الخميس، 16
أيار، 2024
تمر ذكرى
النكبة الـ76 على فلسطيني أوروبا، تزامناً مع حرب الإبادة "الإسرائيلية"
على قطاع غزة المستمرة منذ 220 يوماً، وهي الحرب التي حمل معها كثيراً من مشاهد من
نكبة عام 1948، إن لم تكن أقسى، فيما الحراك الشعبي الغاضب في الدول الأوروبية لم
يخفت منذ سبعة شهور، يطالب الحكومات بوقف تقديم الدعم لـ إسرائيل" واتخاذ
موقف أخلاقي إزاء جرائم الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في القطاع المحاصر،
والحال هذه يجد الفلسطينيون في أوروبا ضرورة في استثمار الحراك التضامني، لدعم
الحقوق الفلسطينية كافة وفي مقدمتها حق العودة.
يشكل اللاجئون
الفلسطينيون في أوروبا العماد الأساسي للحراك التضامني من خلال العمل المؤسساتي
حيناً والعفوي والفردي حيناً آخر، ما يفرض تحديات أمام العمل الفلسطيني في القارة
العجوز للبناء على هذا الحراك.
ويرى عدد من
الناشطين والقائمين على المنظمات والتجمعات الفلسطينية في أوروبا ضرورة في توسيع
حالة التضامن بشكل أكبر، ونقل العمل الفلسطيني إلى دوائر صنع القرار في هذه الدول.
تقول الناشطة
في نادي فلسطين العربي ملك بستوني: "نرى هنا كيف أن الحراك الفلسطيني المناهض
للصهيونية بعد السابع من تشرين الأول/ اوكتوبر قد أسقط ادعاءات وأكاذيب الاحتلال
والحكومات الاوروبية، فرأينا جيلاً جديداً يسأل عن أصل القضية وعن تاريخ فلسطين
وممارسات الاحتلال الصهيوني".
تضيف بستوني:
إنه رغم محاولات الحكومات الأوروبية بترسيخ الرواية الصهيونية إلا أنها سقطت، وبدأ
الناشطون يتساءلون عن جدوى حل الدولتين ويشككون بواقعيته ويتساءلون عن مصير
اللاجئين الفلسطينيين، ويطالبون بعودة أصحاب الارض إلى ديارهم التي شردوا منها
إبان النكبة.
برأي بستوني
فإنه لا يمكن تجاهل تأثير الحرب ضد قطاع غزة على جيل كامل من الفلسطينيين خرج من
البلاد العربية بعد الربيع العربي، وكادت تندثر هويته في أوروبا، حيث أعادت هذه
الحرب مشاهد النكبة وجعلت هذا الجيل يدرك أهمية تشبثه بكامل حقوقه، وأنه لن يتخلى
عن هويته الفلسطينية تحت أي ظرف.
تتحدث عن تمسك
الناشطين والتجمعات الفلسطينية في أوروبا بشعار "فلسطين حرة من النهر إلى
البحر" وهو الشعار الذي حظرته الحكومتان النمساوية والألمانية، حيث يمثل هذا
الشعار بالنسبة لهم معنى سياسياً شاملاً يشمل التحرر من كل المشروع الاستعماري
الصهيوني الجاثم على أرض فلسطين وعودة اللاجئين إلى أراضيهم.
وأشارت إلى أن
مهمة الناشطين في أوروبا وضع المجتمعات فيها أمام مسؤوليتها تجاه قضية اللاجئين
الفلسطينيين، خاصة أن حكومات هذه الدول لا تعترف بالهوية الفلسطينية، ويعتبرون
الفلسطينيين عديمي الجنسية، "فالنضال داخل هذه المجتمعات للتأكيد على الهوية
والحق بالعودة ذو أهمية كبيرة".
في السياق،
يؤكد رئيس اتحاد الجاليات الفلسطينية في أوروبا فوزي اسماعيل، أن دور الفلسطينيين
في أوروبا مهم جداً، خاصة في هذه المرحلة التي يتعرض فيها الشعب الفلسطيني إلى حرب
إبادة مستمرة.
ويوضح أن
مواصلة العمل على مختلف الأصعدة في أوروبا، خاصة التظاهر وتوسيع حالة التضامن مع
القضية، ونقلها إلى إلى دوائر صنع واتخاذ القرار في أوروبا، يمثلان أمراً مهماً كي
ينعكس التضامن الشعبي إلى إنجازات سياسية.
يشير اسماعيل
إلى أن غالبية الفلسطينيين في أوروبا ينحدرون من مخيمات الشتات في سوريا والأردن
ولبنان، لذا فإن دورهم مهم في الحفاظ على حق العودة الذي كفلته القوانين الدولية،
إضافة إلى نشر الرواية والسردية الفلسطينية بين الأوروبين، وهو ما برزت أهميته
خلال حرب الإبادة الجماعية المستمرة على قطاع غزة.
ويرى أنه من
الضرورة بمكان تكثيف عمل المنظمات والجمعيات على تعزيز هذا الحق والتمسك به لدى
الأبناء، وعلى إشراكهم في العمل الفلسطيني، وتشجيعهم على الأنشطة الضاغطة على
المؤسسات والحكومات الأوروبية لدعم القضية والحقوق الفلسطينية.
حول هذه
النقطة، يرى رئيس الجالية الفلسطينية في هولندا أيمن نجمة أن دور المؤسسات
الفلسطينية في أوروبا تمثل المدافع والضامن لإبقاء حق العودة حياً ، وزرعه في
الأجيال الجديدة، وتعزيزه في كل فرصة ومناسبة.
وقلل نجمة من
تأثير البعد الجغرافي عن فلسطين على حق العودة لا معنوياً ولا سياسياً، بسبب العمل
المهم للمؤسسات الفلسطينية لتعزيز الهوية والانتماء، من خلال الأنشطة الوطنية
والتراثية والثقافية والفنية، والتوعية والتثقيف.
وقال: إن بعض
أنشطة إحياء ذكرى النكبة في أوروبا تصل إلى الأهداف التي يرنو إليها المنظمون،
وبعضها الآخر تخفق في ذلك، لذا من الضروري مخاطبة المجتمع الأوروبي، على أن يكون
إحياء ذكرى النكبة مناسبة دائمة للحديث عن تهجير الفلسطينيين من خلال ارتكاب
المنظمات الصهيونية المجازر وتدمير القرى والمدن الفلسطينية.
ويطالب نجمة
بالتركيز على حق العودة كأحد النقاط التي يمكن الاستفادة منها في الحراك الشعبي
التضامني والواسع مع قطاع غزة، خاصة أن هذا الحراك بدأ من الفلسطينيين أنفسهم ثم
توسع إلى الأوروبيين والغربيين.