فدوى البرغوثي: حماس والمصريون اكدوا لي ان لا صفقة بدون اطلاق سراح مروان
الجمعة، 28 تشرين الأول، 2011
قالت فدوى البرغوثي زوجة المناضل السجين مروان البرغوثي أنها شعرت بخيبة أمل لعدم شمل زوجها مروان برغوثي في الصفقة بين حماس و"إسرائيل" التي تم فيها الإفراج عن أكثر من ألف سجين مقابل إطلاق سراح غلعاد شليط، الجندي الإسرائيلي الذي احتجزته حماس خمسة أعوام، حيث قالت «شعرت بخيبة أمل بعد كل الوعود أن مروان سيفرج عنه، فقد وعدتني حماس والمصريون قالوا إنهم لن يقبلوا أية صفقة لا تشمل الإفراج عن مروان».
وعلى مستوى المشاعر وكأم كانت سعيدة لعودة غلعاد شليط لأمه بعد خمسة أعوام أسر عند حركة حماس في غزة، حيث أكدت انها لا تتكلم كسياسية، وقالت إن الأمومة هي أمومة فلا يمكن تعريفها في مكان بشكل ما وآخر بطريقة مختلفة. وقالت إنها عندما شاهدت والدة شليط تحتضنه شعرت بالسعادة خاصة إن ابنها الأكبر اعتقل قبل ذلك من الاسرائيليين.
وقالت في مقابلة مع صحيفة «الاندبندنت» انها ترحب بالإفراج عن محكومين بمؤبدات مشيرة إلى 5.500 سجين فلسطيني لا يزالون في سجون "إسرائيل". وقالت إن الصفقة أدت إلى «كسر الحاجز الذي قالت "إسرائيل" إنها لن تكسره بالإفراج عمن تلوثت ايديهم بالدماء» مشيرة ان هذه العبارة هي اسرائيلية وليست كلامها. وتساءلت فدوى عن سبب عدم اطلاق "إسرائيل" لسراح من قضوا في السجون سنوات طويلة ويمكنهم أن يسهموا في تحقيق السلام. وقالت فدوى ان "إسرائيل" دفعت ثمناً باهظاً لإطلاق سراح سجين واحد ولكنها ترفض دفع أي ثمن من أجل السلام الذي قد يؤدي إلى حماية حياة الكثير من الجنود. وأضافت إن الفلسطينيين سيفهمون من هذه المبادلة إن "إسرائيل" لن تجر للمفاوضات السلمية إلا بالقوة.
وعندما سألتها الصحيفة إن كانت ترى في زوجها كما يرى البعض وريثاً محتملاً للرئيس الفلسطيني محمود عباس، أجابت إن كل ما تريده هو ان «يعود للبيت». وأشارت إلى أن مروان الذي سجن في السبعينات من القرن الماضي لم يحضر ولادة أبنائه الثلاثة حيث أبعد للأردن لنشاطاته كقائد ميداني في الانتفاضة الأولى. وتقول إنه عندما أراد شرف ابنها السفر لبريطانيا من أجل إكمال دراسته أراد رؤية والده كي يستمع إلى نصائحه لكنه منع من رؤيته. وأرسل له والده رسالة وتقول أنه فخور به وستنشرها كي «تتعرف على عقليته». ودعا مروان ابنه شرف التعرف على قيم المجتمع الذي سيعيش فيه وأن لا يقضي وقته مع الفلسطينيين والعرب.
وعلاوة على ذلك فقد قدم مروان لابنه المثال حيث هرب من سجنه صفحة بعد صفحة من رسالة الدكتوراه التي يعمل عليها في السجن وموضوعها تاريخ المجلس التشريعي الفلسطيني بين 1966 - 2000. ولأنه يعرف العبرية التي تعلمها في السجن والانكليزية فانه يقرأ يومياً خمس صحف إسرائيلية، إضافة إلى جريدة «القدس المقدسية». كما أنه يقرأ في التاريخ والأدب والسياسة وكتب منشورة في «إسرائيل» آخرها رواية لعاموس عوز «حكاية حب وظلمة» حيث أرسل له عوز نسخة موقعة منه. ويستمع مروان إلى الراديو ويشاهد عشر قنوات تلفزيونية منها «الجزيرة» والقنوات الإسرائيلية والعربية. ويواظب على الرياضة يومياً (90 دقيقة ويمشي) وتقول فدوى إن حياته في السجن عمقت رؤيته حيث يريد دولة فلسطينية مستقلة بعلاقات طبيعية مع الجيران بما فيها «اسرائيل». وبدون ذلك فإنه لا يزال يؤمن بالمقاومة الشعبية التي تضم مظاهرات وحماية الفلسطينيين من المستوطنين. وعندما سُئلَت إن كانت حماس غير متحمسة لإطلاق سراح زوجها خوفاً من تقوية معسكر زوجها - فتح - ردت بدبلوماسية قائلة إن عليه توجيه هذا السؤال للقادة السياسيين أو قادة فتح «أنا زوجته» وأضافت إن حماس والمصريين أخبروها ان "إسرائيل" رفضت الإفراج عنه لأنه «حالة سياسية»، مشيرة إلى ان حماس «قبلت بالمعايير التي فرضتها إسرائيل». وقالت انها تشعر بالامتنان للدعم الذي تلقته منذ اطلاق سراح شليط لكنها تعتقد انه و«بسبب شعبيته (زوجها) فان "إسرائيل" تواصل اعتقاله، مما يشير إلى ان
"إسرائيل" ليست معنية بالسلام، وان كانت ترغب بالسلام فهذا الوقت للإفراج عنه كي يساعد أبو مازن». وبدلاً من ذلك فان ما تريده "إسرائيل" هو «معاقبة» عباس لأنه تجرأ وتقدم بطلب منح العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة. وهي مقتنعة أن الحجز الانفرادي الذي تعرض له زوجها، في الاسابيع الماضية لأنه أصدر بياناً من السجن يدعم فيه طلب العضوية «اسرائيل تريد استخدام مروان برغوثي كورقة سياسية» كما تقول وتريد استخدامه كورقة ضغط.
وعبرت عن أملها في أن يقوم محمود عباس بالمطالبة بإطلاق سراح مروان «كشرط للعودة للمفاوضات كما فعل مع المستوطنات»، وتقول إنه «إن كانت "إسرائيل" ترغب في الافراج عن البرغوثي فإنها ستدعم أبو مازن، فهو قوة داخل فتح وفتح تدعم السلام، وفي حالة أفرجت عنه فان "إسرائيل" في طريقها نحو الاتفاق على سلام حقيقي».
المصدر: وكالة سما الإخبارية