القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

غزة إلى فورميولا ون: طلبة خان يونس الإبداع تحت الحصار

غزة إلى فورميولا ون: طلبة خان يونس الإبداع تحت الحصار

الجمعة، 17 حزيران، 2011

قامت مجموعة من الطلبة من مركز تدريب خان يونس التابع للأونروا ببناء سيارة على نمط سيارات الفورميولا ون وذلك باستخدام قطع غيار معاد تصنيعها. وقرر الطلبة البدء بالمشروع كجزء من مسابقة طلبة الفورميولا ذائعة الصيت.

واليوم، وبعد أسابيع من أعمال القولبة والصقل والدهان، قام الطلبة ومعلمهم بالقيام بتجربة أدائية للسيارة. وفي غضون أسابيع قليلة، فإنهم يأملون بالسفر إلى حلبة سباق سيلفرستون في المملكة المتحدة للمشاركة في المسابقة.

وبوصفها أكبر حدث أوروبي لرياضة السيارات للطلبة، فإن مسابقة فورميولا للطلبة تتحدى الطلاب من كافة أنحاء العالم لتصميم وبناء سيارة سباق ذات مقعد من العدم والدخول في سباق بتلك السيارة. وتعمل هذه المسابقة التي ستقام هذا العام في حلبة سيلفرستون خلال الفترة من 14 وحتى 17 تموز بمثابة راعية للمواهب وحدث توظيف للشركات مثل شركات جاغوار ولاند روفر ومرسيدس بنز وشيل.بدعم مالي من مؤسسة مجموعة الاتصالات للتنمية وبنك فلسطين وبنك القدس، يقول المشرف على المشروع الدكتور غسان أبو عرف بأن فريق خان يونس قد دأب على العمل على مدار الساعة للإعداد للمسابقة."لم يحظى أعضاء الفريق بالراحة، فنحن ليس لدينا وقت كثير"، يقول أبو عرف مضيفا "علينا أن نلتزم بالموعد النهائي، وينبغي علينا التواجد في المملكة المتحدة في الوقت المناسب لإجراء المنافسة".الفريق لا يزال بحاجة الى المساعدة والدعم المالي لشحن سيارتهم والسفر إلى المملكة المتحدة.من جهة أخرى، أعرب قائد الفريق أسامة العثماني الذي يبلغ التاسعة عشرة من العمر بقوله "إنني في أشد اللهفة لتلك اللحظة التي ننهي فيها عملنا".الإبداع تحت الحصارفي الأسبوع الذي دخل الحصار فيه عامه الخامس، أعطت تجربة قيادة السيارة التي قام بها الفريق صورة داخلية عن التحديات التي تواجه الشباب والمبدعين في القطاع.وبسبب الحصار الإسرائيلي على غزة، فإنه كان ينبغي العمل على تصنيع معظم قطع السيارة داخل المشغل المتواضع للمركز. أما بالنسبة للمحرك، فقد كان على الفريق أن يقوم بشراء دراجة نارية مستعملة واستخدام محركها. وتحتوي السيارة الآن على محرك صمم خصيصا لدراجة نارية من نوع هوندا CBR600F4i موديل عام 2002.ويقول الدكتور أبو عرف بأن السيارة تفتقر السيارة إلى بعض قطع الغيار الصغيرة التي تم طلبها من إيطاليا وذلك بسبب الحصار.وخلافا للفرص الوظيفية الدولية التي تقدمها مسابقة الفورميولا للطلاب، فإن الآفاق الاقتصادية للمهندسين الشباب دون مغادرة غزة تبدو قاتمة. وقد تعرض القطاع الهندسي في القطاع ولا يزال يتعرض لعمليات إنهاك بسبب الحصار.ويقول كولين براون مدير الهندسة بمؤسسة المهندسين الميكانيكيين "لا شك أن الأمر يبعث على الإلهام بأن ترى فريقا يعمل بجد رغم كل الصعاب مثل هذا الفريق. إن مسابقة فورميولا للطلاب تعد تحديا كبيرا بحد ذاتها، إلا أن العمل مع قطع غيار معاد تصنيعها بشكل كامل تقريبا في واحدة من أكثر المناطق حرمانا في العالم يعد أمرا لافتا للأنظار بكل المقاييس.إن أولئك الطلبة هم رمز لأرواح وإبداعيات أولئك الذين يشاركون في مسابقة فورميولا الطلاب".كما أن أسامة يشعر بالفخر كثيرا بفريقه، وهو يفخر بكونه لاجئ فلسطيني يعيش في غزة."إننا نتحدى كافة الضغوطات هنا ونتحدى الحصار"، يقول أسامة مضيفا "ونحن نريد أن نثبت للعالم بأننا وعلى الرغم من أننا نعيش في العدم فإنه لا يزال بمقدورنا أن نخلق شيئا من ذلك العدم!"

ويختم أسامة كلامه بالقول "آخر شيء سنقوم بفعله هو إلصاق ملصق على السيارة مكتوب عليه (صنع في غزة)".

المصدر: موقع الاونروا