عودة الوعي التركي للمأساة الفلسطينية
الإعلام التركي يدخل مرحلة تصحيح المفاهيم في الشأن الفلسطيني
الجمعة، 25 أيار، 2012
سلط الاعتداء الذي نفذته قوات كومنادوز صهيونية على المتضامنين الدوليين لرفع الحصار المفروض على قطاع غزة على متن سفينة "مرمرة" وتداعياته، الأضواء على حجم المعاناة التي يعيشها الفلسطينيون تحت وطأة الاحتلال الصهيوني، وأعطى شرارة البدء في حملات توعوية في كل ما يتعلق بالشأن الفلسطيني الغائب عن الضمير العام.
ونشطت منظمات حقوقية ومؤسسات مجتمع مدني وأحزاب سياسية إضافة لجهات حكومية تركية في الكشف عن حقيقة المعاناة والظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني جراء احتلال أرضه وتشريد أهله وتدنيس مقدساته مرورًا بحملات اقتلاع الشجر والحجر وتزييف الوعي والتاريخ.
وقالت مصادر تركية لـ "المركز الفلسطيني للإعلام" إن القضية الفلسطينية كانت مغيبة عن الوجدان التركي العام بسبب محاولات التغريب التي مورست عليه خلال الثمانين عاما الماضية، إلا أن أخبار القدس وغزة والمواجهات مع جنود الاحتلال اصبحت تتصدر نشرات الاخبار في السنوات العشر الاخيرة.
وقال الباحث مصطفى غوفانتش، الخبير في شؤون الشرق الأوسط، أن وسائل الإعلام التركية كانت تعتمد في اخبارها عن القضية الفلسطينية على نشرات وتقارير تبثها وسائل إعلام غربية غير محايدة، كانت تخفي جانبًا كبيرًا من الحقيقة لصالح المشروع الصهيوني.
وأردف غوفانتش أن المرحلة الحالية تشهد نهضة إعلامية نوعية، بدأت بإطلاق القناة التركية الناطقة بالعربية، واعتماد مراسلين أتراك في كل من فلسطين وبقية الدول العربية لتصبح مصادرها الاخبارية ذاتية وتتناول الوقائع من أرض الحدث مباشرة.
وبين مصطفى أمره، الناشط في مجال الدعوة الاسلامية، أن المعلومات التي لدى أبناء الشعب التركي عن فلسطين مشوهة وناقصة وتحتاج إلى مجهودات كبيرة لإعادة الوعي بأن قضية فلسطين هي قضية وجود وليست قضية حدود، وأن الصراع عليها هو صراع عقائدي بالدرجة الأولى.
ونبه أمره إلى أن المسؤولية لا تقع على كاهل الاتراك وحدهم، وإنما الواجب بقتضي على الجانب الفلسطيني الاستفادة من مرحلة الانفتاح التاريخية التي تشهدها تركيا لنشر الوعي وكشف الحقائق للشعب المسلم في تركيا الذي يتعطش شوقا لأن يرى فلسطين المحررة كي يستأنف مزاولة شعائره التعبدية خاصة في مواسم الحج والتي كان يعتبر زيارة الاقصى جزء لا يتجزأ من مناسكه.
إلى ذلك كشفت المصادر لـ "المركز الفلسطيني للإعلام" أن الوصول إلى غزة عبر ميناء رفح البري سهل كثيراعلى المؤسسات التركية لكي تقوم بزيارات ميدانية للاطلاع على الواقع والمعاناة الشديدة التي يواجهها الفلسطينيون في ظل احتلال تعسفي وحصار ظالم وجدار فصل عنصري ضمن ثلاثية اغتصاب لم يشهد لها التاريخ مثيلا.
من جهته؛ أوضح مصطفى طه مقدم البرامج في فضائية "قنال7" الواسعة الانتشار أنهم يسعون إلى تغيير كثير من المصطلحات والمفاهيم السائدة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، من بينها رفض مصطلح الأراضي المتنازع عليها واستبداله بـ "الأراضي المحتلة"، واستخدام لفظ "أسير" بدلا من "سجين" في إشارة أن الأسرى الفلسطينيين لدى الجانب الصهيوني هم أسرى حرب لدى العدو وليسوا سجناء ضمن دولتهم، إضافة إلى ذكر "فلسطين" بدلا من مصطلح "غرب الشريعة" الشهير في تركيا أي"الضفة الغربية"، وغيرها من المفاهيم المغلوطة والتي كان يبثها الاعلام المتصهين في البلاد.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام