القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الثلاثاء 24 حزيران 2025

غارات جوية على مخيم اليرموك ونزوح مكثف للفلسطينيين

غارات جوية على مخيم اليرموك ونزوح مكثف للفلسطينيين
 

الأربعاء، 19 كانون الأول، 2012

صعّد نظام دمشق غاراته الجوية ضد مخيم اليرموك الذي يبعد ثلاثة كيلومترات فقط عن وسط العاصمة، بعد سقوطه بيد الجيش الحر اثر انقلاب عدد من المقاتلين ضد أحمد جبريل وشبيحته الذين انضموا إلى قوات الأسد التي تحاصر المخيم الفلسطيني الذي يشهد حالة نزوح كثيفة.

وفي جبهة حماة سجل الجيش الحر تقدماً في عدد من المناطق بعد انسحاب قوات النظام من مراكز وحواجز في الريف الشمالي للمدينة بعد اشتباكات عنيفة مع مجموعات مقاتلة معارضة بدأت قبل اكثر من 48 ساعة.

وفي دلالة على الوضع الاقتصادي السيّئ الذي تشهده البلاد، أقر مجلس الشعب السوري أمس موازنة ازمة تضمنت زيادة في النفقات الجارية وتدهوراً كبيراً في الايرادات وعجزاً مضاعفاً مع بلوغ الدولار الأميركي 94 ليرة سورية في السوق الموازية.

دولياً لفت أمس إعلان روسيا أنها أرسلت سفناً حربية إلى شرق البحر المتوسط تحسباً لاحتمال إجلاء رعاياها المحاصرين في الحرب الأهلية في سوريا، في ما يظهر قلق حليفة الأسد الرئيسية من تقدم قوات المعارضة التي باتت الآن تهدد العاصمة.

ميدانياً، نفذ الطيران الحربي السوري غارات جوية عدة على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بعد ظهر أمس، بعد ساعات من سيطرة مقاتلين فلسطينيين وسوريين معارضين للنظام على اجزاء كبيرة من المخيم الواقع في جنوب دمشق.

وترافق ذلك مع تواصل حركة نزوح كثيفة من المخيم الى احياء اخرى في دمشق وخارجها وإلى لبنان.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان عصر أمس، ان "القوات النظامية نفذت عدة غارات جوية على مخيم اليرموك بمدينة دمشق (جنوب) رافقها تصاعد لسحب الدخان من المنطقة".

وذكرت لجان التنسيق المحلية والهيئة العامة للثورة السورية ان قصفا مدفعيا وبالهاون استهدف ايضا المخيم.

واشار المرصد الى تزامن القصف الجوي مع تعرض احياء دمشق الجنوبية المجاورة للقصف من القوات النظامية واشتباكات عنيفة بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية في حي التضامن.

وكان مسلحو المعارضة السورية مدعومين من فلسطينيين من فصائل مناهضة للنظام السوري احرزوا في وقت سابق تقدما واضحا على الارض داخل مخيم اليرموك، حسبما ذكر المرصد وسكان من المخيم.

وقال احد السكان لوكالة "فرانس برس" ان "مئات من عناصر الجيش السوري الحر منتشرون" داخل المخيم.

وكتبت صحيفة "الوطن" القريبة من السلطة من جهتها ان "الجيش يتهيأ لعملية عسكرية بمخيم اليرموك" وان عددا كبيرا من الجنود تجمعوا الاثنين استعدادا لعملية عسكرية.

وتحدثت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) في بيان عن "موجات كبيرة من النزوح" من مخيم اليرموك منذ ايام "في وقت يقوم سكان المخيم، بمن في ذلك موظفون لدى الأونروا وعائلاتهم، بالتدافع بحثا عن الامان".

وذكرت الأونروا انها تقوم "حاليا بايواء ما يزيد عن 2600 شخص نازح داخل منشآتها وفي مدارسها التابعة لمنطقة دمشق، ولا يزال الرقم آخذاً في الازدياد بتسارع". واضافت ان لاجئين فلسطينيين آخرين "يفرون بعيدا خارج دمشق"، وان "بعضهم وجد طريقه إلى لبنان. وتفيد التقارير الأولية بأن عددهم أكثر من الفين".

وشهد معبر المصنع الحدودي على الحدود اللبنانية أمس عبورا كثيفا لفلسطينيين نازحين من مخيم اليرموك هربا من العنف. وارتفع عدد الفلسطينيين النازحين من سوريا الى لبنان خلال 21 شهرا من النزاع الى 12 الفا، بحسب الاونروا. وهم يعيشون في اوضاع مزرية.

