القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

غزة: تواضع المساعدات تفسد فرحة الفقراء بقدوم شهر رمضان

غزة: تواضع المساعدات تفسد فرحة الفقراء بقدوم شهر رمضان


الجمعة، 19 حزيران، 2015

نغص شح المساعدات المقدمة للفقراء من فرحتهم وفرحة أبنائهم بحلول شهر رمضان.

وفي الوقت الذي جاهر فيه بعض الميسورين وأبنائهم بالاحتفال بشهر رمضان اكتفى أبناء الفقراء بمراقبتهم وسط حسرة والم؛ لعدم قدرتهم على مجاراتهم كما هو الحال مع الطفل ساهر عدوس والذي اكتفى بالجري وراء عدد من الأطفال يحملون فوانيس ويجوبون بعض الشوارع الفرعية الضيقة في مدينة جباليا.

وفشل في إقناع أحد الأطفال أن يعطيه فانوسه لبعض الوقت مما حداه بالعودة إلى منزله باكياً بحرقة.

ويقول والده: إن ظروفه لا تسمح له بشراء فانوس بثمن عشرة شواكل، مضيفا إن الأولوية هي لتوفير الطعام.

ولام عدوس بشدة الحكومة والمسؤولين في القطاع سواء الحكوميين أو المؤسسات لعدم قيامها بتوزيع المساعدات على الفقراء من أمثاله.

وقال عدوس وهو عاطل عن العمل إنه لم يحصل على أية مساعدة لشهر رمضان على خلاف السنوات السابقة.

أما الطفل حاتم خضر فبرر عدم فرحته بقدوم شهر رمضان لعدم امتلاكه النقود اللازمة لشراء المفرقعات وإطلاقها في الشوارع. ووقف خضر بجانب بسطة متحركة لبيع المفرقعات والفوانيس يساعد صاحبها على أمل أن يمنحه بعض من المفرقعات مجاناً يلهو بها.

وقال خضر: هذه أفضل وسيلة تمكنني من الحصول على المفرقعات والتي أطلقت على نطاق محدود في الحي. وتساءل خضر عن برامج الدعم النفسي الذي تقدمها المؤسسات والتي تشمل منح الأطفال الألعاب والفوانيس.

وقال: توقعت هذا العام أن انضم إلى أحد المخيمات الصيفية وأحصل على فانوس على الأقل وبعض الألعاب.

أما الكبار فتملكهم غضباً شديداً أيضاً لعدم قدرتهم هم الآخرون على التسوق وشراء الحاجات الأساسية لشهر رمضان.

وقال المواطن سامي أبو غبن: إن عائلته استقبلت رمضان بشكل عادي وبدون فرحة كبيرة لعدم تسوقها وشرائها الحاجات الأساسية على الأقل.

ويعتمد أبو غبن في أواخر الأربعينيات من عمره على المعونات التي تقدمها المؤسسات بالإضافة إلى مخصصات الضمان الاجتماعي التي تصرفها وزارة الشؤون الاجتماعية مرة كل ثلاثة أشهر.

وأضاف أبو غبن: إن فرحة أبنائه بشهر رمضان متوقفة على ما ستقدمه المؤسسات من معونات وإفطارات وزكاوات وغيرها من المساعدات النقدية أو العينية.

ويشاركه الرأي جاره المتعطل عن العمل بسام حسونة والذي اشتكى هو الآخر من عدم شراء المواد الأساسية لرمضان ولكنه استاء أكثر لعدم قدرته على إدخال الفرحة في قلوب أبنائه الصغار الذي بكوا كثيراً لعدم شرائهم الفوانيس والمفرقعات. وتعترف الجمعيات والمؤسسات العاملة في القطاع من ضعف الموارد المالية وتراجع المشاريع الإغاثية بشكل كبير.

ويقول محمد جودة رئيس إحدى المؤسسات الإغاثية: إن شهر رمضان لم يعد أولوية بالنسبة للكثير من المؤسسات الداعمة وخصوصاً الخليجية والتي دأبت خلال الأعوام التي سبقت الربيع العربي بالتسابق على تقديم المعونات والمساعدات لفقراء القطاع.

وأضاف: إنه حتى اللحظة لم تتمكن جمعيته من الحصول على مساعدات أو مشاريع إغاثية قد تصرفها للفقراء الذي أكد أحقيتهم بنقد هذه المؤسسات.

وقال جودة لـ»الأيام»: إن الجمعيات لم تعد قادرة على دفع نفقاتها وأجرة مقارها ودفع الحد الأدنى من رواتب العاملين فيها لشح الموارد المادية.

ولا يتوقع جودة أن يطرأ تحسن كبير على عمل المؤسسات في المجال الإغاثي تحديداً في ظل اهتمام العرب والخليجيين بشكل رئيسي على دعم اللاجئين السوريين.

المصدر: الأيام