فلسطينيو 48 يحيون "يوم الأرض"
بإضراب شامل ومسيرات حاشدة
الخميس، 31 آذار، 2016
عمان- أحيا الفلسطينيون، أمس، الذكرى الأربعين
"ليوم الأرض"، عبر إعلان الإضراب الشامل في عمومّ فلسطين المحتلة، وتنظيم
الفعاليات الشعبية العارمة، لتأكيد تمسكهم بأرضهم ووطنهم، واستمرارهم في المقاومة لإزالة
الاحتلال الإسرائيلي، وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة.
وشمل الاضراب غالبية مناطق فلسطينيي 48،ردا
على تصعيد سياسة التمييز العنصري ومصادرة الاراضي، والملاحقات السياسية، والحرمان من
الموارد والميزانيات. وقد أغلقت المحال التجارية في غالبية البلدات ابوابها، والمؤسسات
العامة، والمجالس البلدية والقروية.
وشارك آلاف المتظاهرين في النشاطات المركزية، وخاصة
في المسيرة الكبرى في مدينة عرابة، في منطقة البطوف، التي شهدت المعركة الأكبر في يوم
الأرض الأول.
وشهدت البلدات التي سقط فيها شهداء يوم
الارض الأول مسيرات داخلية وزيارات للأضرحة والنصب التذكارية. فقد شهدت مدينة سخنين،
التي سقط فيها ثلاثة شهداء في يوم الارض، مسيرة نحو أضرحة الشهداء، ووضع الأكاليل عند
النصب التذكاري العام ليوم الارض، الذي اضطر فلسطينيو 48 إلى اقامته قبل 39 عاما في
المقبرة الاسلامية، لأن سلطات التنظيم الاسرائيلية رفضت منح النصب ترخيصا ليوضع في
ساحة عامة، بينما قوانين التنظيم لا تسري على المقابر، فوقع الخيار على المقبرة الاسلامية
وسط مدينة سخنين.
الى ذلك شهدت مدن سخنين وعرابة ودير حنا
في منطقة البطوف، مسيرة شعبية حاشدة بمشاركة الآلاف رفعت فيها الأعلام الفلسطينية والشعارات
المنددة بسياسة الحرب والاحتلال وسياسة الاقتلاع والتمييز العنصري. واختتمت المسيرة
بمهرجان خطابي في مدينة عرابة، قال فيه رئيس لجنة المتابعة العليا لفلسطينيي 48، محمد
بركة، إننا هنا في هذا البلد الذي قدم التضحيات نبلغ إسرائيل بأننا نحن الذي كنا في
العام 1948، حوالي 153 ألفا، بتنا اليوم مليونا ونصف المليون نسمة، متجذرين في الأرض،
في الوطن الذي لا وطن لنا سواه. نلتقي هنا في هذه الأرض التي هزمت العدوان عليها في
يوم الارض الأول، ولقنت الجيش الإسرائيلي ومختلف الاذرع الأمنية درسا بما يعني نضال
شعب مقهور.
وقال بركة، هذه أرض البطولات، عندما أصبح
شعب من رماد يصنع بقاء وقامة وعزة وثقافة وعلما فلسطينيا خفاقا، فهذا شعب لا يمكن أن
يهزمه أحد. هذه أرض البطولات وهذه ساحات المعجزات، عندما تصنع قيادة شعب مأثرة، فإذا
بفلسطين المهجّرة من وطنها، تكتشف أن لها ابنا بقي هنا في وطنه ليحرس الأرض والهوية
والتاريخ. وإذا بالعرب يكتشفون أن لهم ابن يحمل لسانا عربيا فصيحا، وإذا بالعالم يكتشف
في العام 1976 حجم الظلم الذي حلّ بأصحاب البلاد.
وتوجه بركة في كلمته الى الشهداء قائلا،
أنتم أيها الشهداء بقيتم في أرض الوطن، كي تؤنسوا البيت، لأن البيوت تموت إذا غاب سكانها،
وبيوتنا عامرة باقية كبقاء التراب والهواء، كبقاء البحر والجبل، هنا على صدورهم باقون.
من جهتها جابت المسيرات والتظاهرات الجماهيرية
الحاشدة، مدن الضفة الغربية بدعوة القوى والفصائل
الوطنية واللجان الشعبية، في مختلف الأراضي المحتلة، تحت شعار "الأرض لنا"،
بينما عكف الفلسطينيون على زراعة أشجار الزيتون في الأراضي المصادرة وتلك المهددة بالاستلاب
الإسرائيلي.