ويبلغ عدد سكان مخيم اليرموك 150 الفا غالبيتهم العظمى من الفلسطينيين، لكن بينهم سوريون ايضا. وتقدر الاونروا ان خمسين في المئة من سكان المخيم خرجوا منه بسبب الاحداث.

وتعرض المخيم الاحد للمرة الاولى لقصف جوي الاحد، ما تسبب بمقتل ثمانية اشخاص.

وبحسب المرصد السوري، فان مسلحي المعارضة يحاولون السيطرة على المخيم وطرد المقاتلين الفلسطينيين المؤيدين لنظام الاسد منه.

في هذا الوقت، تتواصل الاشتباكات بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية في ريف دمشق، لا سيما في داريا التي دخلتها القوات النظامية وتحاول السيطرة عليها كلها للقضاء على معقل مهم للمجموعات المعارضة تنطلق منه في هجماتها في اتجاه دمشق، كما تعرضت مناطق عدة للقصف المدفعي من القوات النظامية والقصف بالطيران.

واحصى المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل 98 شخصا في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا الثلاثاء هم 23 مدنيا و41 مقاتلا معارضا و34 جنديا نظاميا، ويقول المرصد انه يعتمد للحصول على معلوماته على شبكة من المراسلين والناشطين في كل انحاء سوريا وعلى مصادر طبية.

في محافظة حماة (وسط)، انسحبت القوات النظامية السورية من عدد من المراكز والحواجز في ريف حماة الشمالي أمس، وذلك بعد اشتباكات عنيفة مع مجموعات مقاتلة معارضة بدأت قبل اكثر من 48 ساعة، بحسب المرصد.

وكان المرصد افاد الاثنين عن انسحاب القوات النظامية من ثلاثة حواجز في المنطقة نفسها.

وعلى صعيد آخر، قال ريتشارد اينجل مراسل شبكة "إن.بي.سي." أمس ان أفراد فريق اخباري للشبكة في سوريا أطلق سراحهم خلال معركة بالرصاص عند نقطة تفتيش لجماعة إسلامية معارضة بعد خمسة ايام من خطفهم في كمين على أيدي 15 مسلحا.

واختفى اينجل (39 عاما) مع عضوي طاقم الانتاج غازي بلكيز وجون كويسترا بعد عبروا الحدود من تركيا الى شمال غربي سوريا يوم الخميس. وقال اينجل ان خاطفيهم من أعضاء ميليشيا موالية للاسد.

وانتهت محنتهم مساء عندما مر خاطفوهم الذين كانوا ينقلونهم باستمرار مقيدي الأيدي ومعصوبي الأعين من منزل آمن لآخر بنقطة تفتيش لجماعة إسلامية معارضة لم يكونوا يتوقعونها. وقال اينجل للشبكة ان اثنين من الخاطفين قتلا في المعركة التي أعقبت ذلك وان الثلاثة أمضوا الليل مع المعارضين الاسلاميين.

وقال اينجل وهو اميركي متحدثا الى "إن.بي.سي." من أنطاكية في تركيا ان الثلاثة خطفوا عندما كانوا يتحركون بسيارة مع معارضين للاسد في منطقة تسيطر عليها المعارضة.

وأضاف ان مجموعة من 15 مسلحا ملثما "قفزوا من بين الاشجار والأحراش على جانب الطريق" وأمسكوا بالثلاثة ووضعوهم في شاحنة مقفلة. وتابع ان المسلحين "أعدموا" أحد المعارضين المرافقين لفريق الشبكة الاخبارية.

وقال ان الخاطفين كانوا يخططون لمبادلته هو وفريقه بأربعة ضباط ايرانيين واثنين من الشبيحة يحتجزهم مقاتلو المعارضة السورية.

اقتصادياً، اقر مجلس الشعب (البرلمان) السوري أمس موازنة ازمة تضمنت زيادة في النفقات الجارية وتدهورا كبيرا في الايرادات وعجزا مضاعفا، كما ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا).

وفي قانون مالية 2013، ستزداد النفقات بنسبة 4,3 بالمئة، لكنها ستتدنى وفق الارقام الحقيقية بنسبة 36 بالمئة بسبب التضخم وتدني سعر صرف العملة السورية مقابل الدولار.

