القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأربعاء 25 حزيران 2025

فتح في ذكرى انطلاقتها الثامنة والأربعين: خلافات وانقسامات داخلية تعرقل مستقبلها السياسي

فتح في ذكرى انطلاقتها الثامنة والأربعين: خلافات وانقسامات داخلية تعرقل مستقبلها السياسي
 

الخميس، 03 كانون الثاني، 2013

ترى حركة فتح التي تحتفل بانطلاقتها الثامنة والأربعين أن مشروعها الوطني لم يكتمل بعد، ما يفرض عليها الاستمرار في كل مسارات العمل السياسي لانجازه، والوصول إلى الدولة على حدود الرابع من حزيران العام 1967 وعاصمتها القدس.

وتعاني الحركة، التي فجرت الثورة الفلسطينية، من انقسامات في صفوفها ومن تيارات أثرت في شعبيتها وقسمت مؤيديها، وبات هذا لافتاً بعد الخلاف الذي تفجر بين الرئيس محمود عباس، والنائب والقيادي السابق في فتح محمد دحلان.

وبرغم اعتراف فتح بأن خلافاتها أثرت على عملها ووضعها، إلا أنها ترى فيها أمراً طبيعياً في حركة ديموقراطية. لكن مراقبين ومحللين يعتقدون أن هذه الخلافات ستؤدي إلى توسيع رقعة الانقسامات في الحركة، وبين جماهيرها على وجه التحديد.

ويقول المتحدث باسم فتح فايز أبو عيطة لـ«السفير» إن حركته ترى أن الطريق لا يزال طويلاً لتحقيق الأهداف الوطنية، لكنها «ستبقى على العهد وفي طريقها من أجل تحقيق آمال وطموحات الشعب الفلسطيني بإقامة دولته».

وأضاف أبو عيطة ان فتح مهما بدلت الأدوات والوسائل النضالية فستستمر في نضالها وهي لن تترك سلاحها، لكنها تعرف متى وكيف وأين تستخدمه ليحقق نتائج أفضل وبطريقة مدروسة.

وأوضح أبو عيطة ان البعض يهول بالخلافات الداخلية في فتح ويحاول تعميقها. وبرغم إقراره بوجودها، إلا أنه يراها سمة من السمات التي تميز «فتح الديموقراطية»، التي استطاعت دائماً التغلب على العقبات واجتياز المحن.

ويعتقد القيادي الفتحاوي أن الخلافات الداخلية لا تقلق فتح، معتبراً أن جزءاً من هذه الخلافات يساعد على لملمة الحركة وتجميع أبنائها لمواجهة الظروف التي تحيط بهم، مبيناً أن فتح تحترم رغبة الجمهور دائماً بمعرفة تفاصيلها، وترى في ذلك مفتاحاً للتواصل والتطوير.

من جهته، يرى الكاتب هشام ساق الله أن عناصر حركة فتح في غزة فاجأوا الجميع وفي مقدمتهم قيادة الحركة، بوجودهم الكثيف على الأرض واحتفالاتهم بذكرى الانطلاقة، بعد أحاديث عن انحسار شعبية فتح بعد سيطرة حماس على غزة.

وأضاف ساق الله في حديث إلى «السفير» ان جماهير فتح باتت متقدمة كثيراً على قياداتها التنظيمية، وبالتالي يُفترض على هذه القيادات تغيير توجهاتها، وأدائها، وتحسين وضعها التنظيمي لمواكبة حركة الجماهير. وأشار إلى أن الحركة أمام فرصة تاريخية بعد عودتها لما أسماه الصدارة في غزة للعمل بشكل أفضل والمسارعة في تطعيم تنظيمها بجيل الشباب.

وتوقع ساق الله أن تكون هناك ثورة «ربيع فتحاوي» قريبة، لأن الجماهير التي ظهرت لتؤيد فتح وخيارها في غزة، ستطالب مستقبلاً بالتغيير وبقيادة تكون على مستوى الحدث.

وفي المقابل، يرى مدير «مركز أبحاث المستقبل» والمحلل السياسي إبراهيم المدهون ان حركة فتح الآن في «خريف عمرها بعد محطات عديدة تعرضت فيها للجزر دون المد»، كان أقساها فشلها في قيادة المنظمة في الأردن، وحروبها الداخلية في لبنان، وخروجها بعد اجتياح بيروت في العام 1982، ومن ثم فشل عملية السلام وخسارتها في الانتخابات الفلسطينية، وأخيراً انحسارها عن غزة بعد أحداث العام 2007.

وأوضح المدهون لـ«السفير» أن تعنت الجانب الإسرائيلي في الضفة الغربية أدى بفتح للوصول إلى حائط مسدود، إضافة لتلك المشاكل الداخلية التي تعصف بالحركة، والتي برزت في الصراع بعد وفاة الرئيس ياسر عرفات، خصوصاً بين دحلان وعباس، ما شق الحركة وشتت شملها.

وبحسب المدهون، فإن فتح تتجه إلى مستقبل يحمل الكثير من الخيارات من دون استعداد «فتحاوي» له، فهي تخلت عن المقاومة بشكل قاطع وبرمجت نفسها لتكون حركة سلمية في الوقت الذي لا يعطي الاحتلال أي فرصة للعملية السلمية.

كذلك، لفت المدهون إلى أن فتح باتت في منتصف الطريق، ما سيؤدي إلى مزيد من التشتت التنظيمي، ولذلك فهي تحتاج الآن إلى قرارات إستراتيجية كبيرة ومحورية لإنقاذها. فهي، وفقاً للمحلل السياسي، لم يعد لديها بنية تنظيمية كاملة.

ويقول المدهون إن النزاع على السلطة في فتح يؤثر في التحولات الداخلية، الأمر الذي زاد من هشاشة الحركة. وهي تعاني الآن من تفتت يتبدى في ثلاثة تيارات رئيسية: الأول يتزعمه عباس، والثاني على النقيض منه يقوده دحلان. أما التيار الثالث، وفقاً للمدهون، فيتزعمه الأسير مروان البرغوثي الذي يحاول ألا يبرز وجهه في الصراعات، بالرغم من عمله الجاد لـ«لملمة» الحركة تحت جناحيه كبديل عن عباس. وهو فعلاً الأوفر حظاً لقيادة السلطة وفتح في المرحلة المقبلة، وبالتالي قد تضطر إسرائيل للإفراج عنه في حال حدوث فراغ في الرئاسة الفلسطينية.

المصدر: السفير