الثلاثاء، 18 آب، 2020
أكد خطيب المسجد الأقصى، الشيخ عكرمة صبري،
أمس الاثنين، أن حريق المسجد الأقصى الذي نفذه الصهاينة قبل 51 عاما، وأتى على أجزاء
واسعة من المصلى القِبلي المسقوف، لا يزال مشتعلا باقتحامات اليهود لباحاته.
جاء ذلك خلال كلمته في مؤتمر افتراضي بعنوان
"حملة أمناء المنبر"، نظمته مؤسسة "منبر الأقصى" الدولية، بمناسبة
الذكرى الـ 51 لإحراق المسجد الأقصى.
وقال الشيخ عكرمة: "يصادف الجمعة القادمة،
ذكرى حريق المسجد الأقصى، الذي حصل الخميس في 21 آب/أغسطس 1969، والذي أتى على منبر
صلاح الدين الأيوبي، واستمرت الحرائق تلحق بالأقصى، منذ ذلك التاريخ وحتى يومنا هذا،
متمثلا باقتحامات اليهود لباحات الأقصى المبارك".
وشدد أن ما يقوم به المستوطنون هي اقتحامات،
و"هنالك فرق ما بين المقتحم والزائر، فـالزائر الذي يدخل البيت، بإذن صاحبه، والمقتحم
الذي يدخل البيت عنوة وبدون إذن".
وبين أن الإسرائيليين لا يجرؤون على اقتحام
الأقصى دون حراسات أمنية إسرائيلية، للدلالة على أنهم معتدون وجبناء (..)، وقال: إن
منبر الأقصى أمانة في أعناق جميع العلماء والأئمة؛ فهو منبر رسول الله.
ودعا إلى تعميم نشر الرواية الإسلامية المتعلقة
بالأقصى والقدس في العالم، قائلا: "بعض المسلمين في العالم العربي والإسلامي تأثروا
في هذه الأيام بالراوية الإسرائيلية التي تروج لموضوع الهيكل المزعوم".
وشدد أنه "لا يوجد حجر واحد في فلسطين
يدلل على وجود التاريخ العبري اليهودي القديم".
وبشأن الإعلان عن التطبيع بين الإمارات
والاحتلال الإسرائيلي، قال: إن "التطبيع الذي حصل قبل يومين بين الإمارات والعدوان
الإسرائيلي، أمر مرفوض، ويدل على الهزيمة والانكسار".
وأوصى المؤتمر -في بيانه الختامي- بتخصيص
شيوخ الأمة خطبة الجمعة المقبلة للحديث عن ذكرى إحراق المسجد الأقصى وواجب نصرة المقدسات
الإسلامية.
ودعا البيان إلى التركيز على مركزية القضية
المقدسية ورفض جميع محاولات تصفية القضية عبر المشاريع العقيمة بدءا من صفقة القرن
إلى مشروع الضم ومشاريع الاعتراف وشرعنة الاحتلال.
وحث المؤتمر المسلمين كافة على الوقوف إلى
جانب إخوانهم المقدسيين وعدم تسليمهم للعدو، عادًّا تزايد وتيرة هدم بيوت المقدسيين
مؤخرا "حلقة من حلقات التهويد المتصاعدة المتعددة الأشكال"، وفق البيان الختامي
ذاته.
وفي 21 آب/أغسطس 1969، اقتحم متطرف أسترالي
الجنسية يدعى دينيس مايكل روهان المسجد الأقصى من باب الغوانمة، وأشعل النار في المصلى
القبلي بالمسجد الأقصى.
وشبّ الحريق في الجناح الشرقي للمصلى الواقع
في الجهة الجنوبية من المسجد الأقصى، وأتت النيران على واجهات المسجد الأقصى وسقفه
وسجاده وزخارفه النادرة وكل محتوياته من المصاحف والأثاث، وتضرر البناء تضررًا كبيرًا،
ما تطلب سنوات لترميمه وإعادة زخارفه كما كانت.
والتهمت النيران أيضا منبر المسجد التاريخي
الذي أحضره صلاح الدين الأيوبي من مدينة حلب، عندما استعاد المسلمون بيت المقدس عام
1187م، وقد كانت لهذا المنبر الجميل مكانة خاصة، حيث إن السلطان نور الدين زنكي هو
الذي أمر بإعداده ليوم تحرير الأقصى.
وتبين أن المادة الحارقة الشديدة الاشتعال
سكبت من داخل المصلى القبلي ومن خارجه.
وفي حين قطع الاحتلال الماء عن المصلى القبلي
ومحيطه، وتباطأ في إرسال سيارات الإطفاء، هرع الفلسطينيون إلى إخماد النيران، بملابسهم
وبالمياه الموجودة في آبار المسجد الأقصى، ما تسبب بخسائر مادية فادحة فيه.