القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

عمال غزة يعيشون على "المجدرة"

عمال غزة يعيشون على "المجدرة"


الأربعاء، 01 نيسان، 2015

لم يجد المواطن الستيني إسماعيل الغفاري إلا ما تقدمه له المؤسسات الخيرية من "عدس ورز" لإعداد طبخة "المجدرة" الأكلة الشعبية الفلسطينية، في ظل اشتداد أزمته المالية بتعطّله عن العمل منذ ما يزيد عن 8 سنوات.

وتعدّ "المجدرة" أكلة فلسطينية شعبية قديمة، تتكون من العدس والأزر، ويهتم الفلسطينيون بإعدادها خاصة في ظل الأزمة المالية التي يعاني منها الكثير من المواطنين.

يقول الغفاري لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام": "أنا عملت في "إسرائيل"، وكنت أستطيع في وقته أن أوفر ما لذّ وطاب لأبنائي، أما الآن فلا أستطيع أن أوفر الخضروات والفواكه للبيت، ولا أستطيع حتى توفير اللحمة والدجاج".

ويطالب المواطن الغزاوي، بتوفير فرص عمل له ولأمثاله من العمال الذين يزداد عددهم يوماً بعد يوم، لافتاً إلى أنه يمكنه أن يعمل في أي مهنة.

إعلاء الصوت

أما الأربعيني أبو محمد الذي رسم الزمان والفقر خطوط الألم والمعاناة على وجهه الأسمر، لا يطالب إلا بفرصة عمل يستطيع من خلالها توفير لقمة عيشٍ لأطفاله.

وبدا أبو محمد متثاقلاً بخطاه وهو يسير في مسيرة العمال الذين أعلوا صوتهم الاحتجاجي في اعتصام نظموه أمام مجلس الوزراء صباح اليوم الثلاثاء (31-3)؛ رفضاً لتهميشهم من حكومة الوفاق الوطني.

ويساند المواطن الغزيّ، سابقه برأيه أنه لا يستطيع أن يوفر لأطفاله إلا مكونات المجدرة من عدس ورز.

ورفع العمال المشاركون لافتات كان من بينها "حصار.. دمار.. إلى متى ستبقى معاناة العمال"، "كفى تجاهلا لمطالب العمال"، متسائلين "عن دور وزارة العمل من واقع العمال"، مطالبين في لافتات أخرى بإعادة برنامجي التشغيل المؤقت والتدريب المهني.

تحذير من الانفجار

بدوره؛ حذر سامي العمصي، رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، من انفجار وشيك للعمال قد يطال الجميع، وقال: "لن يستثني أحداً".

وناشد العصمي الحكومة الفلسطينية وجامعة الدول العربية والأمم المتحدة والضمائر الحية بالضغط على الاحتلال لرفع الحصار وإدخال مواد البناء إلى القطاع وتسريع عملية الإعمار.

وطالب العمصي الحكومة الفلسطينية بوضع شريحة العمال في القطاع على سلم أولويات عملها، داعيا وزير العمل لتحمل مسؤولياته تجاه شريحة العمال وتنفيذ برامج تشغيلية واسعة للتخفيف من نسبة البطالة.

وأكد العمصي أن أوضاع العمال تستدعي تدخلا وطنيا وتخصيص برامج تكافلية من الجميع خاصة بهذه الشريحة، متممًا "إن أفضل الحلول هو القيام برعاية مشاريع تشغيلية صغيرة؛ فمنها سيزيد العمال مصادر دخلهم".

200 ألف متعطل

وأوضح أن أعداد العمال المتعطلين عن العمل وصل لنحو 200 ألف عامل في كافة المجالات والمهن، مشيرًا إلى تسريح آلاف العمال بعد تدمير الاحتلال لنحو 500 منشأة صناعية، وتوقف عمل قطاع الإنشاءات وتعطل نحو 70 ألف عامل.

وقال العمصي: جاءت "الزيارة الأولى لرئيس وزراء الحكومة والثانية لقطاع غزة ولكنه لم يقدم شيئا للعمال"، متسائلاً: "ألا تعد قضية العمال من الملفات والأزمات التي تحتاج إلى حل عاجل؟!!".

وبين أن العمال يحتاجون إلى برامج ومشاريع تشغيلية وكفالة العائلات الفقيرة ومد يد العون إليهم، مؤكدا أن تضييق وتشديد الحصار وتعطيل عملية الإعمار ومنع مواد البناء من الدخول لقطاع غزة يزيد انضمام العمال إلى جيش البطالة، وصعوبة الحصول على فرص عمل.

المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام