القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

غزّة: صانعو أثاث الخيزران يخشون اندثار مهنتهم

غزّة: صانعو أثاث الخيزران يخشون اندثار مهنتهم


الجمعة، 27 آذار، 2015

لا يأبه الفلسطيني طارق خلف لعلامات الإرهاق التي بدت على وجهه إثر انشغاله ساعات طويلة في تشكيل أعواد الخيزران، لصناعة مقعد "جديد ومبتكر" يناسب أذواق المشترين المختلفة.

بحذر شديد يقلب الفلسطيني أعواد الخيزران على لهب شديد الاشتعال، ليتمكّن من ثنيها بسهولة لصناعة أشكال جميلة من الأثاث، بهدف المحافظة على إرث تركه أجداده: "الخيزران مهنة توارثناها عن أجدادنا منذ مئات السنين واليوم انحسرت بشكل كبير ولم يعد أحد يهتم بها"، يقول في حديث لوكالة الأناضول.

ويضيف: "أصحاب مصانع الخيزران في قطاع غزّة يخشون من اندثار هذه المهنة التي توارثناها عن آبائنا، وإلى الأبد، بسبب عدم إقبال الناس على شراء منتجاتها بعد ظهور أصناف جديدة أسعارها أقلّ وتتناسب مع الدخل المحدود للفلسطينيين".

فقد كانت تلك المهنة مزدهرة، لكنّها شهدت تراجعاً كبيراً في السنوات الماضية، لاعتماد المواطنين على الأثاث المصنوع من البلاستيك رخيص الثمن.

"هذه المهنة ليست سهلة، ومن أهمّ الحرف اليدوية التراثية الفلسطينية التي تعبّر عن الماضي الفلسطيني العريق، وتحتاج إلى مجهود كبير وسنوات طويلة من الخبرة لإتقانها"، يقول طارق خلف بالتزامن مع انبعاث موسيقى خافتة في المكان.

هو المنهمك في العمل، فيما عمّاله يجتهدون في تنميق أشكال جديدة وتدويرها كي تناسب أذواق الجميع، يقضي معظم وقته في قصّ أعواد الخيزران وتشكيلها لصناعة ما يعبّر عن ماضيه، وللحفاظ على حرفة الأجداد والآباء.

عمره 20 عاماً في هذه المهنة، التي بها يعيل عائلته. ولا ينسى التذكير بأنّ الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المواطنون في قطاع غزّة تجعل من الصعب عليهم اقتناء الأثاث المصنوع من الخيزران لارتفاع ثمنه.

فوفقاً لتقرير صادر عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في فبراير/شباط الماضي، ارتفع معدّل البطالة في غزّة خلال الربع الأخير من العام 2014، ليبلغ 42.8 % (عدد السكان يقترب من 2 مليون نسمة).

ويختم طارق بأنّ "الحصار الإسرائيلي وإغلاق المعابر بشكل مستمرّ أدّى إلى ارتفاع تكلفة صناعة الخيزران، بسبب نقص المواد الخام التي يتم استيرادها من إسرائيل".

لمشاهدة الفيديويرجى الضغط على الرابط التالي:

مشاهدة


المصدر: العربي الجديد