الفلسطينيون
يحيون الذكرى السادسة والستين للنكبة
غزّة:
بين آلام النكبة.. وآمال المصالحة
محمد
فروانة - السفير
عكست
الفعاليات والمسيرات الحاشدة التي شهدتها محافظات قطاع غزة الخمس إحياء لذكرى
النكبة الفلسطينية الـ66، أمس، حالة الوحدة الوطنية التي غابت عن القطاع منذ سبعة
أعوام على التوالي بفعل الانقسام الفلسطيني.
وفي إطار
فعاليات الذكرى، انطلقت مسيرة جماهيرية حاشدة من شمال مدينة غزة باتجاه معبر بيت
حانون، شاركت فيها القوى الوطنية والإسلامية ونواب في المجلس التشريعي الفلسطيني،
وحمل خلالها المشاركون مفاتيح العودة ولافتات تطالب بحقهم في العودة إلى أراضيهم
التي هُجروا منها في العام 1948، فيما أٌقيم معرض للصور عن النكبة في ساحة الجندي
المجهول في وسط مدينة غزة.
وفي كلمة
خلال المسيرة، شدّد النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني في غزة أحمد بحر
على أنّ «المقاومة الفلسطينية هي التي ستعيد الأرض التي سلبها الاحتلال
الإسرائيلي»، مضيفا: «إننا نقترب يوماً بعد يوم من عودة كل اللاجئين إلى ديارهم،
وكل من طرد من أرضه قبل 66 عاماً». وقال بحر: «نحن على موعد مع التحرير ومع
شهدائنا الذين قدمهم شعبنا الفلسطيني ومع تحرير الأسرى... في ظل المصالحة
والوحدة».
من جهته،
اعتبر عضو اللجنة القيادية العليا لحركة فتح في قطاع غزة يحيى رباح أنّ فعاليات
إحياء ذكرى النكبة في الضفة الغربية وفي قطاع غزة وفي القدس «أظهرت صورة وحدوية
لمختلف الفصائل الفلسطينية، وجسدت معاني كبيرة لحالة النهوض الوطني والإجماع
الفلسطيني خصوصاً بعد اتفاق المصالحة»، الموقع في غزة في 23 نيسان الماضي.
وفي حديث
إلى «السفير»، قال رباح إنّ «شعبنا يدرك أنه الآن في حالة صعود واشتباك إلى حد
الذروة مع الاحتلال الإسرائيلي، وفي أجواء المصالحة الآن يصبح أقوى وأقدر على
مواجهة كل التحديات التي تقف في وجه القضية الفلسطينية». وأضاف انّ «المصالحة
توحدنا في مواجهة الاحتلال وخلف كل قضايانا المصيرية ومنها حق العودة وتقرير
المصير، وهي الأساس والقاعدة، والانقسام كان شاذاً عن القاعدة».
وفي
السياق ذاته، نظم العديد من المؤسسات المحلية والرسمية في محافظتي رفح وخان يونس
مجموعة من الأنشطة والفعاليات التي تنوعت أشكالها، حيث نصبت اللجنة الشعبية
للاجئين في حركة حماس خيمة تحاكي قرية فلسطينية قديمة في ميدان النجمة وسط مدينة
رفح، فيما نُصبت خيمة أخرى أمام قلعة برقوق وسط مدينة خان يونس، وفي عدد من
محافظات القطاع.
وفي ساحة
الجندي المجهول وسط مدينة غزة، نظمت مجموعة شبابية فلسطينية، أطلقت على نفسها اسم
«احنا القضية»، معرضاً تراثياً للأشغال اليدوية الفلسطينية التي تحاكي التراث
الفلسطيني تزامناً مع هذه الذكرى. وقال منسق المجموعة منتصر أبو شنب لـ«السفير»:
«علينا أن نجسد هذه الذكرى برغم ألمها ومرارتها، بصمودنا وأعمالنا الفلسطينية التي
نفخر بها، وتجسد تراثنا».
وإلى
جانب هذا المعرض، نظمت الهيئة التنسيقية لإحياء ذكرى النكبة التابعة لـ«دائرة شؤون
اللاجئين في حركة حماس» معرضاً للصور أسمته «شاهد النكبة»، أظهر صوراً عن الحياة
قبل النكبة وعن معاناة الفلسطينيين بعدها، فيما عرض على لافتات كبيرة أسماء مخيمات
اللاجئين في غزة وفي الضفة الغربية المحتلة وفي الأردن وفي لبنان وفي سوريا، إضافة
إلى خرائط توضح مواقعها وخطط تقسيم فلسطين.
في غضون
ذلك، أغلق محتجون عددا من مقرات «وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين
ـ الأونروا» في مدينة رفح، رفضاً لـ«سياسة التقليصات التي اتبعتها في المدة
الأخيرة». ورفع المحتجون لافتات تندد بـ«سياسة التقليصات»، وكُتب عليها: «لا
لسياسة التقليصات» و«لا لسياسة قطع المساعدات»، وهتفوا بشعارات منددة بسياسة
«الأونروا» تجاه اللاجئين الفلسطينيين.