القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الخميس 23 كانون الثاني 2025

غزة على أعتاب "رصاص مصبوب 2"

غزة على أعتاب "رصاص مصبوب 2"


غزة-محمد بلّور-الرسالة نت

مركز الزلزال المرتقب بالنسبة لـ"إسرائيل" هو "طهران" والموجات الارتدادية تبدو جليّة في غزة وجنوب لبنان.

لن يصبوا رصاصهم هذه المرة في وعاء واحد "غزة" فمشكلتهم الكبيرة المنقسمون حولها هي "إيران" بما تمثل لهم من صداع مستمر.

لا جديد في غزة سوى مزيد من الغارات وعمليات القصف بالنيران الثقيلة لأهداف متكررة ومجموعات مقاومة قرب الحدود.

وكان رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو قد هدد مساء الأحد غزة برد حازم بعد إصابة 13 "إسرائيلياً" بصاروخ "غراد" فيما ارتفع عدد الشهداء في غارات الاحتلال خلال الأيام الماضية لستة وبعض المصابين.

عدوهم الأكبر في طهران وصيدهم الأسهل في غزة, هكذا دائماً هي المعادلة بيد أن جيش الاحتلال يحافظ بين حين وآخر على مستوى من النيران في غزة.

عريقات: الاحتلال يحاول استدراج غزة حتى تصعّد ثم يضربونها

الحسابات من خلف الدعوة لحرب جديدة على غزة أو "رصاص مصبوب2" تأتي من منطلقات ومصالح شخصية بحتة لكافة القادة "الإسرائيليين" والمتحدثون عن الخطر الإيراني وغزة المزعجة لهم من بعد.

بعد فترة وجيزة سيكون قادة الاحتلال على أعتب انتخابات جديدة لذا عليهم الحديث عن شيء ما يعتبر مهماً ويشكل خطراً وتهديداً للدولة والشعب.

احتلال غزة

سحب "باراك" قبل أيام ورقة معدة بأكثر من نسخة من جوارير قديمة مهدداً بإعادة احتلال غزة.

وقال إن جيشه يمتلك القدرة اليوم على إعادة احتلال غزة والسيطرة عليها إذا ما اتخذ القرار السياسي بهذا الخصوص.

ويرى المحلل العسكري واصف عريقات أن "إسرائيل" غير قادرة على ضرب إيران وأن "باراك" كوزير للدفاع يحاول طمأنة "الإسرائيليين" أن بوسعهم الرد عسكرياً.

وأضاف :"هم بحاجة لرد عسكري لذا يحاولون استدراج غزة حتى تصعّد ثم يضربونها".

وأشار أن "باراك" يدرك تماماً أن أي عمل عسكري له ثمن سياسي وعسكري وأن طريقتها في تصدير أزمتها الداخلية لن تفلح بإشعال حرب جديدة.

أما الباحث في الشئون "الإسرائيلية" محمد مصلح فقال إن قادة الاحتلال يقيمون فشل عملية "الرصاص المصبوب1" ويحملون فشلها لـ"باراك" .

مصلح: باراك يهدد غزة لاستعراض القوة أمام اشكنازي وغلاند

وحديثاً كشف النقاب عن توجه القائد السابق للمنطقة الجنوبية في الجيش "الإسرائيلي" يواف غلاند، الذي قال خلال مؤتمر مركز "فيتشر" بهرتسيليا انه اقترح احتلال رفح.

وأوضح أن باراك رفض الاقتراح بذريعة عدم رغبة "إسرائيل" في السيطرة على 150 ألف فلسطيني والاهتمام بحاجاتهم الغذائية والإنسانية.

عن ذلك يضيف مصلح: "عاد الحديث عن احتلال محور فيلادلفيا لأنه أقل عبئاً وسهولة وتهديدات باراك باحتلال غزة مردها استعراض للقوة أمام انتقادات اشكنازي وغلاند" .

وأكد أن هناك خلافات بين قادة الاحتلال في تقدير الملف الإيراني ما دفع البعض لتحذير نتنياهو من غدر باراك وتسلقه المسألة.