وباتت الموازنة بحاجة لموافقة الرئيس السوري الذي يواجه منذ اذار 2011 حركة احتجاج شعبية تحولت الى نزاع مسلح اوقع اكثر من 43 الف قتيل.

وستبلغ النفقات 1383 مليار ليرة سورية مقابل 1326 مليارا في 2012. وبالدولار، ستصل نفقات الموازنة الى 23,05 مليار دولار مع معدل صرف مرجعي من 60 ليرة سورية للدولار الواحد مقابل 24,29 مليار دولار في 2012 وانما مع معدل صرف من 54,59 ليرة سورية للدولار الواحد.

وفي الواقع، يجري التداول اليوم بسعر صرف الدولار بما يوازي 74 ليرة سورية و94 ليرة سورية في السوق الموازية.

وستشهد الايرادات تدهورا تفوق نسبته 35 بالمئة من 991 مليار ليرة سورية الى 638 مليارا. ويعود هذا التدهور الى تراجع جباية الضرائب لان اجزاء واسعة من الاراضي السورية لم تعد تحت سيطرة السلطات، والى تدهور الصادرات والرسوم الجمركية.

دولياً لفت أمس إعلان روسيا أنها أرسلت سفناً حربية إلى شرق البحر المتوسط تحسباً لاحتمال إجلاء رعاياها المحاصرين في الحرب الأهلية في سوريا.

وتبين مغادرة السفن القلق المتزايد في موسكو وهي الحليف الأقوى للرئيس السوري، من تقدم مقاتلي المعارضة تجاه العاصمة السورية، وتشير إلى أن روسيا تمضي قدماً بسرعة في الاستعداد لعملية إجلاء رعاياها التي أعلنها ديبلوماسي الأسبوع الماضي.

وقال مصدر بحري لوكالة "انترفاكس" الروسية للأنباء إن مجموعة من خمس سفن من بينها سفينتا إنزال مسلحتان وسفينة صهريج غادرت ميناء في بحر البلطيق أول من أمس وقد تبقى في البحر المتوسط لفترة غير محددة.

وأضافت الوكالة عن المصدر إن "السفن تتجه إلى الساحل السوري للمساعدة في أي عملية إجلاء للمواطنين الروس.. جرت استعدادات نشرها بشكل عاجل وبالغ السرية"، وأضاف المصدر أن أي شخص سيتم إجلاؤه من سوريا سينقل إلى موانئ على البحر الأسود.

ورفضت وزارة الدفاع التعليق لكنها أحالت الصحافيين إلى بيان نشر على موقعها الإلكتروني قال إن ثلاث سفن غادرت في طريقها للمنطقة من ميناء سفرومورسك على بحر بارينتس وإنها "ستقوم بمهام لحماية الملاحة المدنية".

ولم يتضح على الفور ما إذا كانت هذه جزءاً من مجموعة السفن التي يشير إليها المتحدث البحري، أم أنها مجموعة أخرى أرسلت لتوفير الحماية لأي عملية تشمل سوريا.

ونقلت "انترفاكس" عن الكولونيل جنرال فلاديمير شامانوف قائد قوات الدفاع الروسية المحمولة جوا قوله وهو يعرض مساعدة قواته في أي اجلاء "أعلن بمسؤولية كاملة أننا جاهزون".

وأضافت الوكالة قوله "قوات الدفاع المحمولة جوا لديها خبرة في هذا النوع من العمليات وعلى سبيل المثال إجلاء موظفي السفارة في كابول (أثناء التدخل السوفيتي في أفغانستان).. نستطيع تنفيذ ذلك إذا تلقينا الأمر من وزير الدفاع أو الرئيس".

وفي انقرة، حث وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ايران على استخدام نفوذها "وتوجيه رسالة واضحة" الى النظام السوري لوقف العنف ضد شعبه. وقال اوغلو للصحافيين "بدلا من انتقاد نظام (صواريخ باتريوت)، على ايران ان تقول كفى للنظام السوري المستمر في قمع شعبه واستفزاز تركيا من خلال الانتهاكات الحدودية".

وأعلنت لجنة حماية الصحافيين التي تتخذ من نيويورك مقرا الثلاثاء ان العام 2012 كان من اكثر السنوات دموية بالنسبة الى الصحافيين، فقد قتل منهم 67 خلال قيامهم بعملهم بينهم 28 في سوريا.

المصدر: (ا ف ب، رويترز، ا ش ا)