فضيحة في مخيمات "الأونروا" الصيفية ضمن سياسة "غسيل الدماغ" لأطفال فلسطين
السبت، 16 تموز، 2011
ظهرت في الآونة الأخيرة، قبل عدة أيام، ضمن فعاليات مخيمات الصيف التي تقيمها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" للطلبة الفلسطينيين، صورةً تُعرض على الطلبة ضمن أنشطة زاوية اللغة الإنجليزية، تُظهر رسومات تاريخية حضارية وإسلامية كأهرامات مصر وأسوار المسجد الأقصى، بالإضافة لصورة موشيه ديان أحد قادة الاحتلال الدمويين، مدفعية وعلم الاحتلال، جمال، شمس يوم جديد، قبة الصخرة، حائط البراق، ساعة تحيط بكل هذه الرموز.
ووفقا لمصادر خاصة بـ "هلا فلسطين"، عاملة في مخيمات الاونروا، سربت تلك الصورة، قالت أن الصورة مكتوب خلفها باللغة الإنجليزية كلمة "history"، بمعنى "تاريخ"، ويبدو من ضمن أنشطة الأونروا الأخيرة في قطاع غزة، والتي تمارسها على الطلبة الفلسطينيين بسياسة "غسيل الدماغ" أنها أسلوب جديد يستهدف زرع تاريخ "إسرائيل" المزعوم كما يظهر في الصورة، في عقول الطلبة الفلسطينيين.
وأضاف المصدر، بأن إدارة المخيمات الصيفية زودت المنشطين الصيفيين بهذه الصور لاستخدامها كوسيلة "تعليمية"، بمعنى أن يقوم المنشط بعرض الصورة للطالب، ومن ثم يعرض له كلمة "history"، فينطبع لدى الطفل اعتقاد بأن هذه الرموز الحضارية العربية الإسلامية هي تاريخ وحضارة دولة "إسرائيل" المزعومة، وبذلك تكون "الاونروا" قد دست السم في العسل، ضمن سياستها الممنهجة للانتهاك الصارخ الذي تمارسه ضد الشعب الفلسطيني من خلال أطفال أبرياء تستطيع السيطرة على عقولهم، فقد أصبحت الاونروا ليس إلا مجرد أداة للاحتلال ليمارس أنشطته وأكاذيبه على الجيل الفلسطيني الناشئ.
ونوهت مصادرنا، إلى أن المشرف العام على زاوية أنشطة اللغة الإنجليزية في المخيمات الصيفية، قام على الفور بمصادرة هذه الصورة من المخيمات.
وبتحليل هذه الصورة، وربط الرموز التاريخية القائمة فيها مع مجريات الأحداث والواقع التي يمر به الصراع العربي – الإسرائيلي، نرى أن الصورة تُظهر عدة أمور تاريخية تدل كلا منها على شئ معين وهي كالتالي:
- كثبان رملية تدلل على صحراء سيناء، بدليل وجود الأهرامات.
- جمال يركبها أشخاص، تدلل على هجرة للبدو ستحصل في يوما ما، بدليل عقارب الساعة.
- علم الاحتلال.
- مدفع دبابة يأتي من وراء أسوار القدس.
- صورة لموشيه ديان أحد قادة الاحتلال يشير بيده إلى أسوار القدس.
- عقارب ساعة، تدل على أن وقتا ما اقترب.
- صورة صغيرة لقبة الصخرة على مفرقة عقارب الساعة.
وبتجميع هذه الصور والرموز، تُظهر بعدا تاريخيا وسياسيا خطيرا جدا، وهو أن الاحتلال يرى أن حلم موشيه ديان الذي يؤمن بأن دولة الاحتلال لم تقم على أنقاض فلسطين، ويعتبر الحدود بين دول الشرق الأوسط ليست شيئا مقدسا، ويدعو إلى تعديلها بما يخدم المصالح الإسرائيلية، ويخلق أمرا واقعا يصعب تغييره، كما وينظر ديان إلى العرب نظرة سلبية ويرى أنهم يعيشون في عالم من الأوهام وأنهم كثيرو الحديث عن أمجاد الماضي؛ لأنهم لا يجدون في حاضرهم عظماء يتحدثون عنهم، يرى الاحتلال في هذه الصورة بأن حلم ديان قد اقترب من التحقيق فعليا، وأن الفلسطينيين قريبا سيرحلون عبر جمالهم إلى سيناء"حيث أن الاحتلال يرى العرب في صورة الإنسان البدوي القديم"، وبإشارة ديان بيده وبجانبه قلم إلى حائط المسجد الأقصى ومن خلفه نرى مدفع دبابة إسرائيلية .. تكشف الصورة بأن موشيه ديان وكأنه يتحدث ويقول " ها هو حلمي قد تحقق، وتحقق بالحرب وعلى أيدي الجنود الإسرائيليين ومدافعهم، رحلوا العرب من فلسطين، وبقيت القدس عاصمة لدولة إسرائيل".
كما أن الاحتلال يعتقد في هذه الصورة، بأنه يوما ما، سيجتاح مصر، ويأخذ حصته المزعومة منها، بناء على أن الاحتلال يرى أن حدوده من النيل إلى الفرات.
وعن قبة الصخرة الموجودة على مفرقة عقارب الساعة، حيت موجودة بشكل مائل، وعندما تصبح الساعة 12:30 تماما، سنلاحظ أن صورة قبة الصخرة سوف تنقلب، لتصبح رأسها للأسفل والعكس، مما يعني بالنسبة لليهود انه اقتربت الساعة التي سينهار فيها المسجد الأقصى.
أما بالنسبة لصور الجمال، نرى الجمل الأول راكبه يمسك برسنه في يده ويقوده بنفسه، أما الجمل الثاني فنرى أن الرسن متروك دون أن يمسكه الراكب، رغم انه راكب عليه، وهذا يوحي بأنه عند رحيل الفلسطينيين عن أرض فلسطين، "أنكم يا عرب لو سقتم جمالكم بأنفسكم أو أنكم لو تسوقوها فهي مسيرة إلى مكان واحد لن تضل طريقها ولن ترجع أو تحيد عنه".
أما عن حائط البراق، ويسميه الاحتلال بحائط "المبكى" نسبة إلى الطقوس التي كان اليهود يؤدوها قبالة الحائط حدادا على خراب هيكل سليمان "المزعوم". فهو الحائط الذي يحد الحرم القدسي من الجهة الغربية، أي يشكل قسما من الحائط الغربي للحرم المحيط بالمسجد الأقصى، ويمتد بين باب المغاربة جنوبا، وهو الحائط الذي قام رسول الله محمد بن عبد الله بربط البراق إليه في ليلة الإسراء والمعراج.
بالنسبة لبزوغ شمس يوم جديد، يعني انه ستأتي اشراقة يوم جديد وينتهي ويزول العرب وتقام دولة إسرائيل، والساعة تكمل المعنى بأنه اقترب هذا اليوم.
بذلك نكون قد حللنا الصورة وربط ما يجري بداخلها بناء على خلفية تاريخية وسياسية، وقد يوافقنا أحد الرأي، وربما لا يوافقنا، هذه الصورة قامت وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين بعرضها على الطلبة الفلسطينيين في مخيماتها، وما لبثت الصورة دقائق معدودة حتى قام مشرف زاوية الأنشطة الانجليزية بالمخيمات بسحبها على الفور، إشارة إلى الكارثة والفضيحة التي كان من الممكن أن تقع وتتورط بها وكالة الغوث في قطاع غزة.
المصدر: هلا فلسطين