ويستبعد المحلل السياسي د.عبد الستار قاسم جنوح باراك لتنفيذ تهديده بإعادة احتلال غزة فقد جرّب الحرب من قبل ولم ينجح –كما قال.

وأضاف :"هذا مجرد كلام وأي حرب جديدة على القطاع لن تترك فيها غزة وحدها واجتياح غزة بحاجة لوقت وسيتخلله خسائر في المدنيين وإسرائيل لا تملك امتصاص الهجمة الإعلامية".

الانتخابات "الإسرائيلية"

رؤوس المربع "الإسرائيلي" الممثلة في "نتنياهو-ليبرمان-باراك-موفاز" لن يكفوا عن الحديث على الأقل حتى أفول الدعاية الانتخابية القادمة.

ويرى المحلل مصلح أن الساحة السياسية "الإسرائيلية" تتسم بخلافات كبيرة والتصريحات الآن لها علاقة بانتخابات قادمة.

وأضاف :"القيادة الإسرائيلية الآن لها حسابات شخصية ولا أرى أنها كالسابق تختلف لصالح دولة ومصلحة إسرائيل فقد كان سابقاً الأمر أكثر وطنية" .

منذ سنوات ولّى زمان الكبار في كيان الاحتلال ووجد الأقل سناً أنفسهم أمام حالة جديدة قد تتساوى فيها حصة الأحزاب والتحالفات السياسية دون حسم واضح لتفوق أحدهم على الآخر.

نتنياهو وليبرمان من اليمين وهما مختلفان أكثر عن باراك وموفاز والصراع الآن من يكسب أكثر في صندوق الانتخابات.

وتابع: "الآن هناك نقاش علني عن حرب إيران وضرب غزة وهذا لا يتم من وعي أمني وسياسي فهناك محاولة توظيف للرأي العام".

وكان نتنياهو قد أرجأ اجتماع المجلس الأمني "الكابينيت" متحدثاً عن تسريب معلومات مهمة خارج المجلس المصغر.

وفيما يبدو ليبرمان ونتنياهو متشجعاً لضرب بدأ باراك مؤخرا يميل لرأي موفاز في معارضته ضرب إيران والجنوح لمعالجة الأمر بطريقة أخرى بتعاون وتنسيق أمريكي قبل أي خطوة .

أما المحلل عريقات فربط بين التصعيد الأخير في غزة والحديث عن ضرب إيران مع اقتراب الانتخابات "الإسرائيلية".

وأضاف :"صلب العمليات الأخيرة هي الانتخابات ونتنياهو قال سابقاً سنخضع بعض الوزراء لجهاز كشف الكذب وهذا يدلل على مستوى لا أخلاقي عنده".

قاسم: الخلاف حول ضرب إيران من عدمه لن يحسم مطلقاً

غزة وإيران

لن يكون شتاء عادياً في بلاد فارس فطبول الحرب تقرع من جديد بعد أن بدأ النقر قبل أكثر من عام .

وأمام كل ذلك لا يمكن فصل المشهد في غزة فهي دائماً الحلقة الأضعف ما قد يدفع الاحتلال لمحاولة جرّها لتصعيد كبير.

وقال المحلل قاسم إن الخلاف حول ضرب إيران من عدمه في "إسرائيل" لن يحسم مطلقاً.

وأضاف :"لن تكون كحرب 1967 فلا أحد يعرف ردة الفعل الإيرانية هل ستضرب إسرائيل أم القواعد الأمريكية في الخليج؟! الجيش والمخابرات كل يقيم واجتياح غزة إن وقع لن يكون بمعزل عن تطور لدى حزب الله وحلفائه الذين قالوا لن نترك غزة وحدها".

وتوقع أن يرد الاحتلال على كل صاروخ ينطلق من غزة متسائلاً ما إذا كان لدى فصائل المقاومة القدرة على امتصاص الضربات "الإسرائيلية".

وبين القصف المستمر على غزة والحرب المرتقبة على إيران تبقى غزة الحلقة الأضعف التي تدفع الثمن في كل الجولات.