غزة: حالة من الغضب الشديد تنتاب المواطنين بسبب
تفاقم أزمة الكهرباء
قدس برس: بينما كان ينتظر الغزيون زيادة عدد
ساعات وصل التيار الكهربائي لهم في ظل استعداد الطلاب لتقديم الامتحانات النصفية،
والبرد الشديد الذي يجتاح القطاع فوجئوا بالإعلان عن توقف عمل محطة توليد الكهرباء
وتقليص عدد ساعات وصل الكهرباء لهم.
حالة من الضجر والغضب الشديد انتابت سكان القطاع
المحاصرين لا سيما وأنهم يشعرون بتعرضهم لظلم كبير من قبل حكومة الوفاق التي لم
تقدم لهم شيئا في ظل تشديد الحصار عليهم بعد الحرب التي تعرضوا لها قبل خمسة أشهر
امتدت لقرابة الشهرين.
وقال نائب رئيس سلطة الطاقة بغزة فتحي الشيخ
خليل، في تصريح مكتوب له: "إن محطة توليد الكهرباء في قطاع غزة عادت صباح الأحد
(28|12) للعمل وفق جدول 6 ساعات وصل مقابل 12 قطع".
وأضاف: "إن نفاد الوقود من محطة التوليد أدى
لعودة لجدول الست ساعات، وسيتم العمل به إلى حين وصول المنحة القطرية التي لم تصل
بعد".
وأكد أن سلطة الطاقة في رام الله أبلغوهم رسميًا
بعدم قدرتهم على تزويد القطاع بالوقود، لعدم وجود قرار من وزير المالية بذلك.
ودعا الشيخ خليل إلى ضرورة حل مشكلة الكهرباء في
غزة، متوقعاً أن تستمر هذه المشكلة حتى تصل المنحة القطرية للقطاع.
كهرباء
6 ساعات ويعيش قطاع غزة أزمة كهرباء كبيرة بحيث يصل التيار 8 ساعات لكل بين وقطع
نفس المدة الا انه في ظل هذا النظام الجديد (وصل 6 ساعات وقطع 12 ساعة) فان الوضع
سيزداد سوءا على كافة مناحي الحياة.
وتضاربت الأنباء حول دخول وقود محطة توليد
الكهرباء إلى غزة، حيث أعلن نظمي مهنا مدير المعابر في السلطة انه سيتم امس الأحد
ضخ الوقود إلى غزة إلا أن ذلك لم يتم ولم تدخل أي شاحنة محملة بوقود محطة التوليد.
يذكر أن دولة قطر تعهدت بدفع ثمن وقود محطة
التوليد لمدة ثلاثة أشهر، حث تقول السلطة أن أموال المنحة القطرية للمحطة لم تصل.
جدير بالذكر أن الاتحاد الأوروبي كان يدفع ثمن
وقود محطة الكهرباء منذ عام 2009 بشكل مباشر للشركة الإسرائيلية التي تزود القطاع
بالوقود إلا أن السلطة عرضت على الاتحاد بدفعه مباشرة في خزينتها منذ عام 2011،
حيث ترفض السلطة منذ ذلك الحين شراء الوقود لصالح غزة بدعوى وجود عجز في
ميزانيتها.
وفي احد المحال التجارية في شارع الثلاثيني في
مدينة غزة احتد النقاش بين عدد من المواطنين حول سبب الأزمة فالأول قال أن دولة
قطر توقفت عند دفع أي أموال لغزة بعد المصالحة مع مصر، فرد عليه الآخر إن المشكلة
ليست في قطر، المشكلة فيمن يتسلم هذه الأموال ويرفض تحويلها لغزة في إشارة منه إلى
السلطة الفلسطينية.
امتحانات وصقيع وقالت منى موسى وهي ربة بيت لـ "قدس برس":
"أنها تحتار ماذا تفعل خلال الست ساعات التي تصلهم الكهرباء فهي هل تغسل أو
تخبز أم تقوم بشحن الأضواء".
أضافت: "هذه معاناة إضافية علينا ونحن نعيش
أجواء امتحانات الأولاد كيف يمكن أن يذهبوا لهذه الامتحانات في ظل انقطاع التيار
12 ساعة متواصلة".
وتابعت: "إن حدوث هذه الأزمة في ظل أزمة غاز
الطهي تفاقم معاناتنا وتزيد من المشاكل التي نعاني منها".
وطالبت موسى بحل جذري لمشكلة الكهرباء في قطاع
غزة، مضيفة: "بكفي معاناة الناس لم تعد تحتمل كل هذه الضغوط".
دروع
بشرية ومن جهته أكد الكاتب المحلل السياسي هشام ساق الله بأنه يتم استغلال الشعب
في قطاع غزه كله كدروع بشريه من خلال أزمة الكهرباء وذلك من اجل تمرير موقف هنا وهناك.
وقال صاحب مدونة "مشاغبات سياسية" لـ
"قدس برس": "نحن جميعا أصبحنا أدوات فقط لكي يمرر طرف مواقف على
حساب طرف آخر كما كنا دوما ليس لنا حول ولا قوة" .
وأضاف: "بانتظار أن يتخذ مجلس الوزراء
العتيد موقف أو قرار يحنن قلب وزير المالية الذي جمد دخول الوقود بسبب عدم توريد
الأموال التي تجبى اثمان للكهرباء في قطاع غزه وتحول إلى جهات أخرى ليس لوزارة
المالية في رام الله علاقه فيها وهذا ما يحدث منذ سنوات الانقسام ونحن كمواطنين
ندفع ثمن الكهرباء وليس لنا علاقه بهذه المناكفات".
وفق قوله.
وأشار ساق الله إلى انه اعتذر لمتابعيه على
مدونته الخاصة "مشاغبات سياسية" كونه لا يمكنه أن يظل متواصلا معهم
نظرًا لان الكهرباء لا تصله سوى 6 ساعات مثل بقية المواطنين.