غزة: تدمير الأنفاق يرهق حماس مالياً
«السفير»،
رويترز
تجاهد
حركة حماس لدفع الرواتب في قطاع غزة، حيث انخفضت عائدات الضرائب بشدة منذ بدأت مصر
تدمير شبكة الأنفاق التي تستخدم في تهريب الطعام والوقود والأسلحة الى القطاع.
وتعني الأزمة أن آلاف الموظفين الحكوميين في غزة قد لا يتقاضون رواتبهم كاملة قبل
حلول عيد الأضحى الأسبوع المقبل.
وتحصل
حركة حماس، التي تنفي الاتهامات المصرية حول دعمها للمتشددين في سيناء، على ضرائب
من حركة السلع عبر الأنفاق. وفي الشهر الماضي، لم تدفع حكومة حماس سوى 77 في المئة
من 25 مليون دولار هي قيمة رواتب الموظفين الحكوميين في غزة، وعددهم 50 الفاً.
وقالت أمس إنها ستصرف مبلغ الف شيكل (280 دولارا) تحت مسمى «سلفة العيد» للموظفين،
فيما لم تصدر تصريحات عما اذا كانت رواتب شهر ايلول ستصرف بالكامل هذا الشهر.
وقال
محمد خليل (47 عاما)، وهو موظف حكومي، «اليوم اللي مفروض يكون يوم فرح وسعادة
بينقلب لكابوس ومصيبة لأنه ليس عندنا ما نوفر به السعادة».
وليس
واضحاً حجم الأموال التي كانت تجنيها حماس من نشاط الأنفاق. ويقول اقتصاديون في
غزة إن دخلها كان يغطي 70 في المئة من الميزانية الشهرية للحكومة، فيما أشار
مسؤولون في الحركة الى أن النسبة تصل إلى 40 في المئة.
وكان
يصل إلى قطاع غزة يومياً عبر الأنفاق مليون ليتر من البنزين، وكانت حماس تحصل على
1,60 شيكل على الليتر الواحد. وكان الأسمنت يدخل بمعدل ثلاثة آلاف طن يومياً،
وتحصل حماس على 20 شيكلاً للطن الواحد، وفقاً لما ذكره مسؤولون عن الأنفاق
واقتصاديون محليون.
وبحسب
وزير الاقتصاد في حكومة حماس علاء الرفاتي فإن الجيش المصري دمر ما يصل الى 90 في
المئة من الأنفاق، وتلك التي لا تزال مفتوحة لا تعمل بطاقتها الكاملة. وقدر خسائر
الاقتصاد في غزة منذ شهر حزيران الماضي بنحو 460 مليون دولار، مشيراً إلى أن
الميزانية السنوية تتجاوز 700 مليون دولار يخصص منها 260 مليون دولار لنفقات
التشغيل.
وأدى
تدمير الأنفاق على مدى الأشهر الثلاثة الماضية الى ارتفاع شديد للأسعار وانخفاض
إنتاج المصانع، التي تعتمد على المواد الخام التي تأتي من مصر. وقال الخبير
الاقتصادي في غزة ماهر الطباع إن ما حدث بالنسبة لحماس ترجمته أنه لن تكون هناك
ضرائب على السلع المهربة، وقد يعني قريباً أنه لن تكون هناك ضرائب على السلع
المحلية الصنع.
وتضررت
حماس أيضاً من تقلص حجم علاقاتها مع ايران، التي كانت تمدها بالسلاح والأموال،
يقدر ديبلوماسيون قيمتها بنحو 250 مليون دولار سنوياً.
وتواجه
حماس أيضاً مشكلة إضافية وهي كيفية الحصول على التبرعات الخارجية. ولطالما كانت
التحويلات المصرفية صعبة لأن مصرفاً محلياً واحداً يتعاون معها. ويقول بعض
الديبلوماسين والمحللين إن معظم المساعدات المالية من دول مثل ايران كانت تصل في
حقائب محشوة بالنقود عبر الأنفاق.
وعلى
صعيد العلاقات الخارجية، التقى رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل أمس رئيس
الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة، حيث تم استعراض تطورات القضية
الفلسطينية والأوضاع في المنطقة، وما تتعرض له القدس والمسجد الأقصى من انتهاكات،
وما يعانيه قطاع غزة من ظروف صعبة بسبب الحصار.