في ذكرى انطلاقة «الجبهة الشعبية»: مبادرة لإنهاء الانقسام واستقالة قيادات
جددت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين دعوتها لإنهاء الانقسام الفلسطيني، من
خلال إطلاقها مبادرة وطنية تتضمن نقاطا عدة لأجل استعادة الوحدة الوطنية، التي
غابت بين الضفة الغربية وقطاع غزة. وتزامن ذلك مع إعلانها عن استقالة عدد من
قياداتها، وذلك خلال المهرجان المركزي الذي نظمته أمس الأول، في ساحة الكتيبة وسط
مدينة غزة، لمناسبة الذكرى السادسة والأربعين لانطلاقتها، بحضور قيادات الجبهة،
وممثلين عن الفصائل الفلسطينية وحشد كبير من عناصر الجبهة ومناصريها.
ووضع على مدرجات المنصة الرئيسية للاحتفال، الذي شهد حضوراً فلسطينياً
واسعاً، العلم الإسرائيلي الذي أخذ عناصر الجبهة يدوسونه بأقدامهم. وعلقت صور
الأمين العام للجبهة الأسير أحمد سعدات، والشهيد أبو علي مصطفى، والمؤسس جورج حبش،
وصورة وحدوية جمعت قيادات مختلف الفصائل الفلسطينية على رأسهم الرئيس الفلسطيني
الراحل ياسر عرفات، ومؤسس حركة حماس الشهيد الشيخ أحمد ياسين، ومؤسس حركة «الجهاد
الإسلامي» الشهيد فتحي الشقاقي.
وأعلنت الجبهة خلال الاحتفال استقالة قيادات تخلوا عن مواقعهم حرصاً على
التجدد الذي يحمي مسيرة الجبهة ونضالها، وأبرزهم نائب الأمين العام للجبهة عبد
الرحيم ملوح، وعضو المكتب السياسي جميل المجدلاوي، والقيادي الكبير في قطاع غزة
يونس الجرو، فضلاً عن عبد العزيز أبو القرايا، أحد أبرز رموز الحركة الأسيرة
الفلسطينية.
وألقى عضو المكتب السياسي للجبهة جميل المجدلاوي، كلمة أعلن خلالها عن
إطلاق مبادرة لإنهاء الانقسام، تتضمن أولًا دعوة لجنة الإطار القيادي لمنظمة
التحرير الفلسطينية للانعقاد على اعتبار أنها المرجعية المسؤولة عن متابعة وتنفيذ
لجان المصالحة الوطنية؛ ثانياً أن يباشر الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتشكيل حكومة
التوافق الوطني وأن يصدر مرسوماً بذلك؛ وثالثاً دعوة عباس إلى إصدار مرسوم رئاسي
بإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في وقت لا يتجاوز ستة أشهر من إصدار
المرسوم، إضافة إلى تحديد موعد لإعادة تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني في موعد لا
يتجاوز نهاية العام المقبل، ووفقاً للتمثيل النسبي.
وفي مقابل ذلك، تستجيب حركة حماس لإرادة «الكل الوطني الفلسطيني»، في أن
تكون انتخابات المجلس التشريعي وفق مبدأ التمثيل النسبي الكامل، وتنفيذ كل ما تم
الاتفاق عليه في لجان المصالحة في القاهرة، ووضع الآلية الممكنة لذلك.
ومن جهته، أكد عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية كايد الغول أن
«الانطلاقة عكست موقفا وطنيا واضحا ومسؤولا نأمل أن يلقى استجابة من قبل حماس، إذ
أنه من دون ذلك سنبقى أمام استمرار الانقسام الذي يلحق أشد الضرر بالقضية
الفلسطينية».
وفي حديث إلى «السفير»، لفت الغول إلى أن الانقسام يأتي بموازاة جهود
سياسية تسعى إلى اغتيال الشعب الفلسطيني، سواء عبر دولة ذات حدود مؤقتة، أو عبر
اجراءات أمنية تمكن الاحتلال من البقاء على الأرض الفلسطينية. وشدد على أنه لا بد
من استعادة الوحدة الوطنية، على أساس سياسي يعيد تجميع طاقات الشعب الفلسطيني،
ويفتح الخيارات أمامه لمواجهة الاحتلال ومقاومته بمختلف الوسائل.
المصدر: السفير