في الذكرى السابعة لمجزرة عائلة غالية {لا يزال الدم مستباح}
السبت، 09 حزيران، 2012
في مثل هذا اليوم ارتكب الاحتلال الإسرائيلي أبشع المجازر بحق عائلة غالية من بيت لاهيا, تلك الجريمة التي وقعت عصر يوم الجمعة بتاريخ (9/6/2006) , والذي كانت على شاطئ بحر غزة عندما ذهبوا للاستحمام وهروبا من الصيف الحار بنزه إلي البحر,
ولقد كانت هذه جريمة دموية ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي فقد صعق المواطنون لما شاهدوه على شاشا التلفزة من طفلة تندب أباها وتصرخ بأعلى صوتها "بابا..بابا " واستمرت بالنحيب والصراخ من هول الموقف وأضافت " صوروا صورا " فقد قامت البوارج الحربية الإسرائيلية التي تمركزت على بعد مئات الأمتار داخل مياه البحر , بإطلاق نحو خمس قذائف , أعقبها بوابل من الأعيرة النارية الثقيلة باتجاه المواطنين , مشيرين إلى أن حالة من الصراخ والبكاء اجتاحت المواطنين بمن فيهم الكبار , ناجمة عن الخوف والذعر اللذين خيما على نفوسهم فور ارتكاب هذه الجريمة , وفرو سماع صوت الطفلة هدى غالية التي بقيت هي الوحيدة من أفراد عائلتها حية .
ولقد صرخت وشاهدت الطفلة هدى على أم عينها أباها وامها وأخواتها وهم ميتون وممتلؤون بالدم , والدموع تنهار من عيونها هذا الذي أبكى الجميع , ولقد استشهد من العائلة سبعة شهداء واحدة ليس لهم ذنب سوى انهم أرادوا الاستحمام والشهداء هم الأب عيسى غالية (49عاماً)، والأم رئيسة غالية (35عاماً)، والأبناء: عليه (17عاماً)، إلهام (15عاماً)،هنادي (عامان)،صابرين (أربعة أعوام)،هيثم (عام واحد).
يختلط شاطئ بحر غزة بدماء أب أم بنات أولاد رضع ونساء، تُمزِق الحِمم الأشلاء بعيداً، يتلقف الخوف هدى بين الجثث هنا كان أبي هنا أمي وأختي ورضيعنا واللعب والطعام الذي لم نأكل ... هي وحدها ..والصوت يجلجل ويزلزل رمال البحر العطشى التي لم يسقها اليوم سوى دموع هدى ... تنظر أبيها مذبوح أخوتها أمها أخواتها الرضيع اللعبة ... كلهم قتلى ..
تفترش سخونة رمال الشاطئ التي ظنتها رمال البحر فتحولت لرمال متحركة تقتلعها من خوفها لتدفنها في جوفها فما الحياة بعد فقد كل من كان معها في لحظة واحدة ...
عذرا يا هدى لذاكرة لا تعرف إلا النسيان ...
المصدر: إبراهيم مسلم – شبكة فلسطين للحوار