منه التفكير بمثل هذا الاحتمال.
اما ابو زايدة فقال ان "اسرائيل تلعب بالنار لانها تسرق أموال الفلسطينيين، وعليها ان تكف عن القول انها تساعد السلطة بهذه الاموال، فهي حق للشعب الفلسطيني، اما اذا امتنعت اسرائيل عن تحويل هذه المستحقات، فان السلطة ستنهار خلال ثلاثة شهور. وسوف يجبر الاحتلال على الاعتناء بالوزارات وتحمّل مسؤولياته تجاه شعب تحت الاحتلال. ولن يكون هناك اي بديل عن فكرة دولة واحدة لشعبين حينها. وهنا رد عليه داني ايالون (انت تحلم فاسرائيل لن تسمح ابدا ابدا بفكرة دولة لشعبين)، مضيفا "حين تنهار السلطة لن يتأُر احد ولن تكون نهاية العالم".
اما الصحافي شمعون شيفر فقال ان "الحل حينها سيكمن في اعادة الحكم العسكري الى الضفة الغربية وان نتانياهو يرغب فعلا في ذلك من كل قلبه".
وبدوره المحامي دوف فايسغلاس قال ان "لا تذمّر من سكان الضفة تجاه الامور ولذلك نرى ان رام الله ليست مثل ميدان التحرير اي انه يرى ان الشعب الفلسطيني لا يريد انتفاضة ولا يريد اية مواجهات".