القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

علم فلسطين يرفرف فوق مقر الأمم المتحدة والأقصى يختنق

علم فلسطين يرفرف فوق مقر الأمم المتحدة والأقصى يختنق

يرتفع علم فلسطين، اليوم مساءً، فوق مقر الأمم المتحدة في نيويورك، وفوق مكاتبها في كل أنحاء المعمورة، في الذكرى السبعين لتأسيسها.

يمكننا القول: وأخيراً رفرف علم فلسطين عالياً... وإن كان التوقيت محزناً. ففي وقت اعتبرت رام الله الحدث «إنجازاً عظيماً»، إلا أنه أتى في وقت لا يزال المرابطون داخل «الأقصى»، يختنقون بفعل الغاز المسيل للدموع، ويتلقون بصدورهم العارية زخات الرصاص التي تنهال عليهم من «حراس الهيكل» المزعوم. أما في غزة، فآخر الغارات توقفت قبل ساعات عدّة.

هذه حصيلة يوم العلم الفلسطيني. أما رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي وعد العالم بقنبلة من العيار الثقيل، فقد أجرى تعديلات كثيرة على خطابه، وربما طبعه مرات كثيرة، استعداداً لإلقاء القنبلة المنتظرة. وحدها، إذاعة العدو الرسمية كشفت جزءاً من الخطاب الذي سيتضمن، وفقاً لها، أهم جملة على الإطلاق: «إذا لم يتغير الوضع، فإننا ذاهبون إلى المجهول». وربما يكون المجهول بالنسبة إلى عباس انتفاضة لا يريدها هو قبل العدو، كما صرّح قبل أيام. وهو يعرف جيداً أن العلم الذي سيرفع اليوم مجرد «لفتة سلمية ستذكر الجميع بأن تحقيق العدالة والاستقلال أمر ممكن في نهاية المطاف»، لكنها لفتة ناقصة لن تنهي الاحتلال ولن تعيد اللاجئين إلى وطنهم.

كتب عباس، أمس، مقالاً قال فيه: «غداً سيتم رفع العلم الفلسطيني للمرة الأولى في مقر الأمم المتحدة في نيويورك وفي مكاتب الأمم المتحدة الأخرى في جميع أنحاء العالم . لقد كان الشعور بالفخر غامراً لدى الشعب الفلسطيني يوم صوّت العالم لمصلحة هذه المبادرة التاريخية. وأنا على يقين أنه في اليوم الذي يرتفع فيه علمنا بين أعلام مجتمع الأمم سيكون أيضاً يوم فخر واعتزاز». وأضاف: «في يوم 30 سبتمبر/ أيلول سنرفع علمنا في لفتة سلمية ستذكر الجميع بأن تحقيق العدالة والاستقلال أمر ممكن في نهاية المطاف، ومن أجل أن نحقق هذه الغاية نحن بحاجة إلى دعم أصدقائنا في جميع أنحاء العالم وإلى قيادة الأمم المتحدة في هذا الصدد».

مهلاً، كيف يوصّف الفلسطينيون مشهد اليوم؟ يشير الصحافي الفلسطيني نجيب شراونة (الخليل ـ الضفة الغربية)، في حديثه إلى «الأخبار»، إلى أن «رفع العلم يعدُّ إنجازاً فلسطينياً على الصعد كافة، وأن الثلاثين من أيلول يوم تاريخي بامتياز رفرف فيه العلم الفلسطيني إلى جانب أعلام دول العالم في خطوة إلى التحرر الوطني من ويلات الاحتلال». أما الناشطة السياسية دعاء حوش (كفرمندا ـ أراضي الـ48) فقد اعتبرت أن «رفع العلم الفلسطينيّ على مبنى الأمم المتحدّة قضيّة شكلية نسبةً للنضال الفلسطينيّ التاريخيّ الذي اتسم لفترات عديدة بالمقاومة والكفاح الحقيقيين أمام محتل مباشر.

بيد أن رمزية الحدث تضفي حضوراً قوياً لهذه القضيّة العنيدة أمام العالم كله، بل وتغيظ هذا المحتل المتغطرس وتحرجه. لكن الأهم من ذلك هو أن يهتم من يقود هذا النوع من النضالات بأن لا يفصله عن المعنى الحقيقي وراءه، أي أن لا يكتفي به وحده فيفقد أهميته.

يذكر أن «العالم» اليوم يترقّب خطاب الرئيس عباس الذي سينقل مباشرة من نيويورك، بعد استقرار عقرب الوقت عند السابعة مساء.

( الأخبار)