القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

غزة: سبع سنوات مرت على حرب الشتاء

غزة: سبع سنوات مرت على حرب الشتاء


الثلاثاء، 29 كانون الأول، 2015

شاشة نيوز- يستذكر المواطنون في قطاع غزة، عدوان إسرائيل شتاء2008-2009، الذي أوقع الآلاف بين شهيد وجريح من أهالي القطاع المحاصر، أمام مرأى ومسمع العالم كله.

المواطن محمد أبو رضوان (47عاماً) من حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، يستذكر هذا اليوم المشؤوم في تاريخه، ويقول لـ"شاشة نيوز":"فقدت ولديّ رضوان(10أعوام)وعبد الله(8أعوام) في هذا اليوم، يوم حزين عليّ".

بصوت هافت حاول رضوان أن يرجع إلى الوراء "سبع سنوات مرت وكأنها ثوان لم تغيب للحظة صورة أولادي عني صباح مساء أنا افتقدهما والمرض ينخر فيّ".

وقال "أولادي استشهدوا وهم طالعين من الدار في طريقهم على بيت عمهم ليحتموا من نيران الاحتلال وصواريخ طائراته وقذائف دباباته، تم قصفهم بصاروخ من طائرة استطلاع وهم في شارع ضيق قرب بيتنا في حي الزيتون، ومن شدة القصف طارت جثتيهما على ضلوع الصبر في الشارع".

وأضاف أبو رضوان:"حتى الآن المجرم (الاحتلال) يتحرك دون عقاب، المجتمع الدولي ومنظومته مجتمع ظالم، يساند المجرم ويعاقب الضحية الشعب الفلسطيني، لكن مهما مرت سنوات سنظل وراء المجرم حتى ينال عقابه ونراه أمام مشانق العدالة على جريمته بحق الأطفال والنساء والرضع من أبناء شعبنا".

ويتذكر المواطن محمد السموني (30عاماً) المجازر التي ارتكبها الاحتلال في منطقة سكناه بحي الزيتون ولم ينس مئات الشهداء الذين قضوا خلال هذه الحرب الشرسة.

ويقول لـ"شاشة نيوز":"أكثر من ثلاثين شهيد من العائلة قضوا في هذه الحرب وعشرات الإصابات وبعضها لا زال يعاني من إعاقات دائمة، هذه السنين التي انقضت كأنها ساعات، آثار العدوان لا زالت موجودة، والدور مهدمة والمسجد شاهد على همجية إسرائيل، وعدوانها على الناس الأبرياء في قلب دورهم وهم نائمين".

وبمرارة يتذكر محمد ويقول "أنا لا زالت أعاني من إصابتي في فخذي إلى يومنا هذا، وتسببت لي شظية من قذيفة دبابة بإعاقة، لا أستطيع المشي كويس (بشكل طبيعي)، أنا كل يوم بمر بأتألم".

وشنت إسرائيل ظهيرة يوم الـ27كانون الأول/ديسمبر2008، وعلى حين غرة, عدواناً شرساً على غزة، بمشاركة 60طائرة حربية في لحظة واحدة، شكلت مشاهد أليمة ما زالت صورها الحية شاهدة على بشاعة الاحتلال وإجرامه بحق الشعب الفلسطيني، استمر 22يوماً متواصلة أتى على الأخضر واليابس.

وأوقعت الحرب أكثر من 1500شهيداً غالبيتهم من الأطفال والنساء وكبار السن، فيما أصيب 5500 مواطناً يعاني الكثير منهم إعاقات دائمة حتى الآن.

المتحدث باسم داخلية غزة، إياد البزم قال في الذكرى السابعة للعدوان الإسرائيلي عام2008 :"في هذا اليوم نستذكر العدوان الغاشم الذي شنه الاحتلال الإسرائيلي على غزة قبل سبع سنوات على مدار 21يوماً".

وأضاف "بدأ العدوان بضرب جميع مقرات وزارة الداخلية ومراكزها الأمنية في لحظةٍ واحدة استشهد فيها قرابة 300 من قادة وأبناء الأجهزة الأمنية والشرطية تناثرت أشلاءهم في الشوارع والساحات، في مشهدٍ لن ينساه التاريخ".

وتعهد البزم أن "تبقى الداخلية على ذات الطريق في حماية الجبهة الداخلية وحماية ظهر المقاومة"؛ مشدداً على "أنها اليوم أكثر قدرة وقوة مع شعبنا ومقاومته على إفشال أي عدوان".

واستمرت طائرات الاحتلال الحربية في الأيام الثمانية الأولى من العدوان، بقصف مكثف وغير مسبوق على مختلف مناطق القطاع، بينما كانت أجنحة المقاومة العسكرية فلسطينية ترد حسب إمكانياتها بقصف المستوطنات الإسرائيلية المتاخمة لغزة رغم التحليق المكثف للطيران بكافة أشكاله.

واستهدفت طائرات الاحتلال مئات المنازل لمواطنين مدنيين، والكثير من المساجد التي تدمرت إما بشكل كامل أو جزئي، وجامعات ومدارس والعديد من المؤسسات التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين"الأونروا"، عدا عن استهدف المستشفيات والمقار الصحية والمقابر.

وكان في الـ3كانون ثاني/يناير عام2009 بعد 8أيام من بدء الحرب، بدأت قوات الاحتلال اجتياحها البري لغزة، حيث اشتركت مئات الدبابات مع الطيران في إغراق القطاع بالصواريخ والقذائف، وسط مقاومة عنيفة كانت تدور على جبهات مختلفة في القطاع.

ولم تتورع آلة الحرب الإسرائيلية عن ارتكاب كل ما هو محرم دولياً في سبيل تحقيق أهدافها، فبعد أن فشلت جميع محاولاتها بتحقيق أهدافها من خلال الأسلحة التقليدية كالطيران والدبابات، لجأت إلى استخدام أسلحة غير تقليدية ضد المدنيين كان أبرزها الفسفور الأبيض، واليورانيوم المخفف، الذي ظهر على أجساد بعض الشهداء، وفق تقارير صادرة عن خبراء ومؤسسات أوروبية.

ويشير مواطنون من غزة، إلى أن العدوان الإسرائيلي، وما رافقه من عدوانين لا حقين "أنهكت المواطن الغزي، وجعلت حياته بؤس لا يطاق، مع حصار لا زال مفروضاً للعام التاسع على التوالي على أهالي القطاع (2مليون نسمة)".

سبع سنوات مرت من العدوان وإرادة المواطن الغزي، لا تزال صلبة وتتحدى جبروت الاحتلال الغاصب، فيما العالم والمجتمع الدولي يصم آذانه ويغلق عينه عن الجلاد ويحاسب الضحية المستضعفة.