وقد اعتدت قوات الاحتلال بالقوة العسكرية
على المسيرة المركزية التي انطلقت أمس في مدينة نابلس، كما قمعت بوحشية مسيرة مشابهة
في بيت لحم ضد المواطنين الفلسطينيين الذين حاولوا زرع أشجار الزيتون.
كما قمعت بالقوة، مسيرة سلمية متوجهة إلى
مستوطنة "حومش" المخلاه، في العام 2005، في المنطقة الواقعة بين مدينتي نابلس
وجنين، والتي كانت قد انطلقت من مدينة جنين، صوبّ زراعة الأشجار بين بلدتي "سيلة
الظهر" و"برقة"، لإحياء مناسبة "يوم الأرض".
واستهدفت قوات الاحتلال المواطنين بقنابل
الغاز المسيل للدموع، وقنابل الصوت، ما أدى لإصابة عدد منهم بحالات الاختناق الشديد،
فيما قامت باحتجاز عدد من المواطنين.
وأغلقت قوات الاحتلال طريق جنين - نابلس
الرئيسي، لمنع المواطنين القادمين من محافظة جنين للمشاركة في فعاليات "يوم الأرض."
وبالتزامن مع قمع المسيرة، اقتحم عدد من
المستوطنين بحماية الجيش الاسرائيلي، المنطقة المستهدفة بزراعة الأشجار، وقاموا بتخريب
أراضي المواطنين هناك.
إلى ذلك؛ أكدت القوى والفصائل الفلسطينية
التمسك بالحقوق الوطنية المشروعة والعادلة، بهدف التحرير وتقرير المصير وإزالة الاحتلال
وعودة اللاجئين الفلسطينيين الذي تهّجروا من ديارهم وأراضيهم بفعل العدوان الصهيوني
في العام 1948.
وأكدت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
أهمية "النضال الوطني الفلسطيني المقاوم للإحتلال، في فلسطين المحتلة، لأجل حق
تقرير المصير والدولة المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة العام 1967، وحق العودة".
وقالت، في بيان أمس، إن "الانتفاضة
الشبابية مستمرة بتعاطف ودعم أبناء الشعب الفلسطيني، في كل أماكن تواجده بالوطن والشتات،
تزامناً مع تنامي أشكال النضال السلمية والحقوقية الديمقراطية، ونضالات مقاطعة منتجات
الإحتلال، والانخراط في النضال الوطني العام".
وأضافت إن "العالم يشهد تنامي الاستيطان،
والاعدامات الميدانية على "الاشتباه" للشباب الفلسطيني، التي باتت مشاهدها
تهز الوجدان الإنساني الحر في العالم، حيث آن الأوان لدحر هذا الاحتلال وتقرير المصيره".
ودعت إلى "إحتضان الانتفاضة الشبابية،
نحو انتفاضة شعبية شاملة، بقيادة فلسطينية موحدة، باعتبارها خطوة أولى لدحر الاحتلال
والاستيطان بكافة أشكال النضال الوطني المشروعة لشعب تحت الاحتلال".
وحثت الجبهة، في بيانها، "السلطة الفلسطينية
على وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال، وتدويل القضية الفلسطينية عبر الالتحاق بمؤسسات
الأمم المتحدة".
وطالبت "حركتي "فتح" و"حماس"
بتسريع تنفيذ آليات البرامج الوحدوية الجامعة للوحدة الوطنية، وإجراء الانتخابات وفق
التمثيل النسبي الكامل، ودمقرطة المؤسسات الفلسطينية".
بدورها؛ قالت حركة "المبادرة الوطنية
الفلسطينية" إن أحداث "يوم الأرض" ما تزال شاهدة على المشروع الاستيطاني
الإسرائيلي الذي لم يتوقف في سائر الأراضي المحتلة، "والذي بات نظام أبارتهايد
وفصل عنصري في إطار سياسة الاحتلال الاستيطانية ذاتها".
وأكدت أن "المقاومة الشعبية تعدّ الطريق
لتقصير عمر الاحتلال وتغيير ميزان القوى المختل بالتوازي مع حركة المقاطعة وفرض العقوبات
على الاحتلال الإسرائيلي وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني واستعادة وحدته الوطنية".
