القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

فلسطينيو 48 وانتخابات الكنيست: مقاطعة "عفوية" لنظام يزداد عنصرية

فلسطينيو 48 وانتخابات الكنيست: مقاطعة "عفوية" لنظام يزداد عنصرية


الأربعاء، 23 كانون الثاني، 2013

تراوحت مواقف فلسطينيي 48 بين مقاطع ومشارك في انتخابات الكنيست أمس، ولكل أسبابه السياسية والاجتماعية. ولكن يبدو أن مشاركة الفلسطينيين سجلت نسبة ضعيفة مقارنة بالعام 2009 (أكثر من 50 في المئة)، ما شكل مفاجأة للأحزاب العربية المتنافسة. وبرغم النداءات المتكررة من كل الأحزاب العربية في الأراضي المحتلة العام 1948، والمناشدات بالتوجه إلى صناديق الاقتراع، من أجل حماية الأصوات العربية في الكنيست، وعدم خسارة مقاعد للأحزاب المشاركة، قاطع جزء من الفلسطينيين الانتخابات.

وأبدى كثير من فلسطينيي 48 عدم مبالاتهم بالانتخابات، ولم يستجيبوا لنداءات الأحزاب التي أرسلت إليهم عبر أبواق المساجد والكنائس، وبواسطة الهواتف النقالة.

وقالت الكاتبة رجاء زعبي عمري (55 عاما) لـ"السفير" إن هذه المقاطعة "عفوية وغير منظمة لكنها مقاطعة سياسية"، مضيفة "أنا واحدة من شريحة تقاطع الكنيست الصهيوني لأنه يعبر عما يسمى حق اليهود على أرض فلسطين، ويجسد سيادة الشعب اليهودي على أرض فلسطين، وهذا أمر لا نقبله". وأوضحت أن "وجود الأحزاب العربية في هذا الكنيست يعني أنها ستشارك على أساس أنها تمثل أقلية، وهذا ما لا نريده".

وأشارت عمري إلى أن المقاطعة العربية للانتخابات تعبر عن قناعة واحدة، هي أن "نصف الفلسطينيين خارج اللعبة الديموقراطية التي تتغنى بها إسرائيل".

من جهتها، اعتبرت الناشطة الاجتماعية رنا عوايسة، المقاطعة للانتخابات، في حديث إلى "السفير"، أن "الكنيست هي السلطة التشريعية في إسرائيل، وهي التي تشرع القوانين العنصرية ضد شعبنا وبالتالي ليس منطقياً أن نكون ضمنها"، لافتة إلى أن "تجربة أعضاء الكنيست منذ 30 عاماً لم تنجح في التصدي للقوانين العنصرية". وتابعت "من يحاول القول إننا ومن خلال وجودنا في الكنيست كعرب ننتزع حقوقنا، أقول له إن هذه الحقوق تنتزع عبر النضال والنزول إلى الشارع وليس عبر الدخول في الكنيست لنكون ديكورات".

أما الصحافي زهير اندراوس، الذي شارك في عملية الاقتراع، فعزا عدم مشاركة الفلسطينيين إلى ثلاثة أسباب، هي "الإحباط الشديد لعدم إيمانهم بجدوى العمل البرلماني في ظل عدم تمكن الأحزاب العربية تاريخيا من إجراء تغيير في سياسات إسرائيل تجاه الفلسطينيين، بالإضافة إلى الفقر الذي ولد حالة من اللامبالاة تجاه الوضع السياسي، إلى جانب وجود فجوة كبيرة بين الأحزاب العربية والجمهور". إلا أن إندراوس رأى في وجود الفلسطينيين في الكنيست وسيلة لمجابهة العنصرية الإسرائيلية.

وكان بحث حول "أنماط التصويت والمشاركة السياسية في انتخابات الكنيست" نشر مؤخراً، أظهر أن نسبة المقاطعين الفلسطينيين في الانتخابات ستكون فوق 50 في المئة. وبيّن أن "31 في المئة من الرافضين يعتبرون أن القوائم المشاركة لا تلبي تطلعاتهم، و26 في المئة لا تهمه الانتخابات، والبقية اعتبرت أن أصواتها لا تؤثر أو أنها لن تشارك لأنها تقاطع الأجسام الإدارية الإسرائيلية".

وحتى الساعة السابعة من مساء أمس وقبل ساعتين من إقفال صناديق الاقتراع، لم تتعدّ المشاركة العربية في الانتخابات نسبة 25 في المئة مقارنة بمشاركة غير مسبوقة للناخب اليهودي تعدت 63 في المئة. يذكر أن المقدسيين لا يصوتون في الانتخابات إلا إذا حصلوا على جواز سفر إسرائيلي.

المصدر: السفير