القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

غزة: ذوو إعاقة يطالبون بتوظيفهم وفق النسبة القانونية لإبعادهم عن شبح الفقر

غزة: ذوو إعاقة يطالبون بتوظيفهم وفق النسبة القانونية لإبعادهم عن شبح الفقر


السبت، 28 شباط، 2015

«إلى متى سنظل بدون عمل ونستجدي المؤسسات إعالة أسرنا رغم أن قانون المعاق ضمن تشغيلنا وتلبية جميع حقوقنا».

تساؤل طرحه ثلاثة من ذوي الإعاقة يعانون من حالة الفقر المدقع نتيجة عدم الحصول على فرصة عمل ويمرون بظروف معيشية قاسية، وجميعهم يعيلون أسرا متعددة الأفراد.

قال ياسر جنيد (45 عاماً) الذي يعاني من إعاقة حركية، أنه يعيل أسرة مكونة من ثمانية أفراد ويقطن في شقة في بلدة جباليا، كانت تعرضت للدمار خلال العدوان الإسرائيلي في العام 2008، ولا يجد أية فرصة عمل تساعده في إعالة أفراد أسرته.

أضاف لـ»الأيام» أنه يتلقى مخصصا ماليا من وزارة الشؤون الاجتماعية لا يزيد على 800 شيكل كل ثلاثة شهور، موضحاً أن المبلغ لا يكفي لتوفير المقومات الأساسية للعيش الكريم لأطفاله.

وأوضح أنه دائم التوجه للمؤسسات الحكومية والأهلية للحصول على فرصة للعمل المكتبي تلائم إعاقته الحركية، خصوصاً وأنه حاصل على دبلوم تجارة، لكن بالكاد يحصل على فرصة مؤقتة لا تزيد على شهور قليلة.

أما المعاق معين اليازجي (42 عاماً) من مخيم جباليا، فيعاني من إعاقة حركية ويعيل أسرة مكونة من 10 أفراد ويقطن في منزل لا تزيد مساحته على 100متر مربع.

وقال لـ»الأيام» أصبت بالشلل منذ الصغر، وكبرت دون أن استطيع استكمال تعليمي، وأعاني من البطالة منذ أن تم تدمير مصنع كنت أعمل به في تجميع الأجهزة الكهربائية شرق غزة قبل تدميره من قبل الاحتلال.

أضاف، منذ أن عطلت عن العمل ساءت ظروفي وظروف أسرتي فجميع أبنائي أقل من 18 عاماً ويتعلمون في المدارس، ويحتاجون لمصروفات يومية، وأنا لا أستطيع تلبية احتياجاتهم.

مخصصات مالية غير كافية

ويتلقى اليازجي مساعدة من وزارة الشؤون الاجتماعية كل ثلاثة شهور تبلغ ألف شيكل ولا تكفي لإعالة أسرته.

وقال، أتلقى مساعدات من الأهل والأقارب لكي اعتاش، وكل يوم أستجدي المؤسسات مساعدتي وتقديم يد العون لأطفالي.

استعرض معاناة أطفاله الذين يحتاجون للمستلزمات الأساسية من المواد التموينية، ولا يجدونها ويطلبون منه أصنافا من الفواكه ولا يجدونها إلا معروضة في السوق وينظرون إليها بحسرة.

أوضح اليازجي أنه يحتاج لأي فرصة عمل تمكنه من إيجاد ما يقتات به وأسرته التي تعاني من الفقر المدقع، مشيراً إلى أنه يقضى أوقاته في فراغ قاتل وبات يواجه معاناة نفسية كلما وقف عاجز أمام احتياجات أطفاله.

من جانبه، استذكر المعاق نزار عبد الدايم (36عاماً) أيام عمله في مجال الخياطة رغم إعاقته الحركية، مشيراً إلى أنه تحول إلى عاطل عن العمل وأصبح يستجدي هذه المؤسسة أو تلك من أجل الحصول على مساعدة تعين أسرته المكونة من عشرة أفراد.

قال «عبد الدايم» الذي يعاني من شلل في كلتا ساقيه في حديث لـ»الأيام» أنه يسكن في منزل صغير شيده له أحد أشقائه كمساعدة له، في عزبة بيت حانون، ويعيل أطفاله الذين يبلغ أصغرهم نحو ثلاثة أعوام فقط، موضحاً أنه يتلقى فقط ألف شيكل من وزارة الشؤون الاجتماعية كمساعدة كل ثلاثة شهور.

أعرب عن حاجته لإيجاد فرصة عمل تتلاءم مع طبيعة إعاقته الحركية وتساعده لتوفير احتياجات أطفاله، مشيراً إلى أن إعاقته سببت له أوجاعا وآلاما جسدية أخرى لا يقوى بسببها على العمل العضلي.

تفعيل قانون المعاق

عن حاجة ذوي الإعاقة للعمل، قال مصطفى عابد الناشط في مجال دعم ذوي الإعاقة: إن غياب تطبيق قانون المعاق وعدم تفعيله منذ إقراره، أدى إلى عدم إيجاد فرص لتشغيل أعداد كبيرة من ذوي الإعاقة وأيضاً إلى تغييب حقوقهم، منتقداً النظرة السلبية التي ينظرها المسؤولون وصناع القرار نحو حق هؤلاء في التشغيل رغم ما كفله القانون بتشغيلهم على نحو 5% من بين الموظفين.

ورأى عابد في حديث لـ»الأيام» أن غياب إستراتيجية عمل لدى المؤسسات الدولية المانحة بضرورة أن تضمن المشاريع المخصصة لذوي الإعاقة فرص تشغيلهم وبشكل واسع، ساهم أيضا في زيادة أعداد العاطلين منهم، والذين يحتاجون لفرص العمل لضمان العيش الكريم لهم، مشيراً إلى المشاريع المنفذة اقتصرت على تقديم خدمات مؤقتة صحيح أنها ضرورية لكنها لا تفي باحتياجات ذوي الإعاقة.

وطالب بضرورة أن تنقل المؤسسات الداعمة والعاملة في مجال الإعاقة واقع هؤلاء من ذوي الاحتياجات الخاصة، لدى المؤسسات والحكومات المانحة مالياً، بهدف إضافة بنود التشغيل بشقيها الدائمة والمؤقتة لعدد كبير منهم.

المصدر: الأيام