واعتبرت أن "يوم الأرض" بات
"رمزاً لوحدة الشعب الفلسطيني، داخل الوطن المحتل وخارجه، مما جسّدته أيضاً الانتفاضة
الشعبية الثالثة"، مثلما يشكل "مناسبة لتذكير العالم بمخاطر السياسة الاستيطانية
الإسرائيلية المحدّقة بالأراضي المحتلة، لفرض الوقائع على الأرض عبر منظومة الفصل العنصري".
ولفتت إلى "المخطط الإسرائيلي الذي
يستهدف تصفية القضية الفلسطينية، وفصل الضفة الغربية عن قطاع غزة، وعزل وتهويد مدينة
القدس، لمنع قيام الدولة الفلسطينية المستقلة والمتصلة واستبدالها بكانتونات ومعازل".
وأكدت "استمرار نضال الشعب الفلسطيني
ومقاومته الشعبية"، داعية إلى "دعم الصمود الوطني، وتحقيق الوحدة الوطنية،
واستنهاض حركة التضامن الدولي وفرض المقاطعة والعقوبات على الكيان الإسرائيلي، ومحاسبته
على جرائمه في محكمة الجنايات الدولية".
من جانبها، قالت جبهة التحرير الفلسطينية
إن "الذكرى الأربعين "ليوم الأرض" تعتبر محطة نضالية لتأكيد التمسك
بالحقوق الفلسطينية والثوابت الوطنية".
وأكدت "مواصلة الشعب الفلسطيني في
نضاله رغم التحديات الكبرى، وعدوان الاحتلال، واستيطانه الاستعماري، واستنزاف المقدرات
والموارد الفلسطينية، وتقطيع الأراضي المحتلة بجدران الفصل العنصري والحواجز العسكرية،
وتحويلها لمعازل وكانتونات عنصرية مغلقة، وتهويد مقدساتها، وتزوير معالمها التاريخية".
وأوضحت بأن "فاشية الاحتلال وعنصريته
في تزايد مستمر، فضلاً عن إمعانه في التنكر لحقوق الشعب الفلسطيني، واستخفافه بإرادة
المجتمع الدولي، في ظل الانحياز الأمريكي المطلق للاحتلال، والعجز الدولي عن وضع حد
للعدوان الإسرائيلي المتواصل، وسط انشغالات العرب بمشاكلهم وأوضاعهم الداخلية".
واعتبرت أن "ذكرى "يوم ألأرض"
تجسّد وحدة الأرض والشعب، وتجذّر عمق الانتماء للهوية الوطنية، وتصقل الوعيّ الجمعي
في إطار بوتقة وطنية متكاملة ومتجانسة".
ودعت إلى "إنهاء الانقسام، ومواصلة
المقاومة بكافة أشكالها المتاحة والمشروعة، لإزالة الاحتلال، وانتزاع الحقوق الفلسطينية
في الحرية وتقرير المصير، وحق عودة اللاجئين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها
القدس".
وبالمثل؛ جددت حركة المجاهدين الفلسطينية
دعوتها "للتمسك بخيار الانتفاضة والمقاومة كونه أقصر الطرق لتحرير الأرض والإنسان
واسترداد كافة الحقوق".
وأكدت الحركة بأن "العنجهية الصهيونية
لا يمكن أن تتوقف إلا تحت حراب المقاومة وضرباتها الموجعة"، موضحة أن "العدو
لا يفهم إلا لغة القوة ولن يؤثر في مسلكيته إلا الثبات على درب المقاومة".
وأكدت "التمسك الفلسطيني بأرضه ومقدساته
وهويته، وبخيار انتفاضته لمقاومة الاحتلال، حتى استعادة كامل فلسطين"، مشددة على
أن "العدّو الصهيوني لن يستطيع كسر إرادة الشعب المتجذر في أرضه".
ودعت "الجماهير الفلسطينية إلى تصعيد
وتيرة المقاومة وإشعال المواجهات الغاضبة في وجه الاحتلال"، كما حثت "الأمتين
العربية والإسلامية على دعم انتفاضة وصمود الشعب الفلسطيني في أرضه، والوقوف بكل السبل
والإمكانيات ضدّ سياسة الاحتلال العدوانية".