غالاوي لـ«السفير»: قافلة جديدة إلى غزة زمام المبادرة بأيدي الأسرى الفلسطينيين
الأربعاء، 09 أيار، 2012
وصف النائب البريطاني جورج غالاوي اضطرار الأسرى الفلسطينيين للجوء إلى الإضراب عن الطعام من أجلالمطالبة بحقوقهم، بأنه «فضيحة فكرية»، مستنكرا واقع أن يُجبَر هؤلاء الأسرى علىخوض إجراء جذري ومأساوي كهذا لتسليط الضوء على الجرائم التي يرتكبها الاحتلالالإسرائيلي بحقهم، ومؤكدا أن هذا الموضوع بالكاد يذكر في الإعلامالغربي.
غالاوي، الذي يزور لبنان حاليا لتكريمه من قبل «المنتدى القومي العربي» وتهنئته بالمقعد النيابي الذي فاز به في البرلمان البريطاني، قال في حديثلـ«السفير» أثناء حفل الاستقبال في «دار الندوة» في بيروت أمس الأول، إن نضاله منأجل فلسطين بدأ قبل أن يكون نائبا بوقت طويل. ومع العلم أنه لن يستطيع كنائب الآنالتأثير على البرلمان البريطاني لاتخاذ أية خطوات ضغط في سبيل القضية الفلسطينية،باعتبار أن غالبية هذا البرلمان من مناصري إسرائيل والداعمين لها، إلا أنه سيتمكنمن استخدام المنبر البرلماني لرفع العلم الفلسطيني وإثارة القضية الفلسطينية بقوةوزخم أكبر من داخل البرلمان، مما كان يقوم به خارجه.
وكشف النائب البريطاني عنقافلة برّية جديدة تحت «فيفا باليستينا - 6»، ستتوجه قريبا إلى قطاع غزة في محاولةلكسر حصار الاحتلال الإسرائيلي المفروض عليه، موضحا أن القافلة غادرت مدينةبرادفورد البريطانية، وهي موجودة الآن في جنوب تركيا، وستدخل في الأيام القليلةالمقبلة الأراضي السورية، لتتوجه بعدها إلى الأراضي الأردنية ومن ثم إلى مصر للوصولعبرها إلى غزة.
ودعا غالاوي كل الأطراف السورية إلى «احترام العلم الفلسطينيأثناء مرور القافلة في سوريا، إذ أنه العلم الوحيد الذي سيُرفع»، معربا عن يقينهبأن الأردن سيرحب بالقافلة الجديدة كما فعل مع كل سابقاتها. ودعا المجلس العسكري فيمصر إلى تسهيل طريق مرور القافلة إلى غزة، قائلا إن «هذه قافلة (حق العودة) وعلىالعرب جميعا أن يحترموا هذا الحق».
وأوضح غالاوي أن القافلة تضم شاحنات وسياراتإسعاف وحافلات محملة بمساعدات إنسانية جُمعت من بلدان مختلفة في جميع أنحاء العالم،مشيرا إلى أن هناك «ناشطين بريطانيين وماليزيين على متن القافلة، ونأمل من الجميعاحترام تضحياتهم».
واستغرب النائب البريطاني الانتقادات العديدة التي وُجهت إلىالقافلة، واعتبرت أن الهدف منها هو الوصول إلى سوريا فحسب. وقال «لا أفهم فحوى هذهالانتقادات، نحن نسافر من خلال كل البلدان في الطريق إلى فلسطين، وهذا لا يعني أنللقافلة هدفاً آخر غير كسر الحصار الإسرائيلي على غزة، وموقفنا واضح جدا في هذاالموضوع».
وعن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني عموما والأسرىخصوصا، أكد غالاوي أن كل مناصري القضية الفلسطينية ومؤيديها يسلطون الضوء حاليا علىمعركة «الأمعاء الخاوية» التي يخوضها الأسرى، مطالبا بالإفراج الفوري عن النائبينمروان البرغوثي وأحمد سعدات، وجميع الأسرى السياسيين نساء ورجالا، الذين لا يزالون يد الاعتقال الإسرائيلي في ظروف غير إنسانية. واعتبر أن زمام المبادرة حاليا هو فيأيدي الأسرى الفلسطينيين دون غيرهم، مشيرا إلى أن إسرائيل لن تقوم بأي خطوة لحل الموضوع.
الى ذلك، زار غالاوي، أمس، على التوالي، كلا من رئيس مجلس النواب نبيهبري، والرئيس اميل لحود والرئيس سليم الحص. ووصف غالاوي بري بأنه صديق قديم، مشيراالى أنه أطلعه «على القافلة المهمة التي أرسلها من بريطانيا الى غزة قبل أسبوعينعبر الحدود التركية - السورية، وتتضمن سيارات إسعاف ومساعدات إنسانية وترفع علماواحدا هو علم فلسطين، وتمنيت ان يشاركنا من خلال صلاته لتأمين عبورها من خلال سوريابسلام».
وأمل غالاوي بعد لقائه لحود أن «يتخذ الرئيس الفرنسي الجديد فرانسواهولاند خطا أفضل بالنسبة للسياسة تجاه الشرق الاوسط من تلك التي كان يتبعها الرئيس السابق نيكولا ساركوزي».