فلسطينيو هولندا يقيمون حفلاً في ذكرى "يوم الأرض"
الثلاثاء، 03 نيسان، 2012
أحيا الفلسطينيون في هولندا، والمتضامنون الأجانب مع قضيتهم، الذكرى السادسة والثلاثين لـ "يوم الأرض"، وذلك في حفل جماهيري أقيم مساء السبت (31/3) في مدينة روتردام، أكد فيه الحاضرون على تمسّكهم بحق العودة إلى أرضهم التي هُجّروا منها وآباؤهم قسرًا على يد الاحتلال الإسرائيلي قبل أكثر من ستة عقود.
فقد نظمت مؤسسة "البيت الفلسطيني" الحفل في هذه الذكرى وضمن فعاليات "مسيرات القدس العالمية"، حيث شهد حضورًا واسعًا من مختلف الأعمار فاق ما هو متوقع، وتميز الحفل بأنشطة متنوعة قاربت وجسدت القضية الفلسطينية بعدة فقرات، شارك بها الناشطون الهولنديون المؤيدون لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره بنفسه وممارسة حريته الكاملة على أرض وطنه فلسطين
من جانبه؛ ثمن أمين أبو راشد، في كلمة له باسم "البيت الفلسطيني" في هولندا حضور وتعاون المؤسسات الهولندية التي شاركت في هذا الحفل، مؤكدًا أن ذكرى "يوم الأرض" هذا العام "لها وقع مختلف، يتناغم مع إيقاعات ثورات الربيع العربي التي أطاحت بالظلم والاستبداد"، معتبرًا في الوقت ذاته أن "مشاركة مئات الآلاف من ثمانين دولية في إحياء "يوم الأرض"، عبر مسيرات وفعاليات لنصرة فلسطين والقدس تحت شعار "الشعب يريد تحرير فلسطين"؛ تفرض علينا أملًا واقعًا بأن تحرير فلسطين بات أقرب من أي وقت مضى".
ورأى أبو راشد أن أهداف "البيت الفلسطيني" في هولندا تتحقق واقعًا، "سواء بإعادة الثقة والعزيمة لفلسطينيي هولندا بالعمل الفلسطيني الموحد والناجح، وتنشيط الشباب وربطهم بالعمل البناء، وتنشيط الذاكرة الفلسطينية، إلى إعلاء صوت فلسطينيي هولندا داخل المجتمع الهولندي ودعم ومساندة أهلنا في فلسطين والشتات".
وتضمن الحفل ندوة سياسية تتعلق بـ "يوم الأرض" والقضية الفلسطينية والعمل الفلسطيني المؤطر والموجه على الساحة الهولندية، شارك فيها كل من الأستاذ محمد رباع رئيس مجموعة الفعاليات والمؤسسات المغربية والنائب السابق في البرلمان الهولندي، والأستاذ الدكتور سعيد هيلاوي المحاضر في جامعة الرباط والذي حضر من المغرب خصيصًا للمشاركة في هذه الندوة، والسيد خالد ترعاني المدير العام لمؤسسة "يونفورم" ، حيث تناول الحاضرون في الندوة مدى تقدم فهم الشعوب لحقوق الشعب الفلسطيني، وكيف أن الكثير من المؤسسات الأهلية في العالم تسلط الضوء على الظلم الذي يعيش تحته الشعب الفلسطيني أينما وجد، ويأتي هذا التسليط للأضواء عبر النشاطات العملية التي تقوم بها أغلب هذه المؤسسات للشعب الفلسطيني، خاصة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، مؤكدين على ضرورة "توحيد العمل الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، والابتعاد عن ما يريده الاحتلال الإسرائيلي من تفتيت للشعب وتقسيم للوطن".
وانتقد النائب الهولندي السابق محمد رباع دور هولندا المنحاز لإسرائيل، واصفًا وزير الخارجية الهولندي بأنه يعتبر "وزير الخارجية الثاني لإسرائيل"، لافتًا النظر في الوقت ذاته إلى أن الشعب الهولندي بدأ يعي الحقوق الفلسطينية.
من جانبه؛ أشار الأكاديمي المغربي هيلاوي إلى دور المغرب المتنامي في دعم القضية الفلسطينية، وعدد شواهد على ذلك، لا سيما في ظل ثورات "الربيع العربي" وما أفرزته من نتائج. أما الناشط الفلسطيني خالد الترعاني فقد تحدث بإسهاب عن دور اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة على وجه الخصوص، لا سيما فيما يتعلق بالسياسات التي تنتهجها الإدارة الأمريكية ضد القضية الفلسطينية.
وفي السياق ذاته؛ قدّم باول لاندكامب، من مؤسسة "اهدموا الجدار" شرحًا عن مبادرة وطنية لمناقشة قضية جدار الفصل العنصري الإسرائيلي على الأرض الفلسطينية، في البرلمان الهولندية، مشيرًا إلى أنهم يسعون إلى جمع أكثر من خمسة وخمسين ألف توقيع لمناقشة الأمر في البرلمان الهولندي، بحسب القانون.
وعُرض خلال الحفل فيلم قصير عن قطاع غزة، تلاه فقرة مشاهدات حية عن "واقع غزة تحت الحصار"، قام بنقلها أعضاء "قوافل الخير" التي انطلقت من هولندا إلى القطاع المحاصر خلال الأشهر الماضية، فتحدث مشاركون في قافلة "الربيع العربي" وقافلة الوفاء الأوروبية.
كما شمل الحفل أيضًا إقامة معرض للصور والمنتجات الفلسطينية، إلى جانب عرض هدايا تذكارية ومأكولات فلسطينية، كالزعتر الفلسطيني والزيت والزيتون، الذي لاقى إقبالًا شديدًا عليه.
تبع ذلك إلقاء قصائد عن فلسطين باللغة العربية والهولندية، ثم تم تقديم السيدة الهولندية ليديا العائدة من قطاع غزة حديثًا والتي تتابع بعض المشاريع الإنسانية هناك، فتحدثت ليس فقط عن غزة بل على الضفة الغربية وخبرتها في معاملة الجيش الإسرائيلي للشعب الفلسطيني ولمناصريه من الأوروبيين، كما ألقت الضوء على الممارسات الإسرائيلية التي تتبع في الاستيلاء على أراض ومنازل السكان الأصليين الفلسطينيين.
وفي ختام الحفل؛ تم عرض فليم فلسطيني عن حلم العودة، كما تم تكريم جميع المشاركين في فعاليات هذا المهرجان، حيث قدمت لهم الهدايا التذكارية، كما تم تكريم الذين شاركوا في قوافل الخير إلى غزة.