القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

غزة: معاناة عشرات الآلاف من العالقين بعد إعادة فتح معبر رفح

غزة: معاناة عشرات الآلاف من العالقين بعد إعادة فتح معبر رفح


الأربعاء، 11 آذار، 2015

محمد الجمل: فاقت معاناة عشرات الآلاف من العالقين في الجانب الفلسطيني من معبر العودة الحدودي بمحافظة رفح، كل التوقعات، وسادت حالة من الغضب أواسط المسافرين، ممن تكدسوا بأعداد غير مسبوقة خارج ساحات المعبر، بعيد أن أعيد فتحه ليومين، عقب إغلاق استمر أكثر من شهر ونصف الشهر.

واصطحب العديد من الراغبين في السفر حتى من لم ترد أسماؤهم في سجلات المسافرين حقائبهم، وقرروا الاستماتة أمام بوابات المعبر، من أجل الحصول على ما وصفوه بحقهم الطبيعي في السفر.

المواطن أحمد شكري، كان ممسكاً برزمة من جوازات السفر التي تخصه وزوجته وأبناءه، محاولاً تسليمها عبر إحدى النوافذ، غير أنه لم يستطع، فسارع إلى إخراج هاتفه النقال من جيبه، وحاول إجراء أكثر من مكالمة هاتفية، فلم ينجح في ذلك أيضاً، ثم ذهب وجلس إلى جانب عائلته التي افترشت الأرض، وأخبر زوجته الحزينة، أن الأمر صعب، وقد لا يتمكنون من السفر هذه المرة أيضاً.

وأوضح شكري أن معاناته تتفاقم مع استمرار بقائه في قطاع غزة للشهر الرابع على التوالي، وعجزه عن المغادرة إلى البلد التي يقيم فيها منذ عقود.

وبين أنه كغيره من العالقين، لم يدع باباً إلا وطرقه، وها هو يجلس خارج المعبر على أمل أن تحدث معجزة تمكنه من السفر.

وليس بعيداً عن شكري وعائلته، كانت بوابة المعبر الموصدة، تشهد تجمعاً لعشرات العالقين، لكل منهم قصة وحكاية مع المعاناة والانتظار، جلهم يتوسلون رجال الأمن كي يسمحوا لهم بالعبور.

ولا يزال السفر مقتصراً على المرضى والحالات الإنسانية فقط، بحيث تسمح مصر بسفر المرضى من حملة التحويلات المرضية الصادرة من قبل وزارة الصحة، وكذلك الطلاب الدارسين في الخارج، إضافة إلى الأجانب وحملة الإقامات العربية والأجنبية، ويقدر أعداد هؤلاء في قطاع غزة بنحو 40 ألف مواطن على أقل تقدير.

وأبدى عالقون وصلوا من الجانب المصري، عائدين إلى منازلهم في القطاع، ارتياحهم لتمكنهم من اجتياز المعبر بعد طول انتظار، مؤكدين أنهم تعرضوا لمعاناة كبيرة، جراء انتظارهم أسابيع في مصر.

وأكد بعض العالقين أن الشقق المؤجرة، والشاليهات السياحية في مدينة العريش ومدن مصرية أخرى، كانت تغص بالمئات من العالقين طوال الفترة الماضية، وبعضهم كان يعيش ظروفاً صعبة.

وأوضح بعض العائدين للقطاع، أن الإعلان عن فتح المعبر، دفع بالمئات للتوجه إلى البوابة المصرية، وكانت الأخيرة تغص بالمئات، ممن ينتظرون دورهم لإنهاء إجراءات سفرهم والوصول للقطاع.

وكانت مصادر عدة تحدثت عن جهود واتصالات حثيثة تقوم بها جهات عدة مع السلطات المصرية، من بينها سفارة فلسطين في القاهرة، من أجل تمديد العمل في المعبر أياما إضافية، والسماح لأعداد أكبر من العالقين بالمغادرة.

وحتى ساعات ما بعد ظهر أمس، سمحت السلطات المصرية لحمولة خمس حافلات وعدد من سيارات الإسعاف كان على متنها مرضى بالعبور في اتجاه مصر.

يذكر أن المعبر كان فتح لثلاثة أيام في العشرين من كانون أول الماضي، وسمح حينها لنحو 1500 عالق بمغادرة القطاع، وتسهيل عودة المئات لغزة.

المصدر:الأيام