في الذكرى الـ 20 لـ"أوسلو": حماس تدعو لتشكيل
ائتلاف وطني لمواجهة نتائج المفاوضات الكارثية
ذكرت القدس العربي، لندن، 13/9/2013، عن وليد عوض من رام الله، واشرف الهور غزة، أن حركة حماس أكدت في الذكرى العشرين لتوقيع اتفاق
‘أوسلو’ للسلام بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل على بطلان هذا الاتفاق الذي
وصفته بـ ‘المشئوم’، كونه أعطى الاحتلال الحق في ‘اغتصاب 78 بالمئة من أرض فلسطين
التاريخية’، فيما طالبت الجبهة الشعبية بالانسحاب الفوري من المفاوضات.
وقالت حركة حماس في بيان لها تلقت ‘القدس العربي’ نسخة
منه أن ‘اتفاق أوسلو وما تلاه من الاتفاقيات اتفاقات باطلة، لأن ما بني علي باطل
فهو باطل، وشعبنا الفلسطيني لن يلتزم بما التزمت به المنظمة، ولن يعترف بأي نتائج
تنتقص ذرة واحدة من تراب فلسطين أو مقدساتها’.
ودعت حركة فتح لرفع الغطاء الذي أعطته للدخول في
المفاوضات الأخيرة، وأكدت على ضرورة ‘عدم المراهنة على المتغيرات في المنطقة
العربية، والجلوس للحوار الشامل على قاعدة استنقاذ المشروع الوطني من براثن
التصفية والتطبيع مع الاحتلال، وعلى قاعدة الشراكة الكاملة في الدم والقرار’،
واتهمت حماس السلطة بالتنصل من استحقاقات المصالحة لـ ‘تتفرغ للمفاوضات مع المحتل
وذلك استجابة لطلب رسمي من وزير الخارجية الأمريكي (جون) كيري كشرط أساسي لقبول
السلطة طرفاً في هذه المفاوضات’.
ودعت حماس الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات لـ ‘إسقاط
مشروع التوطين وتجاهل حق العودة’، وشددت الحركة على أن حق العودة حق مقدَّس يستحق
أن تتوحد عليه الجموع وأن تبذل من أجله الأرواح’.
وأكدت حماس على أن مدينة القدس بشرقها وغربها بمقدساتها
الإسلامية والمسيحية ستبقى ‘عربية فلسطينية’، وحذرت الاحتلال من مغبة التمادي فيما
يقوم به من إجراءات إجرامية بحق القدس والمقدسات والمقدسيين، وقالت أن القدس ستظل
‘عنوان الكرامة التي سننتزعها انتزاعاً بكل ما أوتينا من قوة’.
وتقدمت حماس في بيانها بالتحية للشهداء والأسرى وتقدمت
كذلك بالتحية لأهالي الضفة الغربية وأهالي مناطق الـ 48، ودعت إلى رفع الحصار
الظالم عن غزة، وقالت أنه ‘يقتل المرضى والأطفال’، وشددت على أنه أيضا يمثل ‘وصمة
عار في جبين الإنسانية ولن ندفع ثمناً من ثوابتنا وحقوق شعبنا لرفعه’.
وأضافت قدس برس، 12/9/2013، أن حركة حماس حذرت من أن هناك "كارثة
سياسية" قالت بأنه "يدبّر لها في الأفق"، وأن السلطة الفلسطينية
تستقوي بالاحتلال والأمريكيين وبعض الأنظمة العربية لإسكات صوت الشعب ولحصار غزة،
وتشويه سمعة المقاومة حتى يتسنى لهم تصفية القضية الفلسطينية تحت شعار (ليس في
الإمكان أفضل ممَّا كان).
ودعت
"حماس" في بيان لها اليوم الخميس (12|9) بمناسبة الذكرى العشرين لاتفاق
أوسلو أرسلت نسخة منه لـ "قدس برس"، الفصائل الوطنية والقوى الاجتماعية
الفلسطينية إلى تشكيل ائتلاف وطني لمواجهة نتائج المفاوضات الكارثية والتأسيس
لرؤية وطنية شاملة تقوم على التمسك بحقوق الشعب الفلسطيني وثوابته وتحرير الأرض
وعودة اللاجئين وتقرير المصير.
وأضافت الغد، عمّان، 13/9/2013، عن نادية
سعدالدين من عمان، أنه ورغم "تنصل الاحتلال من الاتفاق على حساب فرض وقائع
جديدة على الأرض تمنع قيام الدولة الفلسطينية، فإن القيادة الفلسطينية تعود مجدداً
إلى مسار المفاوضات بنفس الآلية والأسلوب"، بحسب ممثل حركة حماس في لبنان علي
بركة.
وقال، لـ"الغد" من بيروت، إن "الاتفاق
كان مضيعة للوقت ولم يستفد منه سوى الاحتلال، بينما الإدارة الأميركية منحازة
للكيان الإسرائيلي ولم تعمل كراع لعملية السلام من أجل إجبار الاحتلال على
الالتزام بما تم توقيعه".
وأضاف أن "أوسلو خدم العدو الصهيوني في تكريس
الاستيطان والسيطرة الكاملة على وادي الأردن وإقامة جدار الفصل العنصري، بينما
يمضي اليوم في خطوات متسارعة للاستيلاء على المقدسات الدينية، لاسيما المسجد
الأقصى المبارك، وتهويد القدس المحتلة".
واعتبر أن "العودة إلى مسار التفاوض مجدداً تمثل
محاولة يائسة من الإدارة الأميركية لإحياء العملية السلمية التي ماتت العام 2000
عند فشل محادثات كامب ديفيد".
ولم يتفق مع القائلين "بإنجاز السلطة"
باعتبارها "الدرع الواقية للاحتلال في الضفة الغربية"، بحسب تعبيره،
مشيراً إلى "التنسيق الأمني بين أجهزتها الأمنية والسلطات الإسرائيلية في
مواجهة المقاومة".
ودعا إلى "حوار وطني شامل من أجل وضع استراتيجية
وطنية موحدة والاتفاق على خطة لتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني في التحرير وتقرير
المصير وحق العودة".
وأكد ضرورة "ترتيب البيت الداخلي وإعادة بناء منظمة
التحرير وتحقيق المصالحة والعودة إلى مربع المقاومة لتحرير الأرض والدولة
الفلسطينية".
وحث "الرئيس محمود عباس على عدم الانخداع بالوعود
الأميركية والإسرائيلية، فالاحتلال لن يعطي شيئاً وإنما هو المستفيد من
المفاوضات".