غزة: الآلاف يتوافدون للشواطئ قبل بدء موسم الاصطياف
هرباً من الاكتظاظ وانقطاع الكهرباء

السبت، 28 آذار، 2015
عكس توافد أعداد كبيرة وهائلة من المواطنين إلى
شاطئ البحر خلال الأيام الأخيرة الحالة المعنوية والنفسية السيئة التي تسيطر على سكان
القطاع.
ورغم عدم دخول فصل الصيف واستئناف موسم السياحة
البحرية الداخلية إلا أن الشاطئ أصبح يكتظ بالمستجمّين والهاربين من جحيم الحياة في
المناطق السكنية.
وعلى عكس السنوات السابقة والتي كان فصل السياحة
والاستجمام البحري يبدأ مطلع شهر أيار أصبح المواطنون يتوافدون بأعداد هائلة على شاطئ
البحر رغم خلو الشاطئ من الاستراحات البحرية الجاهزة.
وينتظر أن يقدم أصحاب الاستراحات البحرية على
ترميمها وإعادة تأهيلها خلال الشهر القادم لاستقبال المواطنين، كما لم يعد رجال الإنقاذ
البحري لمزاولة أعمالهم على أبراج المراقبة المهجورة إلا من الأطفال الذين يتسلقونها
ويلعبون بداخلها.
وبرر المواطن أسامة أبو ناموس اصطحابه عائلته
لشاطئ البحر مساء أول من أمس، إلى شاطئ البحر لرغبته في التنفيس والتخفيف النفسي عن
عائلته، وتحديداً أبناءه في ظل الحالة السيئة التي يتعرضون لها بسبب انقطاع التيار
الكهربائي والازدحام الشديد والذي يرافقه ضوضاء وشجارات بين المواطنين.
وقال أبو ناموس إنه لم يعد يطيق الحياة في منطقته
السكنية شمال غزة لعدم وجود المرافق الترفيهية ولزيادة حدة التوتر والازدحام.
وتابع: فضلت القدوم إلى شاطئ البحر رغم البرودة
النسبية للأجواء ولكنها تبقى أفضل من الجلوس في المنزل بدون كهرباء.
وتعتبر الفتاة رائدة والتي جاءت إليه برفقة عائلتها
أن شاطئ البحر أفضل مكان يمكن أن تتوجه إليها في ظل انعدام المرافق الأخرى.
وقالت رغم البرد ورغم انعدام مؤهلات الحياة على
الشاطئ إلا أنني اشعر بالارتياح لإنه ينسيني قسوة الحياة داخل المنزل وفي محيطه.
واستعرضت التحديات الكبيرة التي تواجهها وفي مقدمتها
الانقطاع شبه التام للتيار الكهربائي الذي يمنعها حتى من الدراسة.
ولم يمنع حلول الظلام العوائل من البقاء لساعات
المساء العميقة في صورة تعكس حالة القهر التي تعتريهم.
وعزا المواطن هاني البطش الذي اتخذ من بقايا إحدى
الاستراحات مكاناً لتجنب قوة الريح بقاءه حتى ما بعد ساعات الغروب إلى رغبته في التخلص
من الآثار النفسية السلبية التي توقعها ظروف العيش في مناطق مكتظة على أبنائه.
وقال إنه سيستغل أيام الإجازات وما بعد الدوام
المدرسي من أجل اصطحاب عائلته إلى شاطئ البحر بعد أن أبدى أطفاله متعتهم وهم يتقاذفون
الرمال فيما بينهم.
وانتقد غياب السياحة البرية كوجود المتنزهات في
جباليا وغيرها من المناطق المجاورة واقتصارها على مناطق بعيدة جداً في جنوب القطاع.
وقال البطش إن قدرته المالية لا تسمح له باصطحاب
أبنائه إلى المناطق والمدن السياحية البرية غرب مدن خان يونس ورفح.
ولم يجد الخيالة مكاناً أفضل من شاطئ البحر ليمارسوا
هوايتهم رغم تذمر المواطنين والمخاطر التي تواجههم.
وقال الشاب سامي العطار إنه جاء إلى شاطئ البحر
ليخوض سباقاً مع عدد من نظرائه الخيالة لعدم وجود مكان آخر.
وأضاف إنه تفاجأ بالعدد الهائل من المواطنين على
الشاطئ في هذا الوقت من العام.
ويتوقع أن تشهد الأيام القادمة مع حلول فصل الصيف
توافد مئات آلاف المواطنين إلى شاطئ البحر في ظل غياب اهتمام البلديات بإقامة المتنزهات
العامة لضيق المساحة الجغرافيا.
ولم يعد شاطئ البحر الذي يمتد على مسافة تبلغ
45 كيلو متراً يتسع لسكان القطاع الذين لم يبرحوه طيلة فصل الصيف.
المصدر: الأيام